الإثنين: 03/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشهيد سرحان قتل بعد أعمال عربدة ومطادرة من حراس المستوطنين

نشر بتاريخ: 26/09/2010 ( آخر تحديث: 26/09/2010 الساعة: 12:56 )
القدس- معا- نشرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية شهادات ومعلومات جديدة استقتها من شهود عيان سردوا خلالها مشاهداتهم عن ظروف وملابسات استشهاد الشاب سامر سرحان من حي البستان في سلوان برصاص حرس المستوطنين، حيث شاهد كل واحد من الشهود جزئية ما تتعلق بمكونات تفاصيل عملية القتل.

وأكد جميع الشهود- اكتفت الوحدة في هذه المرحلة بالرمز إليهم بالحروف الأولى من أسمائهم _ ان تواجد المواطنين في الشارع في ساعات الفجر هو امر عادي ، فهناك من يتوجه للصلاه بالمسجد الاقصى او المساجد القريبه داخل بلدة سلوان ، وهناك من يتوجه لعمله باكرا ، وان الامر غير الطبيعي هو عمليات العربدة اليومية التي يمارسها حرس المستوطنين الذين يركبون سيارة جيب محصنة ويجوبون شوارع سلوان في حركات استعراضية تهدف إلى ترهيب السكان ودفعهم للرحيل، وهم يختارون اوقات الظهيرة حين يغادر الطلبة مقاعد الدراسة ، وكذلك ساعات الفجر الاولى عندما يتوجه المواطنون للصلاة أو مكان العمل، على نمط ما ما تقوم به شركات الأمن الأمريكية في العراق والمعروفة ب"بلاك ووتر".

الشهادة الاولى: شاهد على عربدة المستوطنين بالشارع

افاد الشاب م. ز من سكان بطن الهوى في سلوان انه وبينما كنت متوجها لعملي حوالي الساعة الرابعه صباحا، شاهدت سيارة الجيب التابعة لحرس المستوطنين تمر في منطقة العين وتقوم بحركه التفافية في الشارع، ثم سمعت إطلاق 6 رصاصات، وكنت على بعد 600 متر هوائي من المكان ، وعندما وصلت لمنطقة العين كانت هناك قوات كثيفة من حرس الحدود والشرطة في المكان، لكنني لم أشاهد أي جثة أو أي شخص معتقل او مجروح!

الشهادة الثانية: رايت الشاب يقع اسفل منزلنا

في حين أفادت السيدة ح.ع.س:" كنت نائمة في منزلي الذي يشرف على منطقة العين ، وكنت اسمع ضجة وحركة سيارة جيب المستوطنين تجوب الشارع اسفل منزلنا، وهذا امر عادي يحدث كل ليلة في سلوان ، وكانت هناك اصوات باللغه العبرية وضجة ، ولأنني كنت متعبة فضلت البقاء في سريري، ولم أفكر في النهوض لاستيضاح ما يحدث في الخارج.

عند حوالي الساعة الرابعة إلا ربعا من فجر ذلك اليوم سمعت صوت إطلاق نار ، فنهضت مسرعة نحو مكان نوم ابني الذي ينام على شرفة المنزل، ونظرت من نافذة غرفة النوم وشاهدت شابا يركض عبر الطريق الترابي الواصل بين منزلي والشارع الرئيسي، وكان هذا الشاب يضع يده على خاصرته، وعندما وصل الدرج الواقع اسفل منزلنا ، الذي يستخدمه المارة من سكان الحوش بالنزول الى الشارع الرئيسي ، وقع ذلك الشاب على وجهه ، وبعد ذلك رايت عددا من الأشخاص يركضون خلفه واعتقد انهم من القوة التي تؤمن الحراسة للمستوطنين في سلوان وشرعوا بمحاولة تقديم الإسعاف الأولي للشاب ، وبعد نصف ساعة حضرت قوة من الشرطة وطاقم الإسعاف وتم فحص الشاب وكانت هناك محاولة إعادة إنعاش قلبه ، ولكنهم بعد ذلك اخذوه من المكان .

الشهادة الثالثة: تمكنا من تخليص شاب من بين ايدي المستوطنين

السيد ا.م.ا.ش: "كنت اجلس في مكتب تكسي يقع في منطقة العين ، سمعت صوت اطلاق ثماني رصاصات ، وقلت في نفسي اطلاق الرصاص امر عادي في سلوان واصبح من روتين الحياه اليومي للبلدة!

بعد ذلك وعند حوالي الساعة الرابعة فجرا كانت هناك ضجة وحركة سريعة لسيارة جيب المستوطنين ، فخرجت انا والاخرين الى الخارج، فشاهدت عدد من حرس المستوطنين المسلحين يتجمعون حول الشاب م.ج ، وكان يجلس ارضا ، ولكن الشباب استطاعوا تخليص الشاب من بين ايديهم والعودة به إلى مكتب التكسي . وفي هذه الاثناء سمعت حرس المستوطنين يطلبون سيارة اسعاف لان لديهم جريحا، لكنني لم اعرف طبيعة ما كانوا يتحدثون به.

الشهادة الرابعة: شهدت عملية اطلاق النار على الشهيد

السيد ن.س : "كنت أقف على شرفة منزلي ، سمعت صوت سيارة الجيب الخاصة بالمستوطنين ، تسير بسرعة ثم تتوقف ، نظرت الى الشارع الرئيس فشاهدت السيارة قادمة من منطقة وادي حلوه وتوجهت نحو منطقة العين. وفي هذه الأثناء كان هناك شاب قادم من حي البستان، وعندما وصل هذا الشاب الشارع الرئيس رأيت سيارة المستوطنين تسير نحوه ببطء ، ثم سمعت عدة اصوات وكأنه جدال يدور بين هذا الشخص وافراد حرس المستوطنين ، ومن ثم غادرت السيارة الجيب مكان وقوف الشاب، وتجمع في هذه الاثناء اربعة شباب اخرين اضافة الى الشاب الاول ، ولكن سيارة المستوطنين رجعت نحو الشباب مسرعة وكأنه تريد دهمهم ، وهنا قذفها الشباب بالحجارة، فعادت هذه السيارة إلى الوراء ، وابتعدت مسافة بعيدة ومن ثم عادت مرة أخرى ونزل منها أربعة أو خمسة أفراد مسلحين، وقاموا بإطلاق الرصاص الحي في كل مكان ، وهنا تفرق الشبان الخمسة، وقام احدهم بالركض نحو الطريق الترابي الذي يربط منزلي بالشارع الرئيسي ، ورأيته يلقى حجرا نحو حرس المستوطنين الواقفين اسفل الطريق الترابي، وهنا قاموا باطلاق النار نحوه فرأيته يركض نحو الحوش الذي يقع فيه منزلي ، ويسقط على الدرج على بطنه ، وهنا لحق به حرس المستوطنين وقاموا بمحاولة الحديث معه ، وبعد نصف ساعه جاءت سيارة الاسعاف برفقة الشرطة الإسرائيلية، وحاول طاقم الاسعاف تقديم العلاج الاولي له ، وبعد ذلك تم نقله لسيارة الإسعاف، وحوالي الساعة الثامنة علمنا بان ذلك الشاب الذي قتله حرس المستوطنين هو سامر سرحان رحمه الله.