الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال يفرض قيودا مشددة على القدس ويغلق عددا من بوابات المدينة

نشر بتاريخ: 24/09/2010 ( آخر تحديث: 24/09/2010 الساعة: 14:04 )
القدس- معا- كثفت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الجمعة من اجراءاتها العسكرية في مدينة القدس والبلدة القديمة والمدن والبلدات المحيطه بها، حيث نشرت اكثر من 3000 عنصر من قواتها حول بوابات البلدة القديمة وعلى حدودها.

واشار مراسل "معا" ان قوات الاحتلال فرضت قيودا على دخول المصلين الى القدس، حيث فرضت قيودا لوصول المصلين للمسجد الأقصى ومنعت دخول من تقل أعمارهم عن لـ 50 عاما، في حين وضعت قواتها في حالة تأهب خشية تصاعد المواجهات.

كما واغلقت قوات الاحتلال بوابات الأقصى وأبقت على ثلاثة بوابات، فيما واصلت إغلاق باب حطة، احد بوابات الأقصى لليوم الثالث على التوالي، وقامت بتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة وسط مدينة القدس، وداخل أسوار المدينة وخارجها ونصب المتاريس والحواجز العسكرية والشرطية في كل مكان للتدقيق ببطاقات المواطنين وعرقلة وصولهم إلى الأقصى المبارك.

كما وفرضت قوات الاحتلال اغلاقا شاملا على المعابر المؤدية للقدس ومنعت المواطنين من الدخول اليها، كما ونشرت قواتها على حدود عدد من مدن وقرى القدس منها : سلوان والعيسويه ومخيم شعفاط ورأس العامود والتي تشهد مواجهات متفرقة بين الحين والاخر.

كما وأفاد مراسلنا في القدس صباح اليوم الجمعة، أن قوة من المخابرات الإسرائيلية اعتقلت قياديين من حركة فتح في بلدة سلوان، وهما: مأمون العباسي عضو أقليم القدس في الحركة، وعضو اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد، وعدنان غيث أمين سر حركة فتح في سلوان بعد مداهمة منزليهما.

وأضاف مراسلنا أن قوات كبيرة من "الشرطة الخاصة وحرس الحدود" أغلقت المدخل الرئيس في البلدة عند وادي حلوة بالحواجز وخظرت انتقال الأفراد والمركبات من هذا المدخل بعد ليلة من المواجهات العنيفة، فيما تحدثت مصادر محلية عن اصابة جنديين إسرائيليين تم نقلهما في سيارة إسعاف.

إلى ذلك من المتوقع أن تشارك أعداد كبيرة من مواطني سلوان والأحياء المجاورة في صلاة الجمعة في خيمة البستان بعد منعهم من الوصول الى المسجد الأقصى واقتصار دخوله على من هم فوق الخمسين عاما.

وكانت قد شهدت مدينة القدس مساء امس الخميس مواجهات بين شبان فلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه من جهة أخرى، مما أوقع إصابات بصفوف المواطنين، حيث استخدمت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق الشبان الفلسطينيين، وقام الشبان برشق الجنود والمستوطنين بالحجارة.

كما وشهدت قرية سلون أعنف المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال مما أوقع عددا من الجرحى، كما وشهدت مدينة العيسوية ايضا مواجهات عنيفة ادت الى اصابة اكثر من 35 شخصا باصابات مختلفة، حيث اصيب 3 شبان بكسور في جسدهم.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد يومين، على استشهاد شابين من بلدة سلوان برصاص حارس إحدى المستوطنات، مما أدى إلى اندلاع مواجهات الأربعاء والخميس بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال والمستوطنين استمرت حتى اليوم، حيث تتذرع قوات الاحتلال باغلاق مدينة القدس بتجدد المواجهات.

أكد ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح بأن الاعتقالات التي تستهدف المقدسيين بشكل عام و القيادات و الكوادر الفتحاوية بشكل خاص في القدس العربية المحتلة ستنتهي مثل سابقاتها بالمزيد من مقاومة اعتداءات الاحتلال و أذرعه المختلفة و خاصة عصابات المستوطنين الذين يتمتعون بغطاء سياسي و حماية أمنية من قبل حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية.

واعتبر دلياني أن الاعتقالات والاغتيالات لم تثن حركة فتح يوماً عن مواصلة مسيرتها في الدفاع عن حقوق شعبنا الوطنية ومقدساتنا ووجودنا في مدينة القدس، للوصول الى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، معتبراً حملة الاعتقالات تخبطاً اسرائيلياً جراء الهبة الجماهيرية التي تشهدها القدس وإمعان في سياسة القمع والظلم التي ينتهجها الاحتلال.

ولفت دلياني الى أن السلام منوط بانسحاب دولة الاحتلال من الاراضي المحتلة عام 67 وعودة اللاجئين وفق اتفاق سياسي مع منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الشرعية الدولية، وأن الاستيطان لن يجلب سوى المزيد من انعدام السلام والتوتر في المنطقة بأسرها.

من جهته أكد أحمد عساف المتحدث باسم حركة "فتح" أن حملة الإعتقالات الإسرائيلية بحق قيادات وكوادر الحركة في مدينة القدس، لن تحقق هدفها، ولن تثني الحركة عن الإستمرار في قيادة معركة التصدي "لجرائم" الإحتلال ومستوطنيه بحق المدينة المقدسة وسكانها.

وقال عساف في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، اليوم الجمعة أن قيام قوات الإحتلال بإعتقال العشرات من أبناء حركة فتح والإستمرار بسياسة الإحتلال التي تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني في القدس، من خلال سحب الهويات ومصادرة للأراضي وهدم للمنازل وفرض الحصار الشامل، لن يجلب الأمن لإسرائيل ولن يحقق السلام.

وطالب عساف، حركة حماس بتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني التي تلزم "حماس" أن توقع وثيقة المصالحة الفلسطينية، وأن تنهي الإنقسام.