الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسم في الاخبار :محمد يزبك المطلوب رقم 2 لاسرائيل بعد حسن نصرالله ودرة التاج لحزب الله

نشر بتاريخ: 23/08/2006 ( آخر تحديث: 23/08/2006 الساعة: 19:03 )
بيت لحم- معا- اجمع اللبنانيون على ان هدف عملية الانزال الاسرائيلية الاخيرة في منطقة بعلبك هو قيادي حزب الله وعضو مجلس الشورى والذي تتهمه اسرائيل بالمسؤولية عن تسليح حزب الله وحساباته المالية .

محمد يزبك الذي احتل وفقا للوصف الاسرائيلي مكانا متقدما في قائمة الاغتيال الاسرائيلية بعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي يتصدر قائمة الموت التي تحملها قوات النخبة الاسرائيلية المكلفة بانجازها .

وكانت طائرات اسرائيلية قد استهدفت قبل ثمانية اشهر سيارة كانت تجتاز ازقة بعلبك المغبرة على اعتقاد بان محمد يزبك موجد فيها مما ادى الى مقتل سائق السيارة واحد الحراس .

ورغم نجاته من عملية الاغتيال الفاشلة استوعب محمد يزبك الرسالة الاسرائيلية جيدا وادرك معانيها ومغازيها واختفى عن الانظار الا ان اسمه ارتبط باسم الامين العام للحزب حسن نصر الله في كل مناسبة وقول اضافة الى ضابط العمليات في الحزب عماد مغنية .

وقبل ثلاثة اسابيع هاجمت قوات النخبة الاسرائيلية مستشفى دار الحكمة في مدينة بعلبك بهدف اختطاف او تصفية محمد يزبك الذي كان يتلقى العلاج في الطابق الثاني من المستشفى وفقا لما اعلنه حزب الله حينها لكنه نجح في مغادرة المكان قبل ثوان معدودة من الهجوم الاسرائيلي وكذلك فان عملية القوات الخاصة الاسرائيلية التي نفذتها في ضواحي بعلبك قبل اسبوع تقع ضمن المحاولات الاسرائيلية لاختطاف محمد يزبك رغم نفي اسرائيلي بان يكون يزبك هدفا لعمليتها ربما في محاولة منها لتغطية فشلها في اعتقاله او تصفيتة.

تبقى حقيقة واحدة غير قابلة للنقاش بالنسبة لاسرائيل وهي ان يزبك يشكل العنصر الاساسي ومفتاح عملية اعادة تأهيل قوة حزب الله العسكرية بعد انتهاء الحرب على لبنان .

هنا يبرز السؤال الهام لماذا هذه المطاردة الاسرائيلية التي لاتعرف الكلل او الملل لمحمد يزبك ومن هو هذا القيادي ؟ وماذا تنسب له الاستخبارات الاسرائيلية حتى تبذل كل هذه الجهود وتنفذ عمليتي انزال في اقل من شهر بهدف اعتقاله ؟.

يعتبر محمد يزبك احد مؤسسي حزب الله واحد اعضاء مجلس شورى الحزب المسؤول عن اتخاذ القرارات الهامة العسكرية والسياسية والادارية مع عدم المبالغة في اهميته القيادية ومركزية دوره داخل الحزب علما بانه عين حصرا كمسؤول عن علاقات الحزب مع ايران والاتصالات معها ويعتبر بمثابة ممثل شخصي لمرشد الثورة الاسلامية على خامينئي في لبنان .

ومنذ ان تحول يزبك الى هدف رئيسي لعمليات الاغتيال الاسرائيلية حرص يزبك على تنفيذ اجراءات امنية مشددة واحاط تحركاته بسرية تامة حيث يمكن حصر المسؤولين الكبار الذين يعرفون رقم هاتفه النقال او رقم الفاكس باعداد قليلة جدا ويجري فحص حراسه سرا كل عدة اسابيع بهدف معرفة مدى ولائهم له وعدم تحولهم الى ولاءات اخرى والتأكد من عدم نجاح اي جهة معادية في تعقب اثارهم واقتفائها.

يبتعد يزبك عن وسائل الاعلام ولا يجري مقابلات صحفية ويحافظ على مسافة بعيدة من المراسلين الصحفيين ووسائل الاعلام خاصة الاجنبية منها .

