الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز بديل يصدر مسحا شاملا للاجئين والمهجرين الفلسطينيين لعامي 2004-2005

نشر بتاريخ: 23/06/2006 ( آخر تحديث: 23/06/2006 الساعة: 14:02 )
بيت لحم - معا - اصدر مركز بديل، المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، تقريرا، وصل وكالة معا نسخة منه، اشارت فيه، انه في العام 2005، قدّر تعداد اللاجئين الفلسطينيين بحوالي (6.8 مليون) إضافة إلى ما يقارب (400 ألف) فلسطيني مهجرين في الداخل.

واشار المركز ان هذه الاعداد تشكل ما نسبته 70 % من مجمل تعداد الشعب الفلسطيني حول العالم (9.7 مليون). وتظل الوضعية القانونية لحوالي (400 ألف فلسطيني) آخرين غير واضحة، لكنهم على الأرجح يدخلون ضمن دائرة اللجوء أيضا. وتمثّل حالة اللجوء الفلسطيني القضية الأطول عمراً والأكثر تعدادا من بين قضايا اللجوء حول العالم.

ويبقى الإنكار الإسرائيلي المتواصل لحق اللاجئين في العودة الى ديارهم الأصلية التي هجروا منها، إضافة إلى غياب الإرادة السياسية الدولية لتطبيق القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة وغياب آلية حماية فعّالة تبقى جميعها عقبات أمام التوصل لحل دائم وعادل لهذه القضية. وقد شهدت السنوات الأخيرة المزيد من حالات تعرض اللاجئين والفلسطينيين الى الانتهاكات الاسرائيلية وعلى وجه الخصوص من خلال بنائها لجدار الفصل العنصري على أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

المزيد من البحوث والمستخلصات التفصيلية حول الوضع الحالي للاجئين والمهجرين الفلسطينيين يعرضه كتاب جديد يصدره مركز بديل بمناسبة اليوم العالمي للاجئين بعنوان: "اللاجئون والمهجرون الفلسطينيون: المسح الشامل لعامي 2004-2005". ويعتمد هذا المسح الإحصائي على معلومات نشرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومفوضية الأمم الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين والعديد من المصادر الأخرى الرسمية وغير الحكومية.

وبالرغم من أن غالبية اللاجئين الفلسطينيين مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ويبلغ عددهم حوالي (4.3 مليون لاجئ) و/أو (350 ألف لاجئ) مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، يظل اللاجئون الفلسطينييون يفتقدون لآلية تسجيل منهجية لجميع اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين، مما يحد من القدرة على التوصل إلى تقديرات أكثر دقّة للأرقام والمعطيات الواردة في المسح الإحصائي. جميع المعطيات المتعلقة بالمهجرين الفلسطينيين تم تقديرها في ظل عدم قيام أي من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ولا حتى الأمم المتحدة بمراقبة عمليات التهجير الداخلي إن كانت تحصل داخل الخط الأخضر أو في الأراضي الفلسطيني المحتلة عام 1967.

اللاجئون الفلسطينيون في العام 2005

قدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين يطلق عليهم اسم لاجئي العام 1948، وهم الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم من فلسطين/إسرائيل ما بين الفترة 1947-1949 وأحفادهم بنحو ستة ملايين. غالبية هذه الشريحة (4.3 مليون) مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ويتلقون المساعدات منها. أما الآخرون (1.7 مليون) فلم يسجّلوا وعليه، لا يحظون بهذه المساعدات.

أما القطاع الثاني وهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين يطلق عليهم اسم لاجئي العام 1967، وهم الفلسطينيون الذين هجّروا لأول مرّة أثناء الحرب الإسرائيلية-العربية في العام 1967 وأحفادهم فيقدر عددهم بنحو (834 ألف). وبالرغم من أهليتهم لتلقي المساعدات من "الأونروا"، فإنهم غير مسجلين لدى هذه الوكالة.

أمام الشريحة الثالثة، فتشمل حوالي (400 ألف) فلسطيني هجّروا بعد حرب العام 1967. هؤلاء اللاجئون موجودين خارج فلسطين التاريخية وغير قادرين وغير مسموح لهم العودة نظراً لاستمرار سياسات التهجير القسري التي تمارسها إسرائيل ومنها تجريد المواطنين من حقوق المواطنة، إنكار حق المواطنين في جمع شمل عائلاتهم، سياسات الإبعاد القسري،...الخ). وبينما تبقى وضعيتهم القانونية غير واضحة، فبالإمكان اعتبار أغلبيتهم لاجئين.

المُهجرون الفلسطينيون في العام 2005

المهجرون الفلسطينيون في الفترة ما بين 1947-1949 وأحفادهم الذين بقوا داخل الخط الأخضر أي في المناطق التي أعلنت في العام 1948 على أنها دولة إسرائيل، يقدر عددهم اليوم بحوالي 355 ألف شخص.

