الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جيش الإسلام - تنظيم جديد ... ام حالة فلسطينية مرتبطة بالقاعدة ؟؟

نشر بتاريخ: 25/06/2006 ( آخر تحديث: 25/06/2006 الساعة: 10:50 )
خان يونس - خاص معا- أثار إعلان ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة ، اهتماما كبيراً في أوساط الفلسطينيين والإسرائيليين ليس باعتبار العملية من العمليات النوعية والمعقدة والمفاجئة بنفس الوقت ، وانما لوجود تنظيم ثالث يعلن عن نفسه بهذه القوة من خلال مشاركته بهذه العملية ، فقد اعتاد الفلسطينيون على تنفيذ العمليات المسلحة من خلال اذرع عسكرية تتبع فصائل وطنية وإسلامية محددة ومعروفة ولديها قواعد ومؤسسات سياسية وعسكرية واجتماعية .

ولكن وجود تنظيم فلسطيني جديد ، لم يكن معروف من ذي قبل وليس لدية هوية أو أفكار سياسية ودينية محددة يطرح الكثير من التساؤلات أمام المحليين والمتابعين !! خاصة وان الإعلان عن جيش الإسلام جاء من خلال عملية عسكرية مشتركة مع كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين .
فهل جيش الإسلام هو تنظيم فلسطيني ديني على غرار التنظيمات الفلسطينية المعروفة ؟؟
أم أنه تنظيم ديني أكثر راديكالية من التنظيمات الأخرى ويعكس توجهات جديدة للشارع الفلسطيني خاصة في ظل سياسة الحصار الاقتصادي و السياسي ؟؟

وهل جيش الإسلام يعتبر من التنظيمات المقربة أو الحليفة لتنظيم القاعدة في بلاد الشام مثلا ؟؟!

ان مجرد وجود هذه الاسئلة مهم - وتشير التساؤلات الى أشياء مهمة كثيرة كون هذا التنظيم لم يعرف من قبل ولم تحدد هويته سواء بالكوادر أو بالأفكار وبالمعتقدات ، ولذلك يري البعض أن هذا التنظيم ربما يكون مقرباً لتنظيم القاعدة ، خاصة وأن الأحاديث في الأونه الأخيرة كثرت من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومن مختلف الطبقات السياسية والأمنية عن إمكانية وصول تنظيم القاعدة إلى قطاع غزة ، ووجود أشخاص من هذا التنظيم في قطاع غزة بعد عملية انسحاب إسرائيل من القطاع جاءوا لزراعة نواه لتنظيم القاعدة في ارض فلسطين وخاصة في قطاع غزة والذي يعتبر من الأرض الخصبة لبروز مثل هذه التيارات والتنظيمات الأكثر تشدد في التاريخ الإسلامي !! لكي تكتمل حلقة التنظيم المفقودة في بلاد الشام ومصر !! ولكن من الناحية السياسية يبقى ان نسأل : هل يمكن ان تكون لجان المقاومة وكتائب عز الدين تقبل ان تعمل مع هذه المجموعات ؟؟؟ ما يجعل من الاحتمال الاول ضعيفا .

وآخرون يرون أن هذا التنظيم هو عبارة عن حالة فلسطينية مسلحة تتطورت من أشخاص امنوا بفكرة معينة وقاموا بتنظيم صفوفهم على أساسها ، سواء من الناحية ( اللوجستية و البشرية ) مثل تأمين الكوادر والطاقات البشرية المميزة وصاحبة الخبرة ، توفير السلاح ، وقواعد التدريب ، وتأمين الدعم المالي الذي يؤمن عمل هذه الجامعات لضمان استمرارها !! وهذه الحالة مطابقة تماماً لبداية تشكيل لجان المقاومة الشعبية التي أسسها الشهيد جمال أبو سمهدانة ، والتي اعتمد فيها على مجموعة من النشطاء السابقين ( فترة الانتفاضة الأولي ) عام 87م ، من مختلف التنظيمات الفلسطينية . وأسسوا بما عرف لجان المقاومة الشعبية ، وألوية الناصر صلاح الدين !!
وبالتالي فان جيش الاسلام هو شخص يصنع تنظيم وليس تنظيما يصنع شخصا .

ولمعرفة المزيد حول هذا التنظيم أجرينا العديد من الاتصالات مع قادة عسكريين من فصائل المقاومة ، وأكدوا أن هذا التنظيم ( جيش الإسلام ) يتبع جماعات فلسطينية وليس لدية اية ارتباطات خارجية بتنظيم القاعدة أو غيرها من التنظيمات الأخرى !!
مع إمكانية أن يكون أن هذا التنظيم متأثر بعض الشئ بتنظيم القاعدة ، خاصة إذا اخذنا بعين الاعتبار حالة الحصار الشديدة المفروضة على الشعب الفلسطيني ، والذي تسبب في خلق أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة في أوساط الفلسطينيين ، علاوة على حملة الإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين وخاصة الأطفال .

وأكدت بعض المصادر عن هذا التنظيم ( جيش الإسلام ) هو عبارة عن حالة جديدة منبثقة عن لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين ، في إطار إعادة هيكله وتنظيم لجان المقاومة الشعبية بعد فقدان واستشهاد أمينها العام (جمال أبو سمهدانة ).
وربما يكون هذا التحليل هو الأقرب إلى الحقيقة ، إذا نظرنا بموضعية إلى الواقع الفلسطيني ، وتداعيات الجماعات وتحولات الجماعات الفلسطينية المسلحة !! باَلإضافة الى ان الشهيد محمد فروانة المنتمي الى (جيش الإسلام ) هو من نشطاء سابقين في الوية الناصر صلاح الدين .

واى كانت هوية هذا التنظيم ؟ سواء كان فلسطينياً محضاً ، او لدية ارتباطات خارجية بتنظيم القاعدة أوغيرة من التنظيمات الأخرى فان هذا التنظيم استطاع ان يعلن عن نفسة بكل قوة من خلال تنفيذه عملية كبيرة ونوعية ويثبت من جديد أن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني لن يخلق الآ مواقف وجماعات أكثر تطرفاً وتشدداً ، سوف تتأثر بمواقفها المنطقة بآسرها .