الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد 25 عاما من الغربة...صاروخ يحوّل حرارة عودة الصحفي الفلسطيني زكريا احمد الى خان يونس الى حرارة الوداع

نشر بتاريخ: 24/06/2006 ( آخر تحديث: 24/06/2006 الساعة: 11:09 )
غزة - معا - بعد أسبوع واحد فقط من العودة إلى أرض الوطن، وفي لقاء حار ابتهاجاً بالرجوع، لفظ القادم الجديد ألفاظه الأخيرة بين يدي أسرته في خانيونس والتصق جثمانه بجثمان شقيقته الحامل.

صاروخ إسرائيلي واحد كان كفيلاً بتحويل حرارة اللقاء إلى حرارة وداع ودموع ولهفة وموت حل بحلته السوداء على منزل انتظر السعادة مطولاً كما انتظر رجوع الغائب طوال 25 عاماً.

قوات الاحتلال الإسرائيلي وطائراتها لم تمهل الصحفي الفلسطيني العائد من السعودية، زكريا أحمد أحمد (46 عاماً)، الكثير من الوقت واكتفت فقط بأسبوع واحد لم يستطع فيه التمتع بالعودة إلى أرض الوطن والنظر للروابي والسهول والأراضي الواسعة التي خلفها انساب الاحتلال من قطاع غزة، فعالجته بصاروخ في مأمن منزله وأسقطته شهيداً بجانب شقيقته الحامل فاطمة 37 عاماً.

الجريمة الإسرائيلية كانت مغلفة باعتذار لم يدم طويلاً ولم يجد نفعاً من سيل الدم النازف من خانيونس، حيث يقع منزل الصحافي الشهيد العائد إلى شاطئ السودانية غربي بلدة بيت لاهيا حيث مكان جريمة عائلة غالية إلى حي الشيخ رضوان ومذبحة الطفولة، فسرعان ما عادت الطائرات في أسبوع واحد لتقتل المزيد ولتبحث عن ضحايا وتمعنهم تفتيتاً ليصبحوا أشلاء لا يفرق بين الرجل منهم والسيدة والطفل أو حتى الأجنة في بطون الأمهات.

الصحافي زكريا أحمد "كان" يعمل في السعودية منذ عام 1981، كمعد لنشرة الأخبار في التلفزيون السعودي، عاد قبل أسبوع واحد وفي منزل عائلته الواقع في خانيونس والمكتظ بالزائرين والمهنئين بسلامة العودة وقعت الفاجعة وقتل من في المنزل وأصيب الآخرون بجراح، والغائب استمر في غيابه وانتقل إلى مثواه الأخير الى جوار ربه شهيداً، والسبب صاروخ إسرائيلي انطلق من مروحية إسرائيلية مساء الاربعاء الماضي في الحادي والعشرين من حزيران الحزين وبات الجميع مستاؤون وغاضبون وناقمون من صمت دولي على جرائم ضد الإنسانية.

ولم تر المؤسسات الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني في الاعتذار الإسرائيلي الذي قدمه القتلة أي دافع سوى التنصل من الجريمة ومحاولة تصغير حجمها والتقليل من قيمتها.

ورأت كتلة الصحفي الفلسطيني أن جريمة الاحتلال التي قيل أنها جاءت بطريق الخطأ ما هي إلا استباحة شاملة من قبل الاحتلال لكل ما هو فلسطيني، داعية منظمات حقوق الإنسان الدولية واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة صحفيون بلا حدود، ومركز حماية وحرية الصحفيين إلى الوقوف بحزم إزاء الجرائم المتعمدة التي ترتكبها قوات الاحتلال والتي لم توفر الصحفيين من دائرة بهدف التغطية على الجرائم وإخماد صوت الحقيقة.

وأكدت الكتلة على أن جريمة الاحتلال وغيرها من الجرائم لن تنجح في وقف الصحفيين الفلسطينيين عن القيام بواجبهم المهني والوطني ولم تردع الصحفيين الأجانب عن السعي لنقل صورة ما يجري على الأرض من جرائم من قبل الاحتلال.