الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخطر الاكبر على أمريكا ليس الإرهاب بل بات روبرتسون: القس الذي يقود أميركا نحو نهاية العالم

نشر بتاريخ: 10/07/2005 ( آخر تحديث: 10/07/2005 الساعة: 11:14 )
كتب يحيى عبد المبدي محمد في المجلة الالكترونية - تقرير واشنطن يقول :

"لا ينبغي تعيين قضاة في الولايات المتحدة من غير المسيحيين أو اليهود، فالقاضي لابد وأن يؤمن بالقيم المسيحية ....المسلمون يقسمون العالم إلى دار إسلام ودار حرب ويؤمنون بالجهاد ضد أمريكا، فهل تريدون أن يصبح واحد منهم قاضيا؟"
كانت تلك إحدى إجابات القس الأمريكي المثير للجدل بات روبرتسون Pat Robertson في برنامج "The Week" الذي تبثه شبكة ABC الإخبارية عندما سأله مقدم البرنامج جورج ستيفانوبولوس عن اعتراضه على احتمال قيام الديمقراطيين بتعيين قضاة لا يؤمنون بالقيم المسيحية من اليساريين أو الليبراليين أو أصحاب الديانات الأخرى. وهو ما يعتبره روبرتسون أكبر خطر يهدد الولايات المتحدة على مدار تاريخها، خطرا أكبر من إرهاب القاعدة ومن خطر النازي في أبان الحرب العالمية، بل أكبر من الخطر الذي كانت تمثله الحرب الأهلية الأميركية.

من هو بات روبرتسون؟
بات روبرتسون هو قس إنجيلي ذو نفوذ وتأثير واسعين في المجتمع الأمريكي. وهو مقدم برامج إذاعية وتلفزيونية وصاحب شبكة التلفزة المسيحية CBN ورئيس التحالف المسيحي The Christian Coalition الذي ينتمي إلى عضويته ويناصره ملايين من الأمريكيين خاصة في منطقة الحزام الإنجيلي جنوب الولايات المتحدة ومرشح سابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية، تثير أقواله ومواقفه جدلا واسعا في أوساط الأمريكيين. ويعتبره الكثيرون متطرفا.

إساءاته المتكررة للإسلام
اعتاد روبرتسون في برامجه التلفزيونية على توجيه إساءات بالغة إلى الإسلام والنبي محمد (ص) فقد وصف القرآن في برنامجه "نادي السبعمائة 700 Club " بأنه سرقة دقيقة من الشريعة اليهودية. ونقلت مؤسسة "كير" المعنية بالدفاع عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة عن روبرتسون في لقائه مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية قوله " إن محمدا كان متطرفا وسارقا وقاطع طريق" ووصف سلوك الإرهابيين بأنه تطبيق لمبادئ الإسلام. وأضاف تقرير"كير" أن القس اليميني المتطرف روبرتسون سبق له الإساءة للإسلام بوصفه "دين تجار العبيد"، ووصف الأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام بأنهم يعانون من الجنون.

نهاية العالم
تعتبر الفكرة المحورية التي تقوم عليها أفكار ومواقف القس روبرتسون هي ما يعرف بالنبوءة الإنجيلية القائلة بنهاية العالم وعودة المسيح على الأرض المقدسة. وهو ما يفسر دعم روبرتسون غير المحدود لليمين الإسرائيلي ومناداته بعدم التنازل عن أي جزء من مدينة القدس ومواقفه المعارضة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بالطرق السلمية وإقامة دولة فلسطينية على أساس أن الحل السلمي للصراع ربما يحول دون عودة المسيح. وقد نقلت تقارير صحفية عن روبرتسون أثناء زيارته لإسرائيل في الرابع من أكتوبر 2004 قوله " إن الكنيسة الإنجيلية تؤيد تماما الرئيس بوش بسبب سياسته المؤيدة لإسرائيل، لكن إذا ما مس القدس وغدت نيته لتحويل شرقي المدينة إلى عاصمة لدولة فلسطينية أمرا جديا فإنه سيفقد تماما دعمنا له". ولا يؤيد روبرتسون اليهود بصورة مطلقة، فقد هاجم في كتابه " الألفية الجديدة" The New Millennium الصادر عام 1990 اليهود الليبراليين لدورهم في الحد من التأثير المسيحي في الحياة الأمريكية".

