الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز شؤون المرأة ينظم ورشة عمل حول "صورة المرأة في الإعلام

نشر بتاريخ: 17/10/2010 ( آخر تحديث: 17/10/2010 الساعة: 17:10 )
غزة-معا- نظم مركز شؤون المرأة بالتعاون مع جامعة الاقصى اليوم, ورشة عمل بعنوان "صورة المرأة في الإعلام", بحضورعميد كلية الاعلام د.احمد حماد وعدد من الأكاديميين وطلاب/ات بجامعة الأقصى بمدينة غزة.

وقالت منسقة التدريب بالمركز شيرين ربيع, أن ورشة العمل هذه تهدف إلى تسليط الضوء على شكل ومضمون المادة الإعلامية التي تُقدم من خلالها صورة المرأة, وانعكاس ذلك على الوعي الجمعي, الذي يؤدي إلى بقاء واقع النساء على حاله دون تغيير في النظرة النمطية لهن, ويحدد الأدوار الاجتماعية المنوطة بهن وفقاً لهذه النظرة.

وأضافت ربيع, أن اللقاء يهدف كذلك إلى الخروج بتوصيات مهنية واقعية, يمكن أن تشكّل أساساً لرسم سياسة إعلامية, أكثر وضوحاً ونضجاً, تسهم في الإرتقاء بالنظرة الإجتماعية للنساء.

وأوضحت أن هذا هو اللقاء أول ضمن سلسلة من ستة لقاءات تستهدف طلاب/ات الجامعات الثلاث في قطاع غزة, وهن جامعة الأزهر, الأقصى, والقدس المفتوحة, تهدف إلى تثقيف هذه الشريحة الهامة بحقوق وقضايا النساء.

وفي كلمة لها قالت الكاتبة والباحثة دنيا الأمل إسماعيل, أن الخروج من النفس التقليدي للمرأة لا يتم إلا من خلال دراسة علاقة المرأة بالإعلام، موضحة أن هناك إغفال بحثي من قبل الجامعات لقضايا المرأة والسبب ليس له علاقة بالمرأة نفسها بل بالسياسات التعليمية ومشرفي وموجهي البحوث والمناهج التعليمية.

وأوضحت أن المرأة والإعلام موضوع إشكالي لا بد من دراسته ودراسة السياق الاجتماعي والثقافي له وعلاقة المرأة بالإعلام, وبحث جميع الخلفيات الثقافية لإعطاء دلالات منطقية حول دور وعلاقة المرأة وصورتها في الإعلام.

وأشارت أنه لدى المؤسسات خاصة النسوية نيات حسنة لتحسين صورة المرأة في الإعلام, من خلال قراءة الواقع قراءة موضوعية ودقيقة ومعمقة, لتجاوز النظرة التقليدية التي غالبا ما تركز عليها وسائل إعلامنا حيال النساء، حيث لا تبرزهن المرأة لذاتهن وكينونتهن بل كتابعة غالبا.

وحمّلت الكاتبة إسماعيل, النظام الأكاديمي مسؤولية التدهور الإعلامي الذي نعيشه, وأن على الجامعات أن تتخذ إجراءات للحد من سرقة الأبحاث، حيث أن هناك خللاً في المنهج الأكاديمي, وأن التعليم مُلام أيضا ومسؤول عن انحدار الهوية الثقافية والوطنية.

وأوضحت إسماعيل أن التاريخ يقول أن أول من عمل في الإذاعات الفلسطينية هن نساء, كتبن بجرأة وحصدن الجوائز العالمية، وهناك العديد من النماذج الإعلامية اللواتي برزن في مجال الإعلام.

وأكدت إسماعيل على ضرورة وجود منظومة إعلامية وطنية واضحة المعالم, تحظي فيها المرأة بحقوقها كونها مواطنة في الدولة ولها كينونتها واستقلاليتها، وقراءة واقعنا الفلسطيني كي نضع أيدينا على الخلل الكامن في مجتمعنا, ومحاولة إصلاحه للنهوض بواقع الإعلام والمحافظة عليه كونه المحرك الرئيس لعجلة التغيير الاجتماعي.

وتحدث الدكتور أحمد أبو السعيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى سابقاً, وأستاذ مشارك, عن "هواجس المرأة الفلسطينية في ظل النظام السياسي والإعلامي الحالي", مؤكداً أن تعاطي الإعلام الفلسطيني مع قضايا المرأة ما زال ضعيفاً ويتسم بنوع من السطحية.

وأوضح أن طغيان العامل السياسي على جميع وسائل الإعلام الحكومية والحزبية لم يترك مجالا للخوص في قضايا المرأة إلا بالنذر اليسير.

وأضاف أنه رغم تبوأ كثير من النساء للمناصب السياسية والاجتماعية المتقدمة, إلا أن محاولات إظهار ذلك في وسائل الإعلام مازال هامشيا, بل واجتمعت على تهميش المرأة إعلامياً وسياسياً واجتماعياً العديد من الرقابة العامة, على المستويين السلطوي والأحزاب السياسية.

وأشار أبو السعيد إلى هذا الواقع يفسر بقاء صورة المرأة نمطية عبر وسائل الإعلام, حيث مازلت هي الضحية والباكية والضعيفة, لصالح الصورة الذكورية التي تعزز من سيادة الرجل, وتزيد من العشائرية والتقيد بالعادات والتقاليد المجحفة بحق النساء.

وطالب أبو السعيد بضرورة النظر إلى قضايا النساء باعتبارها جزءاً من قضايا المجتمع, وتجنب الفصل التعسفي لها, وإغفال دورها في التنمية وتطور المجتمع, والعمل على دمجها في كافة الأنشطة.

وشدد على ضرورة العمل على تغيير المناخ الفكري والثقافي السائد عن المرأة, والحد من الصورة النمطية للنساء عبر وسائل الإعلام, عن طريق تأكيد الدور الايجابي الذي تقوم به في المجتمع وإظهار نماذج عن شخصيات نسائية فلسطينية ناجحة في عدة مجالات.

وأكد أبو السعيد ضرورة زيادة مشاركة المرأة ومساعدتها في الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار داخل المؤسسات الإعلامية, لتتبوأ المواقع الإدارية والقيادية المتقدمة, بما يسهم في مشاركتها في رسم السياسيات الإعلامية.

ونوه إلى أهمية التنسيق بين وسائل الإعلام للخروج بصورة ايجابية عن النساء وفق خطة إستراتيجية متفق عليها, لتغيير صورة المرأة العربية التي تقدم اليوم عبر وسائل الإعلام بشكل عام.