الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

من ينقذ العباد من لعنة جلعاد ؟ 60 شهيدا فلسطينيا منذ وقوع جلعاد شليط في اسر المقاومة

نشر بتاريخ: 07/07/2006 ( آخر تحديث: 07/07/2006 الساعة: 22:37 )
بيت لحم خاص معا - تقرير - يبدو ان الفلسطينيين وان طلبوا الافراج عن جميع الاسرى في سجون الاحتلال فانهم لن يبالغوا ، فهم دفعوا لغاية الان اكثر من 60 شهيدا من شبابهم الى جانب الحصار والخسائر المادية الهائلة وتعطل الاشغال والجرحى وقصف المنشأت والوزارات .

فعلى أرض العملية النوعية ( الوهم المتبدد) سقط شهيدان وقتل ثلاثة جنود وأسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط ، ومنذ تلك اللحظة استنفرت اسرائيل حكومة وجيشاً خارجياً وداخلياً لهدف معلن وهو اطلاق سراح الجندي الاسير .

وحقيقة ما حدث على الارض كان أبعد من ذلك بكثير فالبطش الاسرائيلي وصل كل مكان فعلى صعيد الحكومة الفلسطينية اعتقل وزراءها في الضفة الغربية مع ما طالت أياديهم من نواب حركة حماس وفي غزة تصريحات واضحة لاستهداف ساستها وحتى رئيس الوزراء .

وخارجياً حلقت الطائرات فوق قصر بشار الاسد في رسالة واضحة لاستهداف مشعل ومن يدعمه وعسكرياً فحدَّث ولا حرج فالدبابات والطائرات والزوارق الحربية تعمل على مدار الساعة لاستباحة الارض والانسان فعدد الشهداء منذ العملية حتى صباح اليوم ارتفع الى اكثر من خمسين شهيداً في القطاع وحوالي عشرة شهداء في الضفة الغربية من بينهم مقاومين ورجال أمن وأطفال ونساء وشيوخ اضافة الى عشرات الاصابات الخطيرة والمرشحة للاستشهاد في أي لحظة.

و قال السيد خالد راضي الناطق بإسم وزارة الصحة لوكالة معاً ان 31 شهيداً سقطوا في أقل من 48 ساعة حتى صباح الجمعة والعدد مرشح للزيادة نتاج الاصابات الخطيرة وعلى صعيد الضفة الغربية ايضاً فقد نشطت قوات الاحتلال بإستهداف الناشطين من الفصائل الفلسطينية حيث قامت بتصفية عدد منهم في شمال الضفة الغربية .

وعلى صعيد الاعتقالات فإن مصادر نادي الاسير تشير لاعتقال اكثر من مئة مواطن منذ العملية ، وقد عادت اسرائيل للاعتقالات في غزة ايضاً والتي كانت قد توقفت منذ الانسحاب الاسرائيلي من القطاع .

كما لم تستثن اسرائيل المؤسسات والمنشآت المدنية من القصف والاذى حيث قامت بأعمال تخريبية بمطار عرفات وكذلك قصف وتدمير محولات الكهرباء التي تغذي القطاع حتى طال القصف مؤسسات مدنية وأكاديمية مثل ملعب كرة القدم للجامعة الاسلامية ومدرسة ثانوية ، اضافة لقصف مؤسسات حكومية مثل مبنى وزارة الداخلية .

وعلى ما يبدو فإن التوغل في بيت لاهيا وبيت حانون يدل بشكل قاطع على ان عمليات الجيش الاسرائيلي تذهب ابعد من البحث عن جندي اسير بل على خلق واقع جديد وايقاع اكبر قدر ممكن من الاذى والضرر على كافة الاصعدة .

فعلى الصعيد السياسي لم يعد الحديث كما كان عن الجندي الاسير بل يتركز الحديث على قذائف القسام و سياسياً على محاصرة الحكومة واضعاف أي حالة تعاطف سياسي مع القضية الفلسطينية التي اصبحت في الدرك الاسفل من الاهتمام العالمي رغم حجم الهجمة الشرسة .

وها هي الولايات المتحدة الامريكية وعبر مندوبها في الامم المتحدة تعترض على مشروع قرار عربي يطالب بوقف العدوان .. فإلى أين ستذهب آلة الحرب السياسية بدمنا بحجة قيد جلعاد !! .