التحالف المسيحي
كان أول ظهور للقس بات روبرتسون عام 1960 عندما أسس شبكة الإذاعة المسيحية CBN، وبعد 20 عاما من النشاط الديني بدأ الدور السياسي لروبرتسون في التنامي حيث قاد في إبريل / نيسان مسيرة دينية في واشنطن ، أعلن فيها أن لديه من أصوات الناخبين ما يمكنه من حكم البلاد. وبعد ستة أعوام من العمل السياسي المكثف في تكوين تيار من الأنصار اليمينيين، أعلن روبرتسون عن نيته الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية. تمحورت الدعاية الانتخابية للقس روبرتسون حول المفاهيم والأخلاق المسيحية وإقامة مجتمع مسيحي خالص. ولكن أحلام القس في خوض الانتخابات قد خابت عندما أعلن في مؤتمر الحزب الجمهوري في 16 أغسطس (آب) 1988 عن إخفاقه في منافسة المرشح آنذاك جورج بوش الأب. بعد خروج روبرتسون من الانتخابات فكر هو والقس الشاب رالف ريد الاستفادة من أصوات الناخبين الذي يفترض دعمهم الأول. وتم تأسيس التحالف المسيحي عام 1989 بهدف رسمي هو إعادة الولايات المتحدة إلى ربها بحيث تحكمها التقاليد والقيم المسيحية.

11 سبتمبر انتقام للرب من أمريكا
من المعروف عن شخصية بات روبرتسون أنه يربط بين الكوارث الطبيعية أو الحروب وانتقام الرب، فقد ربط في برنامجه التلفزيوني 700 Club عام 1998 بين الحرائق التي شهدتها ولاية فلوريدا وتعامل الولاية بتسامح مع المثلين جنسيا. وقال في يونيو (حزيران) 1990 أن مرض الايدز ناتج عن سلوك المثلين جنسيا. لكن موقفه من هجمات الحادي عشر من سبتمبر كان الأكثر تطرفا، حيث اتفق في مقابلة تلفزيونية مع زميله القس جيري فالويل أن السبب الرئيسي في حدوث تلك الكارثة هو انتقام الرب بسبب سماح المجتمع الأمريكي بأن تحكمه العلمانية المنحرفة التي أفرزت قتل ملايين الأجنة عن طريق مشروعية الإجهاض وأفرزت قضاة يتحدون إرادة الرب ويضعون أصابعهم بوقاحة في أعين الرب على حد تعبيره. وبسبب منع تلامذة المدارس من دراسة الكتاب المقدس...... وكان نتيجة لكل هذا أن نزع الله حمايته لشعبه وحدثت الكارثة.

موقف روبرتسون من بوش الابن وحرب العراق
أيد القس بات روبرتسون بشدة الرئيس بوش في حملته الانتخابية ضد المرشح الديمقراطي جون كيري في انتخابات 2004 وأغدق عليه ألقاب المباركة والصلاح . وقال إنه على يقين من أن مباركة السماء تغمر الرئيس بوش وأن مسألة فوزه أمر مفروغ منه وإنه سينتصر كذلك في الحرب ضد الإرهاب. من أجل أن تظل أميركا أمنة ومطمئنة. ورغم موقفه المؤيد للرئيس بوش ، فإن القس روبرتسون قد صرح في حديث مع بولا زان في شبكة CNN الإخبارية أنه كان حذر الرئيس بوش من خطورة الحرب في العراق وتوقع أن تكون الخسائر في صفوف الأمريكيين كبيرة. لكن الرئيس بوش هدأ من قلقه قائلا إنه لن تكون هناك خسائر على حد زعم روبرتسون.
كانت تلك بعض أقوال وأراء القس بات روبرتسون التي اعتاد أن يصدم بها قطاعات كبيرة من المجتمع الأمريكي والعالم. وأصبح بات روبرتسون أحد أكثر رجال الدين نفوذا وتأثيرا في الحياة السياسية والمجتمع الأمريكي في ظل صعود اليمين الديني وانقسام الولايات المتحدة على نفسها بين ولايات ديمقراطية ليبرالية زرقاء وولايات جمهورية محافظة حمراء.