الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة طفل فلسطيني لام يهودية في غوش قطيف

نشر بتاريخ: 10/07/2005 ( آخر تحديث: 10/07/2005 الساعة: 20:25 )
معا- كشفت صحيفة يديعوت احرونوت قصة حياة طفل لم يبلغ الثالثة من عمره واطلقت عليه اسم ( طفل الخلاف ).
والدة هذا الطفل يهودية امضت سنوات حياتها الاولى متنقلة بين مؤسسة اجتماعية واخرى حتى بلغت 18 من عمرها خرجت الى الشارع الذي لم يرحمها بقوانينه الجائرة وادمنت المخدرات مما اوقعها في مشاكل قانونية مع اجهزة الشرطة الاسرائيلية ، وتعرفت (ر) على مواطن فلسطيني من القدس الشرقية وتزوجت منه وانجبت طفلهما (ش) .
بعد فترة وجيزة من انجابها الطفل قررت سلطة الرفاه الاجتماعي حرمان الام من تربية طفلها بحجة وضعها (ادمانها على المخدرات ) ونقلت الطفل الى احدى عائلات مستوطنة غوش قطيف المتدينة التي شرعت بدورها باجراءات التبني الرسمية .
(ر) يهودية اشهرت اسلامها وتزوجت من فلسطيني وانجبت طفلين اخرين لكنها مصممة على استعادة طفلها الثالث.
اضافت الصحيفة ان المحكمة قضت بقدرة (ر) الذهنية الصحية على تربية طفلها وحكمت بعودته الى احضان عائلته الفلسطينية في صور باهر لكن الطفل لم يستطع التأقلم مع واقعه الجديد ورفض الكلام اشتياقا لعائلته بالتبني في المستوطنة مما اجبر والدته على اعادته للمستوطنة بشرط ان تتمكن من زيارته كلما شاءت ذلك وهنا بدء مسلسل المشاكل حيث اشتكت (ر) التي اعيتها مماطلة المحاكم الاسرائيلية التي لجأت اليها لحل المعضلة من ان العائلة الجديدة تتذرع بكل انواع الحجج الواهية لمنعها من زيارة طفلها حسب الاتفاق .
المخاوف الجدية ساورت والدة طفل (الخلاف) عند سماعها بخطة الانسحاب من غزة خشيت ان ينقطع الاتصال بطفلها بشكل نهائي لذلك قررت اختطافه من غوش قطيف في اول فرصة تتاح لها .
الفرصة جاءت اول امس حين اتصلت الام بالتبني وبلغت (ر) بوجودها برفقة الطفل في القدس (ر) لم تتأخر في اتخاذ القرار اصطحبت عم الطفل البالغ من العمر 16عاما وذهبا الى المجمع التجاري (هدار) وحين رأت طفلها للمرة الاولى منذ شهرين ونصف الشهر حسمت امرها وقررت اعادته الى حضن عائلتها في صور باهر مها كلف الامر .
(ر) استغلت ثقة الام المستوطنة - حسب الصحيفة - وطلبت منها الدخول سويا لاحد المتاجر وترك الطفل يلهو مع عمه الصغير وعملت (ر) على اشغال المستوطنة داخل المتجر واشارت بعينها لعمه بان يخرجه خارج المجمع وعندما لاحظت المستوطنة اختفاء الطفل نجحت (ر) بالتملص والهرب خارج المجمع لتلقي الطفل وعمه الصغير وسافرت بصحبة ولدها في سيارة الاجرة لمكان مجهول.
الام بالتبني اتصلت مع الشرطة التي اقامت الحواجز على الطرق واستعانت بطائرة عمودية خشية نجاح (ر) بنقل الطفل الى داخل مناطق السلطة وفي نهاية الامر نجحت الشرطة بالاتصال مع (ر) ولم تنفع عشر ساعات من الحوار باقناعها باعادة الطفل وعند سؤال (ر) عن ردها على الشرطة قالت ( ابلغتهم ان الطفل بخير وهو ابني ولن اتخلى عنه تحت كل الظروف )
واضافت يديعوت احرونوت ان الشرطة اعتقلت والد الطفل الفلسطيني واجبرته على الاتصال بزوجته اليهودية وابلاغها بانه معتقل حتى تعيد الطفل، وحينها ضاقت خيارات (ر) ووافقت على تسليم ابنها لمركز شرطة صور باهر وقلبها الممزق بين ولدها وزوجها لم يعد يحتمل الم فراق طفلها .
الشرطة اعتقلت (ر) وشرعت بالتحقيق ولم يسعفها من الاعتقال سوى حاجة مولودها الجديد لها حسب تقرير طبيب المعتقل .
وفي نهاية القصة اكدت (ر) انها لن تتخلى عن طفلها وستستمر في محاولة اعادته لحضنها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .