السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المبادرة تنعي علماً من أعلام الطب في فلسطين د. مصطفى عبد الشافي

نشر بتاريخ: 24/01/2011 ( آخر تحديث: 24/01/2011 الساعة: 20:11 )
غزة -معا- نعت المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى أبناء الشعب الفلسطيني المناضل الوطني الكبير د. مصطفى محي الدين عبد الشافي أحد أبرز شخصياتها الاعتبارية الطبيب البارع والإنسان المبدع ذو القلب الكبير و أحد أعلام الطب في فلسطين وأحد مؤسسي تجمع المبادرة الطبي الذي وافته المنية مساء الأحد 23/01/2011 .

واعتبرت المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان وصل لوكالة "معا" رحيل د. عبد الشافي خسارة كبرى للشعب الفلسطيني عامة ولشريحة الأطباء خاصة لما قدمه من دراسات و أبحاث و توصيات عديدة في مختلف المنابر للنهوض و الرقي بالوضع الصحي في فلسطين .

وكان د. عبد الشافي الذي ولد في غزة عام 1921 قد تلقى تعليمه الابتدائي و الثانوي في غزة و القدس حتى حصل على الثانوية العامة ليلتحق بعدها بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت ليحصل على شهادة الطب منها عام 1946 .

وتميز د. عبد الشافي بحس إنساني عال حيث فور إنهائه لتعليمه عاد لغزة لخدمة أبناء شعبه مع أخيه د. حيدر حيث كانا يسعيا دوما لتقديم الخدمة لأكبر شريحة من أبناء شعبنا .

انتقل بعدها للعمل في المجدل وكان من أوائل المنتمين للجمعية الطبية العربية كان عمله في الجمعية يتنوع ما بين العمل الإداري والعلمي، وكان نشاط د.عبد الشافي واضحا تلك الفترة، وظهر بوضوح أكبر لما انتشر وباء الكوليرا في مصر عام 1947 إذ تطوع لأن يكون واحداً من أطباء البعثة الفلسطينية المُرسلة إلى مصر لمساعدة أطبائها على تلقيح الناس ومعالجتهم، وبالفعل انتقل إلى مصر بطائرة صغيرة نقلته والأطباء من مطار مدينة اللد إلى مطار القاهرة.

بعد الهجرة عاد د. عبد الشافي للعمل طبيباً في قطاع غزة حيث كان يعالج جميع اللاجئين في المخيمات بواقع يومين لكل مخيم أسبوعياً من السابعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً ، في أواخر العام 1951 انتقل د. عبد الشافي للتدريب في أميركا حيث خضع لبرنامج تدريبي مدته أربع سنوات في الجراحة بدأه طبيباً مقيماً إلى أن وصل بتميزه إلى رئيس للأطباء المقيمين .

بالإضافة لحسه الانساني العالي تميز د. مصطفى عبد الشافي بحس وطني كبير ، حيث رغم نجاحه الملحوظ, وقدرته الجيدة على تفهم الناس في أميركا , والتعامل معهم بأسلوبهم كره د.عبد الشافي أمريكا وامتعض من أولئك الذين يؤمنون فيها أن (إسرائيل) هي الدولة الحقيقية على أرض فلسطين، ورد على عدد من المقالات اليهودية في الصحف الأمريكية، تلك التي تحاول التأكيد على أن فلسطين أرض بلا شعب لشعبِ يهود التائه دون أرض، بمقالات تدحض الفكرة الإسرائيلية وتؤكد الوجود الفلسطيني التاريخي في أرض "فلسطين".

رفض د. عبد الشافي جميع العروض بالبقاء و العيش في أميركا و عاد لقطاع غزة لخدمة أبناء شعبه عام 1962 م بعد الحصول على لقب الجراح من مجلس الجراحة الأميركي .

عمل في عيادته الخاصة ليصبح بعدها مديرا لمستشفى تل الزهور في غزة ، عملَ د.عبد الشافي بجدٍ كزملائه من الأطباء الفلسطينيين في المستشفى، إذ إن المواجهات بين الناس والجنود الإسرائيليين كانت على أشدها، كثر فيها الجرحى وكان يستوجب عليه أن يجري العمليات الجراحية ليل نهار ، غادر بعدها لحضور مؤتمر طبي في مصر و حدث الاحتلال عام 1967 فلم يتمكن من العودة للقطاع فانتقل للعمل في الكويت لمدة 14 عاماً عاد بعدها للعمل في مستشفى المقاصد الإسلامية في مدينة القدس .

تجربة حياة د. عبد الشافي عريضة "الأحداث" كونت لديه وجهة نظر موضوعية حول الكثير من القضايا، إلا أنه ركز كافة جهوده على دراسة الطب، وتعليمه، فهو صاحب قناعة أن من يملك قدرة علمية الأولى به أن يطورها, ومن خلالها يُحقق التميز الحقيقي.

وكبرهان على امتلاكه الكثير من القناعات حول "التميز" في مجالات التخصص، والقدرة على التفكير والتغيير, ألفَ د.عبد الشافي جزأين عن قصة حياة طبيب غزي في أمريكا، استعرض فيها القناعات التي يحصدها ذلك الطبيب في الغربة، وكان عنوان كتابه "would they learn a novel" وهو وفق الترجمة " هل سيتعلمون يا ترى؟!"..

وبهذه المناسبة الاليمة تتقدم المبادرة الوطنية الفلسطينية و تجمعها الطبي بخالص التعازي من أسرة الفقيد و عموم أبناء شعبنا و تدعو لضرورة تعزيز نهجه في العمل الدؤوب للرقي بالعمل الطبي و النهضة الصحية في فلسطين .