الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرحة نتنياهو بالمفاوضات المباشرة لن تدوم طويلا وزمن سداد الدين يقترب

نشر بتاريخ: 23/08/2010 ( آخر تحديث: 23/08/2010 الساعة: 23:35 )
بيت لحم- معا- رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو راض ومسرور فالادارة الامريكية كذلك الجامعة العربية تبنتا موقفه واجبرتا الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة لطاولة المفاوضات المباشرة "دون شروط مسبقة" والاسبوع القادم سيحل عباس ونتنياهو ضيوفا على العاصمة الامريكية واشنطن وسيدشنان المفاوضات المباشرة العالقة منذ فترة والتي ستبحث الوضع النهائي بالاضافة لحل الدولتين، بهذا التوصيف استهلت هيئة تحرير صحيفة هآرتس الناطقة بالعبرية كلمتها الافتتاحية المنشورة في عددها الصادر اليوم "الاثنين".

واضافت هيئة التحرير بالصحيفة العبرية "ان نتنياهو نال ما طلبه وسعى اليه ولكن وقت سداد الديون والوفاء بالعهود التي التزم بها قد حان والان يسيتضح فيما اذا كانت المفاوضات خطوة تمويهية الهدف منها تهدئة الانتقادات الدولية الموجهة لتصرفات اسرائيل في المناطق الفلسطينية او انه فعلا على استعداد للتوصل الى تسوية تقوم بنهايتها دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

ان تصريحات نتنياهو التي ادلى بها يوم امس "الاحد" امام الحكومة الاسرائيلية حول شكوكه بوجود تعاون حقيقي من الجانب الفلسطيني تعبر عن تحضيرات يقوم بها نتنياهو لتسهيل مهمة هروبه وفراره من أي اتهام مستقبلي بفشل المفاوضات حتى قبل ان تبدأ.

لقد اعلنت الرباعية الدولية عن ضرورة وامكانية الانتهاء من المفاوضات خلال عام واحد منذ انطلاقتها لكن الامتحان الحقيقي لنتنياهو سينعقد قريبا جدا وبالتحديد الشهر القادم حيث تنتهي رسميا صلاحية قرار تجميد الاستيطان في الضفه الغربية.

القوى اليمينية تضغط على نتنياهو لاستئناف البناء في المستوطنات واعمال توسيعها بكامل القوة والاندفاع فيما يحافظ نتنياهو على عدم الوضوح بهذا الشان لكنه قريبا سيجد نفسه مضطرا على انهاء سياسة الغموض واتخاذ القرار.

ان القرار المطلوب من نتنياهو واضح جدا "يجب استمرار تجميد الاستيطان خلال فترة المفاوضات" واي بناء لاسرائيل خارج الخط الاخضر سيشكل عملا استفزازيا يضر بالمفاوضات قد يؤدي الى انهيارها والحجة الضعيفة التي قد يسوقها بان الحكومات السابقة استمرت بالبناء الاستيطاني خلال حديثها مع الفلسطيني عن السلام، تعرض صورة مشوهة وبعيدة عن الواقع حيث ادى استمرار الاستيطان بالتزامن مع المفاوضات السلمية الى تزعزع موقف اسرائيل وتزعزع الثقة فيها وشجع الفلسطيني على رفض الاقتراحات التي قدمتها حكومات اسرائيل.

وقبل ان تختتم الصحيفة العبرية كتبت: لقد برر نتنياهو في حينه قرار تجميد الاستيطان بانه يخدم المصالح الوطنية الاسرائيلية من خلال اثبات رغبتها وارادتها السلمية وهذا التبرير لا زال قائما بل ازدات الحاجة اليه فاذا كان تجميد الاستيطان ضروريا للوصول الى طاولة المفاوضات فمن الاجدر ان يكون هذا الالتزام ساريا خلال المفاوضات.

واختتمت هآرتس كلمتها الافتتاحة بالقول " اذا اراد نتنياهو ان يكون قويا بكلامه حول السلام فعليه ان ينفذها واقعا على الارض".