الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المفاوضات تجري على محور رام الله واشنطن الرياض والجامعه العربية

نشر بتاريخ: 01/08/2010 ( آخر تحديث: 01/08/2010 الساعة: 22:17 )
بيت لحم- معا- احتل موضوع استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة او عدم استئنافها موقع الصدارة بين كتاب الاعمدة الاسرائيليين الذين حاولوا وجهدوا في التحليل ابعاد الخطوة وفوائدها ومضارها بشكل خاص على الطرف الاسرائيلي من المتراس .

وفي هذا السياق كتب تسفي بارئيل في صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية مقالا تحت عنوان يوحي بالكثير من المضمون " ليبرمان الى الحكم " قال فيه طالما لم يوافق محمود عباس على اجراء محادثات مباشرة مع نتنياهو فان وضع اسرائيل ممتاز. رفض السلام لازال كاعادة في الطرف الاخر وحقيقة ان اسرائيل هي التي رفضت التعهد بحدود 1967 والموافقة على مواصلة تمديد تجميد البناء الاستيطاني ومواصلتها البناء في القدس الشرقية لم تغير من مكانة عباس كرافض رغم انه لا يرفض اجراء محادثات مباشرة بل يرفض قبول ما قاله نتنياهو بالفم المليء لوزير الخارجية الاسباني، ميغال موراتينوس فقط " استمرار تجميد البناء في المستوطنات بعد 26 ايلول مستحيلا من الناحية السياسية وسيؤدي الى تفكيك الحكومة وهكذا ايضا باقية مطالب عباس التي وصفها بانها "غير واقعية" إذن مع من بالضبط يريد نتنياهو أن يدير عباس محادثات مباشرة؟ مع رئيس وزراء فزاعة؟ مع من يخشى ظل ائتلافه؟

يوم الخميس قررت لجنة المتابعة في الجامعة العربية "السماح" لعباس باجراء محادثات مباشرة؟ بالطبع تحت الشروط التي حددها عباس لم يتغير أي شيء مبدئي لا في موقف الجامعة ولا وفي موقف عباس وما تغير هو التعهدات التي حصل عليها الاخير من واشنطن التي سمحت للجامعة العربية باعطاء الضوء الاخضر للمفاوضات المباشرة.

النتيجة هي ان المفاوضات مع الفلسطينيين تجري من فوق رأس نتنياهو في محور واشنطن – رام الله – القاهرة – الرياض وبينما يعد نتنياهو الا يمدد التجميد، فيما يؤكد استمرار "تهويد القدس" فان هناك من يدير مفاوضات حقيقية وبينما ينشغل نتنياهو في تفاصيل المسرحية محادثات مباشرة ام غير مباشرة فان واشنطن وحلفائها باتوا منشغلين في المضامين.

عندما يجد رئيس الوزراء صعوبة في أن يفهم التغيير في مكانة عباس والجامعة العربية وعندما يعلن على الملأ بانه لن يتمكن من الايفاء بالشروط بسبب حجر الائتلاف الذي يقبع فيه فمن المسموح أن نتساءل لماذا ينبغي ان نواصل الابقاء على هذه الحكومة؟ لماذا لا نتوجه الى الانتخابات ونحاول على الاقل خلق قيادة اسرائيلية جديدة يكون بوسعها حقا أن تقود؟ الجواب المعتاد لذلك هو أن الانتخابات ستنتج حكومة يمينية متطرفة وهكذا تصل الى منتهاها المسيرة السلمية، أحقا؟!! واي حكومة تسيطر اليوم في الدولة؟!!! أوليس الائتلاف هو الذي يهدد بتفكيك الحكومة اذا ما اتخذ رئيسها خطوة باتجاه الفلسطينيين؟!! أوليس الرمز الاكثر يمينية الاكثر تطرفا قوميا هو ذاك الذي يحدد خطوطها وسياستها؟!.

من يؤمن بالنوايا الطيبة لنتنياهو لا يمكنه أن يتجاهل بانه اصبح " فاترينا" ان لم نقل شخصية كرتونية ييختبئ من خلفها اليمين المتطرف، الرجل البهي المتحدث للانجليزية الفارهة يتلقى النار نيابة عن قارعي طبول الحرب الحقيقيين و من لا يؤمن بنتنياهو يفهم على أي حال بان الحديث يدور عن مسرحية وانه لا فرق بين يمين ليبرمان ويمين بيبي في الحالتين لا يمكن لرئيس وزراء كهذا أن يجلب السلام ولا ان يدفع المفاوضات الى الامام وبسببه من شأن العلاقات الاسرائيلية – الامريكية أن تنهار ايضا.

وماذا اذا انتصر ليبرمان في الانتخابات؟ أولا سنودع الخدعة، وهذا ليس بقيل ، مع ليبرمان كرئيس للوزراء قد تكون السياقات اسرع الضغط الامريكي سيكون اقل ترددا ورد الفعل الجماهيري اقل بلادة وعدم مبالاة ، مع ليبرمان كرئيس حكومة متطرفة لن نحتاج الى أي ستار اليمين سيكون يمينيا، حقيقيا ، فاشيا ، عنصريا، مشجعا للترحيل ودون أي فرصة للمسيرة السلمية ولكن عندها ايضا يمكن لليسار كيفما اتفق ان ينتعش.

واختتم الكاتب مقاله بالقول " من يخاف الانتخابات يريد أن يواصل العيش في الكذب حيث يخيل له أن اليمين المتطرف لا يملي سياسته و محمود عباس حاييم رامون او شمعون بيرس هم اعداء السلام وعليه المحادثات المباشرة فقط ستجلب الخلاص ، وهذا هراء. ما لم تكن هنا قيادة تفهم مدى انحدار المنحدر الذي تندفع فيه اسرائيل فان المنحدر لن يختفي و احيانا، عندما يتيسر وقف التدهور من الافضل تسريعه.