الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نابلس تشيع شهداءها الثلاثة الذين سقطوا امس برصاص الاحتلال

نشر بتاريخ: 20/07/2006 ( آخر تحديث: 20/07/2006 الساعة: 18:26 )
نابلس- معا- شيع المئات من اهالي محافظة نابلس شمال الضفة الغربية جثامين شهدائها الثلاثة الذين سقطوا امس في الاجتياح الواسع الذي طال مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية وادى لاستشهاد خمسة مواطنيين فلسطينيين واعتقال المئات من افراد الاجهزة الامنية، وهدم مقرات تابعة لتلك الاجهزة.

ووسط هتافات منندة بالجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني طالب المشيعون بضرورة الانتقام لشهدائهم حيث جال موكب التشييع شوارع المدينة وصولا الى مقبرة الشهداء ليوارى الشهداء الثرى هناك.

ولم تكن هذه الكوكبة الاولى التي تقدمها المدينة ولن تكون الاخيرة في ظل انفلات القوة العسكرية الاسرائيلية من عقالها والتي تضرب في كل مكان في غزة والضفة ولبنان مستهدفة كل عناصر الحياة وموقعة القتلى في كل مكان.

والشهداء الذين سقطوا امس يلتحقون الى الـ 600 شهيد الذين قدمتهم المدينة منذ بدء الانتفاضة عام 2000 .

ولكل شهيد قصة تختصر الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون تحت جبروت القوة العمياء .

الشهيد محمود مقداد الخطيب 24 عاما من مواليد مخيم بلاطة هو الشهيد الرابع فى عائلته بعد اخوته الثلاثة السابقين استشهد احدهم فى الانتفاضه الاولى والاثنان الاخران فى هذه الانتفاضه . وله اثنان من الاخوة فى السجون الاسرائيلية ومحكومان بمؤبدات .

الشهيد حسام ناصر البدرساوي 22 عاما هو الاخر من مواليد مخيم بلاطة أكبر اخوته السبع ذكورا واناثا اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلي فى عام 2002 من منزله قبل امتحانات الثانوية العامة بيوم واحد فقط .

وحولته سلطات الاحتلال الى الاعتقال الاداري خمس مرات متتالية وبعد ان لم تثبت ادانته خرج من السجن ليجد أن والده الذي يعمل مدرسا للتربية الرياضية قد بنى له بيتا ليستقر فيه بعد الزواج.

الشهيد محمد أبو ليل 20 عاما ومن مواليد مخيم بلاطه أيضا هو وحيد والديه كان دائما يقول لهم ان أبناء فلسطين جمعيا هم أبناؤكم فلا تقلقوا وكررها كثيرا فى ذلك اليوم .

رصاص الاحتلال لم يعرف كل ذلك بل عرف ان ثلاثة شبان تحدوا كل دباباته وألياته العسكرية والمئات من جنوده الذين حاصروا مقاطعة نابلس فجر الاربعاء وأراد هؤلاء الشبان الذين تحدوا الاحتلال دائما ان يتحدوه فى هذه اللحظه أيضا ولكن القدر كان هو الاسرع لهم .

جنود الاحتلال أصروا للتعرف على الشهداء الثلاثة عن كثب فخطفوا جثامينهم من بين أيدي الطواقم الطبية الفلسطينية ولم يتركوهم الا بعد ان تاكدوا انهم فارقوا الحياة.

وكانت اسرائيل سلمت فجر اليوم الخميس جثامين ثلاثة من شهداء مدينة نابلس، والذين سقطوا يوم امس الاربعاء .

وأعلنت المصادر الطبية الفلسطينية أسماء الشهداء الثلاثة وهم : محمود مقداد الخطيب (27 عاما)، وحسام ناصر بدرساوي (22 عاما)، ومحمد أبو ليل (26 عاما) وجمعيهم من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس.

وقال الدكتور حسام الجوهري مدير مستشفى رفيديا الحكومي لــ"معا" أن عدد الاصابات بلغ 50 اصابة وصل مشفى رفيديا منها 30 اصابة والباقي توزع على كافة المستشفيات في المدينة.

ولاتزال العملية العسكرية الاسرائيلية مستمرة لليوم الثاني على التوالي في مقر المقاطعة في المدينة حيث عززت القوات الاسرائيلية من تواجدها في محيط بحجة أن عدد من المطلوبين لايزالون يتحصنون داخل المقاطعة.

مصادر اسرائيلية قالت إن عدداً من المطلوبين داخل المقاطعة سلموا أنفسهم للجيش الاسرائيلي، مضيفة أن الجيش الاسرائيلي لن يخرج من مقر المقاطعة الا حين يتم القاء القبض على المطلوبين الفلسطينين.

وواصلت الجرفات الاسرائيلية حتى اللحظة عملية تدمير مبنى المقاطعة ولم يتبقي منه الا اجزاء قليلة وهو مبني السجن القديم الذي يحتجز فيه عدد من المواطنين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بتهم جنائية، ويقول الجيش الاسرائيلي أن عدد من المطلوبين لايزال يتحصنون داخله.