شخصية وشكل محمد يزبك غير معروفة وقلائل من يعروف تفاصيله الشخصية وهذه الحقيقة منحته حرية نسبية في التنقل بواسطة وثائق مزيفة من موقعه الحصين وشديد التخفي الى مطار دمشق حيث يسلك مسربا جانبيا وسريا يقوده الى الطائرة التي ستحمله الى طهران وقت الحاجة وذلك وفق الادعاء او الاعتقاد الاسرائيلي على اقل تقدير .

وتتهم الاوساط الاستخبارية الاسرائيلية محمد يزبك بانه المسؤول الاساسي عن اعادة تأهيل وتسليح حزب الله بعد انتهاء الحرب التي الحقت ضررا كبيرا في بنيته العسكرية واستنفذت مخازنه خاصة الصواريخ بعيدة المدى وهو المسؤول الاول عن خطوط التهريب والتنسيق اللوجيستي بين طهران ولبنان مرورا بدمشق .

وتعتقد الاوساط الاستخبارية الاسرائيلية ان نسبة كبيرة من مبلغ المئة مليون دولار التي خصصتها ايران لاعادة تأهيل حزب الله ستجد طريقها الى محمد يزبك .

بعلبك تعتبر الموقع الاستراتيجي واللوجيستي الاهم بالنسبة لحزب الله خاصة في منطقة البقاع ويسيطر الحزب على شوارع وازقة المدينة بشكل كامل ولا يوجد للحكومة اللبنانية موطئ قدم فيها .

وعندما اعلن السيد حسن نصر الله ان الاسرى الاسرائيليين اصبحوا في مكان امن وبعيد وضعت الاستخبارات الاسرائيلية احتمالين احدهما احتفاظ الامين العام لحزب الله بالاسرى في مكان قريب منه كورقة حماية له او نقلهما الى مكان امن في مدينة بعلبك لا يعرفة سوى عدد صغير جدا من كبار حزب الله وعلى راسهم محمد يزبك .

قبل اسبوع اعتقل حزب الله في مدينة بعلبك صحفيين اجنبيين بعد ان اثار الطاقم الامريكي الشبهة بمحاولتهم التجول داخل الاحياء السكنية خاصة القديمة منها بحجة انتاج فلم وثائقي يتحدث عن الحقبة الفينيقية واثارها الامر الذي لا يستحسنه حزب الله في مدينة المهرجان الشهير في لبنان الذي يؤمه الاف ومئات الاف البشر للاستماع الى فيروز وهيفا دون ان يدركوا ان محمد يزبك يقيم مملكته الخاصة خدمة لحزب الله على بعد بسيط منهم حيث تخضع كافة عمليات ونشاطات الحزب في المدينة الى اشراف وتوجيه شديد من قبل يزبك الذي يعتبر درة التاج بالنسبة لحزب الله الذي اوكله مهمة تهريب الاسلحة والاشراف على معسكرات التدريب والاهتمام باحتياجات خبراء الحرس الثوري الايراني الذين قدموا لتدريب مقاتلي الحزب على استعمال الصواريخ بعيدة المدى التي وصلتهم من ايران وادارة الحسابات البنكية كونه من اقدم اعضاء الحزب.

ولا تستبعد اسرائيل حيازته معلومات مهمة حول رون اراد الذي وقع في اسر الحزب عام 83 بعد ان اسقطت طائرته والحديث دائما لمصادر الاستخبارات الاسرائيلية التي تتهمه ايضا بحيازة قوائم اسماء اعضاء ومقاتلي الحرب وتفاصيلهم الشخصية وعناوينهم ومواقعهم الميدانية مما يشكل كنزا لا يقدر بثمن في حال اختطافه وخضوعه للتحقيق على يد الاجهزة الامنية الاسرائيلية .

حزب الله تعايش مع احتمال وقوع كبار قادته في اسر القوات الاسرائيلية لذلك اتلف قوائم الاسماء والتفاصيل التي تتعلق باعضائه ومقاتليه وحتى المحادثات الهاتفية بين كبار قادة الحزب تسودها لغة الشيفرا والرموز وكذلك قلص عدد الهواتف النقالة خشية من تتبع اعدائه وهم كثر ولا ينحصرون بالمخابرات الاسرائيلية.

عمل محمد يزبك على اخلاء عائلته واطفاله الاربعة سرا من مدينة بعلبك الى مناطق الشمال حيث تعيش زوجته واطفاله حياة متواضع فيما يستمر يزبك في رحلاته السرية بين لبنان وطهران عبر العاصمة السورية دمشق .

يدعوت احرونوت - سيمدار فيري