الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل رؤية البحر تجمّل الاحتلال في عيون أطفال فلسطين؟

نشر بتاريخ: 26/08/2010 ( آخر تحديث: 26/08/2010 الساعة: 15:10 )
بيت لحم- معا- يبدو أن الجيش الاسرائيلي بات يبحث عن سبيل لتجميل صورة الاحتلال في عيون الأطفال الفلسطينيين، وأن هذا الجيش له وجه آخر غير القتل والإهانات المستمرة على الحواجز المنتشرة من شمال الضفة الغربية الى جنوبها.

ويتباهى قائد "المنطقة الوسطى" في الجيش الاسرائيلي آفي مزراحي بالسماح لـ 5000 طفل فلسطيني العام الماضي بالوصول الى شواطئ البحر الابيض المتوسط، وكذلك ارتفاع هذا العدد ليصل الى 22 ألفا هذا العام في محاولة منه لاظهار الوجه الانساني للجيش الاسرائيلي والاحتلال.

واعتبر مزراحي وفق ما نشره موقع صحيفة صحيفة "معاريف" اليوم الخميس أن اطلاق هذا المشروع بالسماح للاطفال الفلسطينيين بالتنزهة على شواطئ البحر الابيض المتوسط بالمشروع الهام، حيث تم التنسيق مع قائد "الادارة المدنية" في الضفة الغربية يؤاف مردخاي لتنفيذ هذا المشروع والذي بدأ العام الماضي، حيث كان الهدف حسب ما وضّح مزراحي إعطاء صورة أخرى للاطفال الفلسطينيين عن اسرائيل غير الصورة التي يتلقونها عبر مناهج التعليم أو من خلال محطات الاعلام العربية التي يعتبرها تحرض على اسرائيل.

وأضاف الموقع أن الجيش الاسرائيلي بالتعاون مه الادارة المدنية سمح خلال العام الحالي والماضي بدخول آلاف الاطفال الى اسرائيل، حيث أن معظم هؤلاء الاطفال لم يسبق له مشاهدة البحر نهائيا، ويتم التنسيق لدخول الاطفال إما مع منظمات لحقوق الانسان أو من خلال ادارات المدارس في الضفة الغربية، حيث يسمح لهم بالتجول داخل اسرائيل في حافلات مع وجود مسؤولين عنهم دون أي تدخل من الامن الاسرائيلي.

قد يكون الهدف من خلال هذا المشروع هو محاولة تجميلية للاحتلال الاسرائيلي وإظهار الصورة الانسانية لهذا الجيش كما ادعى آفي مزراحي، ولكنه يبدو أنه نسي بقصد أو بغير قصد أن هذه الرحلة تستمر لساعات فقط، ليعود بعدها هؤلاء الاطفال الى مدنهم وقراهم والى مخيمات اللجوء عبر الحواجز العسكرية التي أقامها الجيش الذي يقوده مزراحي الذي يتولى قيادة "المنطقة الوسطى" أي "الضفة الغربية"، فهذه الرحلة الاستجمامية على شواطئ البحر تختفي حال المرور بالقرب من جدار الفصل، وكذلك المرور وسط المستوطنات التي تحيط بكافة مدن وقرى الضفة الغربية.

يبدو أن جيش الاحتلال أيضا يحاول أن يتناسى أن الشعب الفلسطيني حتى بداية سنوات التسعينيات كان يستطيع الوصول الى شواطئ البحر الابيض المتوسط من رأس الناقورة وحتى رفح، وكذلك لم يكن في ذلك التاريخ هذه المحطات الاعلامية العربية التي يتهمها مزراحي بالتحريض على اسرائيل، وكذلك فان مناهج التعليم في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية كانت الادارة المدنية هي المسؤوله عنها، ولم يكن فيها أي اشارة تحريض على اسرائيل، ومع ذلك فان الشعب الفلسطيني خاض الانتفاضتين الاولى والثانية مطالبا بالحرية والاستقلال وزوال الاحتلال، لذلك على مزراحي أن يدرك- وبالتأكيد هو يدرك ذلك- انه لا مجال لتجميل صورة الاحتلال، فقط عليه أن يدرك بأن انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يفتح المجال لكي يشاهد الطفل الفلسطيني أن الاسرائيلي إنسان كباقي البشر وليس فقط قاتل يحمل البندقية.