المهجرون الفلسطينيون في العام 1967، هم فلسطينيون هجّروا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أثناء وبعد حرب العام 1967، كنتيجة لسياسات التهجير القسري التي مارستها إسرائيل بحق الفلسطينيين ومن بينها هدم المنازل، التجريد من الحق في المواطنة في القدس، وبناء المستعمرات وما يصاحبها من بنى تحتية كالطرق الالتفافية والأطواق والمناطق الأمنية وغيرها. وبناءاً على تقديرات "محافظة"، وصل عدد هؤلاء الأشخاص المهجرون في العام 2005 إلى (57 ألف مهجّر)، من بينهم (17 ألف فلسطيني) سبق وهجّر بسبب بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

أين يعيش اللاجئين الفلسطينيين حالياً؟

يواصل اللاجئون الفلسطينيون العيش في غالبيتهم في منطقة الشرق الأوسط على بعد 100 كم من الحدود الفلسطينية/الإسرائيلية، حيث توجد بيوتهم وقراهم الأصلية. أكثر من ربع المجموع العام للاجئين والمهجرين الفلسطينيين لا يزالون يعيشون داخل حدود فلسطين التاريخية قبل العام 1948.

ولا تعيش غالبية اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات. حيث يقيم في المخيمات نحو 21.3% فقط من مجموع لاجئي العام 1948 (29.7 من مجموع اللاجئين المسجلين لدى الأونروا) موزعين على 59 مخيماً تديرها وكالة الأونروا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، الأردن، سوريا ولبنان. كما يعيش عدد آخر من اللاجئين الفلسطينيين (حوالي 3%) في 17 مخيماً على الأقل لا تعترف بها "الأونروا" ولا تديرها رغم وجودها ضمن مناطق عملياتها الخمس (الضفة والقطاع والأردن وسوريا ولبنان). ويقدر عدد اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين الذين يعيشون خارج منطقة الشرق الأوسط بحوالي (800 ألف شخص)، أغلبهم غادر المنطقة باحثاً عن الأمن والاستقرار وذلك في كلٍ من استراليا ودول أوروبا والقارتين الأمريكيتين، وأغلب هذه الشريحة هم إما لاجئين و/أو أشخاص عديمي الجنسية (stateless persons) (فلسطينيين غادروا المنطقة إبان الحروب ومن ثم حرمتهم إسرائيل في العودة والمواطنة).

استدامة وضعية اللجوء والتهجير من دون حل:

وضعُ حدٍ لقضية اللاجئين الفلسطينيين سيتطلّب المزيد من التعزيز لدور الوكالات الدولية الحالية (الأونروا، المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وغيرها)، وعلى وجه الخصوص تعزيز مهام الحماية، بالإضافة إلى إرادة سياسية في أوساط الحكومات الغربية المتنفّذة وهيئات الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل للتنفيذ التزاماتها بتسهيل عودة اللاجئين الفلسطينيين. دون القيام بما سبق ذكره، سيكون المجتمع الدولي مدعواً لتقديم الإغاثة الطارئة، والمساعدات والحماية المطلوبة للفلسطينيين الذين هجّروا سابقاً ولأولئك الذين لا يزالون يهجرون حتى يومنا هذا ليصبحوا دون مأوى وذلك بسبب الاحتلال وممارساته وسياسات مصادرة الأراضي وبناء المستعمرات وجدار الفصل العنصري.

وتظل الأسباب الرئيسية وراء تهجير الفلسطينيين في فترة عامي 2004-2005 هي الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية، النزاعات المسلحة في العراق، والممارسات الإسرائيلية العنصرية بحق الفلسطينيين مثل سياسات هدم المنازل ومصادرة الأراضي. جدار الفصل العنصري الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية، على سبيل المثال، تسبب لوحده في تهجير حوالي (15 ألف) فلسطيني. كما أن هذا الجدار تسبب في حرمان (70 إلى 80 ألف) فلسطيني من وضعيتهم القانونية الحالية كمقيمين/مواطنين في القدس الشرقية المحتلة مما قد يتسبب في تهجير ما يقارب (49 ألف) فلسطيني يعيشون حالياً في المناطق الفلسطينية المعزولة المعلن عنها كمنطقة عسكرية مغلقة وتقع ما بين الجدار وبين خطوط وقف إطلاق النار في العام 1949 (الخط الأخضر). نموذج آخر من أشكال التهجير واضح بشكل جليّ في غور الأردن، حيث فرضت إسرائيل على الفلسطينيين القاطنين في تلك المناطق الحصول على تصاريح خاصة تقيّد حركة دخولهم وخروجهم منها. أما داخل الخط الأخضر/إسرائيل، فإن مخططات "تطوير المدن" تهدف إلى تحقيق أغلبية ديمغرافية يهودية (1.5 مليون يهودي) في الجليل و مليون يهودي في النقب بحلول العام 2010، وفي نفس الوقت تتسبب في تهجير قسري للسكان الفلسطينيين.