الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نصف حرب .. ونصف حقيقة .. تبادل ادوار ام تبادل اسرى ؟

نشر بتاريخ: 13/07/2006 ( آخر تحديث: 13/07/2006 الساعة: 20:01 )
بيت لحم - معا -كتب رئيس التحرير - ما يحدث اليوم في المنطقة، لا يصل الى مستوى الحرب الشاملة، وبالرغم من إدعاء الاطراف، لا سيما تل أبيب وصحفها بأن الحرب قد عادت وانها مثل حرب 1967 ستحدد ملامح الشرق الاوسط .

وبالنظر الى البرامج العسكرية للأطراف، والبرامج السياسية وعدد الضحايا والادوات المستخدمة، فإن ما يدور مجرد نصف حرب ونصف حقيقة ونصف موقف .

وإذ يتجول المراقب في رام الله فانه يجد الحياة فيها تسير كالمعتاد ، المطاعم والنوادي والمؤسسات، لا يشعر بأن شيئا يحدث في غزة .

وفي بيروت الشرقية ، يشاهدون أخبار التلفزيون لكنهم ليسوا في الضاحية الجنوبية ..

وعلى شواطىء تل أبيب، لا يزال المصطافون يسبحون ويشربون العصير تحت مظلات "الدولفناريوم" دون اكتراث لما يجري في كريات شمونة وصفد.

إستناداً الى ما يحدث في غزة، فإن حماس تريد الاحتفاظ بالجندي الاسير لكنها ليست راغبة في اندلاع المواجهة الشاملة وهذا ما عبر عنه رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الخارجية الزهار.

أما فتح فتريد الاحتفاظ بكتائب شهداء الاقصى ولكنها تتمسك أكثر وأكثر بمؤسسة الرئاسة ..

إسرائيل من جانبها أعلنت انها لا تريد ان تدفع بالسلطة الفلسطينية الى حد الانهيار التام، فهي تقصف من جهة وتطلب بإدخال المواد الغذائية من جهة اخرى .

اما سوريا ورغم ان النفاثات الحربية الاسرائيلية حلقت فوق قصر اللاذقية فهي لا تريد تحريك جبهة الجولان المحتل وفي نفس الوقت تواصل حماية المقاومة في دمشق بيروت .

ايران ، التي تملك صواريخ شهاب ثلاثة ، لا تريد إستخدامها، مثلما لا تريد اسرائيل تدمير مفاعلاتها .

حزب الله ، يريد الاستنزاف ، لكنه لا يريد النزف حتى الموت ، مثلما رأت اسرائيل نفسها مستباحة ومهدورة الكرامة امام المقاومة فانها تريد ضرب البنية التحتية في لبنان لكنها تتمنى من كل قلبها ان يتدخل العالم لفك الالتحام .

والتقديرات .. ان اسرائيل ستسارع خلال الساعات المقبلة او الايام المقبلة لقبول المقترح المقدم من الحكومة اللبنانية والذي يقضي بوقف اطلاق النار الشامل، فيسارع السيد حسن نصرالله ويقبله .. وتمتد الوساطات الى غزة فيتنفس سكان عسقلان وسيديروت والشجاعية وبيت لاهيا الصعداء .

وستقول حماس، انتصرنا، واسرنا الجندي ولم نتنازل عن مواقفنا .. ويقول الرئيس ابومازن، أرأيتم ؟؟ ان منهجي السياسي هو الصحيح فلا غنى عن المفاوضات .

وستتباهى المقاومة اللبنانية بإنجازاتها وتبدأ بالتحضير لتبادل الاسرى ، وتبقى سوريا ، لا هي اميريكية ولا هي عراقية.
ويجمع اولمرت حكومته ليقول: أرأيتم ؟؟ ها قد لقناهم درساً لن ينسوه ولكن لا بد من تبادل اسرى .
وتتواصل الحياة ، وتمشي فيها الحقيقة العرجاء تتبختر في الشرق الاوسط .. إلا الذين فقدوا حياتهم .. فقد ماتوا كي نعيش.