الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

بيت حانون دمار وشهداء واستهداف لكل شيء حي وخسائر بالبشر والشجر والحجر بقيمة 7 مليون دولار

نشر بتاريخ: 18/07/2006 ( آخر تحديث: 19/07/2006 الساعة: 00:03 )
غزة -معا- مرة أخرى عادت بيت حانون لتكون مسرحاً ليس للضحك ولكن للبكاء والدمار ولبنيتها التحتية بشكل كامل، وعلى مدار يومين كاملين عاث المحتلون فساداً بالبلدة الخضراء وأسقطوا عليها على سافلها وبدأت حربهم بقوة ذات كفة واحدة.

هكذا خاطبوا الأهالي الذين تم حصارهم في غرفة واحدة مهما بلغ عددهم عشرة، عشرون،أو ثلاثون أو أكثر، مهما كان العدد يحاصرون في غرفة واحدة دون أكل أو شرب أو حتى قطرة مياه، فقال لهم الجنود المقتحمون :" هل تأكلون أنتم وتشربون وتعيشون في الضوء ونحن نعيش في ظلام الملاجئ لن تنعموا بالنور " وقام بإطفاء الشموع بأيدي المواطنين.

فخاطبه أحد المحاصرين قائلاً:" لماذا أنتم في الملاجئ أليس بفعل أيديكم فأنتم تجوعون الشعب الفلسطيني وتقتلونه بأحدث تكنولوجيا التسلح وأخذتم الأرض وجعلتم خمسة قرون شعب يعش تحت احتلالكم"، فكان الرد على سؤاله صمت الجندي الإسرائيلي الذي قال أنه محامي ولو حركتي الجهاد الإسلامي وحماس لما فكر بالقدوم إلى غزة، وبدأ بكيل الشتائم للفصائل الفلسطينية.

المواطنة التي نقلت هذه الصورة لمعاً خلال تجول في بلدة بيت حانون قالت :" اسمي ام عماد أبو عودة أقدمت دبابة الاحتلال على هدم الجزء السفلي من المنزل المكون من ثلاث طوابق باستخدام الدبابة وسجنوا كل من في منزلي في غرفة واحدة وأخذوا حتى الشموع وعلى مدار يومين كاملين احتلوا منزلي وقاموا بحبس المياه والأكل عني وعن أطفالي وأخذوا زوجي للتحقيق وكافة أبنائي وقاموا بإجبارهم على خلع ملابسهم وعندما غادروا لم نصدق أنهم غادروا".

بيت حانون بعد أن غادرها المحتلون مخلفين دماراً هائلاً بها وسبعة شهداء وعشرات الجرحى وقرابة مائة منزل مدمر لم يعلم قاطنوها من أين يبدءون بمطالعة الخراب فبين كل منزلين وجد منزل مدمر إما بشكل كلي أو بشكل جزئي، وانطلق المواطنون في كل مكان يتفقدون المقبرة التي لم يراعي فيها المحتلون حرمة الاموات فقامت جرافاتهم ودبابتهم بتجريفها والعبث بالمقابر وبرفات الأموات إلى عيادة الوكالة في البلدة والنادي والمدارس وبقية المرافئ الخاصة العامة ناهيك عن شوارع البلدة.

رئيس بلدية بيت حانون جلس في أحد بيوت العزاء والتي يزمع تحويله إلى بيت عزاء جماعي للشهداء الخمس الذين سقطوا مؤخراً وتم تشييع جثامينهم ظهر اليوم.

وبين المعزين والمتفقدين للمنازل والإعلاميين جلس يحاول الحديث مع الجميع والإجابة على تساؤلاتهم، قال لمعاً ان ما حدث في بيت حانون هو ترجمة فعلية لأمنية رئيس بلدية اسديروت الإسرائيلية وطلبه من رئيس حكومة الاحتلال محو بلدة بيت حانون عن الخارطة فقام المحتلون بتحقيق الأمنية.

وقدر رئيس البلدية د. محمد نازك الكفارنة الخسائر التي ألحقها الاحتلال بالبلدة على مدار يومين كاملين بـ 6 مليون دولار عدا عن مليون آخر كان نتيجة تخريب إسرائيلي آخر لحق بالبلدة فقط الأسبوع المنصرم.

البلدة حسب د. الكفارنة تعرضت للعديد من الاجتياحات وتميز أهلها كما يقول بالتكاتف والتعاون حتى في بيوت العزاء والمواساة، مشيراً إلى أن أهالي البلدة لا يمكنهم فعل شيء أمام تكرار الاجتياح الإسرائيلي الذي يعيد ما سبق وأن دمره وما أعاد المواطنون إعماره.

رئيس البلدية أكد لمعا أن البلدية شكلت عدد من اللجان المختصة بالطرق والصرف الصحي وخطوط المياه والهاتف والكهرباء والاراضي الزراعية وغيرها لدراسة الخسائر ووضع آليات تمكنها من الإصلاح، مشيراً إلى عدد من الدول المانحة ترفض تمويل البلدية حالياً لإعادة إعمار البلدة خاصة في ظل إعادة التدمير لكل ما يتم إعماره، مؤكداً أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كان قد قدم ربع مليون دولار لإعادة إعمار الجسر الرئيسي بالبلدة وقبل أن تتسلم البلدية المبلغ تم قصفه مرة اخرى فرفض البرنامج تزويدها بالنقود مرة أخرى.

مشاهد من الجريمة...

"الاحتلال مر من هنا" في مدرسة بيت حانون الثانوية للبنات والإعدادية والابتدائية جرف الاسوار والملاعب الخاصة بها والمراسم والمخازن والسلالم وفي أماكن الصرف الصحي وضع قازوراته من اكل وشرب ومن مخلفات صحية حول الكتب وما أثار دهشة المواطنين في بيت حانون هو طريقة الأكل ومكانه حيث وجد أنهم كانوا يأكلون فقط في أماكن الصرف الصحي بالمدرسة فقال أحد المواطنين :" ما أشد نجاستهم".

وكيل مدرسة الثانوية بالبلدة الاستاذ اسماعيل الكفارنة قال لمعا:" أن ما لحق بالمدرسة دمار بالغ جداً وان مبنى المدرسة بالكامل أصبح آيلاً للسقوط حيث تحوي 24 صفاً دراسياً ويدرس بها قرابة 900 طالبة في حين تم تدمير الاسوار والأبواب باستخدام الخلع والكسر من منتصف الباب وحفر الحفر باسوار الفصول واستخدام الشتلات الزراعية وما بها من رمل كسواتر ترابية قبالة هذه الحفر في الصفوف العلوية عدا عن استخدامهم المدرسة كمركز لقيادة ميداني لعملية اجتياح البلدة وإطلاق الأعيرة النارية باتجاه كافة منازل البلدة وهدم ما يمكن هدمه بالقذائف ذات العيار الثقيل".

الملفت للنظر أن ما جرى في بيت حانون كان تسلية لهم ودمار للمواطنين، فعلى جدران المدرسة وفي المرسم تم كتائبة بعض الكلمات باللغة العبرية وأخرى بالعربية كتب فيها " أين المقاومة" عدا عن رسم علامة X وشعار نجمة داوود وشعار لم يتم معرفة معناه V وتمت كتابته بهذا الشكل.