الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير خارجية ايطاليا داليما يرجح امكانية ارسال قوة دولية لقطاع غزة في حال نجاحها في لبنان

نشر بتاريخ: 25/08/2006 ( آخر تحديث: 25/08/2006 الساعة: 14:30 )
بيت لحم - معا - أكد وزير خارجية ايطاليا، ماسيمو داليما، امكانية ارسال قوة دولية لحفظ السلام الى قطاع غزة اذا ما نجحت القوة متعددة الجنسيات المزمع ارسالها الى لبنان في أداء مهمتها وتحقيق أهدافها.

وقال داليما في مقابلة مع صحيفة "هارتس" الاسرائيلية نشرتها اليوم الجمعة على موقعها الالكتروني، إن "فكرة ارسال قوات تابعة للامم المتحدة الى قطاع غزة مطروحة حاليا، ولكني أعتقد انه اذا ما جرت الامور بشكل جيد في لبنان، فإنه يمكن بدء عملية ايجابية مماثلة في قطاع غزة تشمل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي المختطف وتشكيل حكومة وحدة فلسطينية تتفق مع معايير المجتمع الدولي وارسال قوة دولية لدعم الحكومة الفلسطينية".

وفيما يتعلق بالاوضاع في لبنان، أعرب داليما عن معارضته لوصف اسرائيل لحزب الله بأنه منظمة ارهابية قائلا " إنه لا يمكن وصف منظمة لديها 35 عضوا في البرلمان وثلاثة وزراء في الحكومة بأنها جماعة ارهابية".

وأوضح أن حزب الله ليس منظمة ارهابية في نظر الاتحاد الاوروبي أو وجهة نظره الشخصية، وانه ليس تنظيم عسكرى فحسب بل انه ايضا قوة تشارك في الانتخابات, مشيرا الى ان التناقض الظاهرى المتمثل في "أننا نؤيد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وهو قائد ديمقراطي وان السنيورة يشيد بحزب الله بوصفه مدافعا عن الاراضي اللبناني، فمن المهم ادراك مدى تعقيد الموقف لأن اذا نظرت الى العدو بنظرة مفرطة في التبسيط ، فإنك ستتعامل معه بشكل غير صحيح".

وقال وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما "لو كان حزب الله مجرد مجموعة ارهابية صغيرة ما كان قد حظى بتأييد مثل هذا العدد الكبير من اللبنانيين .. حتى (وزيرة الخارجية الاسرائيلية) تسيبي ليفني تقول إنه اذا أصبح حزب الله تنظيما سياسيا, فإن ذلك سيكون نجاحا وأنا اتفق معها في ذلك".

وأجاب في رده على استفسار حول ما اذا كان رأيه هذا يعني أن القوة الدولية المقرر ارسالها الى لبنان لن تحاول نزع سلاح حزب الله قائلا "إن هذا الامر يتوقف بصورة أساسية على اللبنانيين، فإذا كانت الحكومة اللبنانية راغبة في ذلك فإنه سيكون بالتأكيد أمرا ممكنا حيث لا يمكننا العمل ضد رغباتها"، مشيرا الى أن نزع سلاح حزب الله ليس مطلبا اسرائيليا فقط، بل لبناني أيضا لأنه لا يمكن لدولة ديمقراطية ان تتمتع بالسيادة الا اذا كانت اقامة الجيش حكرا عليها.

وأكد وزير خارجية ايطاليا ان الاسلوب العدائي الذي تنتهجه الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط، والذي تشاركها فيه اسرائيل قد فشل وسبب اضرارا بالغة ويتعينالان ان تثبت ايطاليا واوروبا للاسرائيليين ان التدخل الدولي وحده هو الذي يمكن ان يوفر لهم الامن.

وقال "من الواضح بالنسبة لي أن السياسة الامريكية التي تؤيدها اسرائيل قد أفضت الى خلق موقف مستحيل ، فقبل عدة سنوات تكهن (المراقبون) باعلان وفاة الامم المتحدة.. وأتذكر يوم سقوط بغداد (في أيدي قوات التحالف الامريكي)، كتب أحدهم أنه مع سقوط بغداد سقطت الامم المتحدة أيضا".

واستطرد قائلا ان " الفكرة كانت قائمة على امكانية السيطرة على العالم بقوة قدرة ليبرالية مهيمنة .. وتطبيق هذه الفلسفة أسفر عن ضرر خطير والولايات المتحدة تبحث الآن عن مخرج منطقي".

ورأى وزير خارجية ايطاليا أن نجاح القوة الدولية المزمع ارسالها الى لبنان في مهمتها يعني تواجد نشط للدبلوماسية الدولية والاوروبية في المنطقة، وهو الامر الذي كان غائبا لسنوات، .. مشيرا الى أنه لم يكن يعتمد بشكل كبير على أوروبا فيما يتعلق بقضايا الشرق الاوسط حيث أن اسرائيل كانت دائما تنظر الى أوروبا بعين الشك، فيما تعتقد الدول العربية أنه يمكن الحصول على المساعدات المالية من أوروبا ولكن يجب اللجوء دائما الى الولايات المتحدة فيما يتعلق بالامور المهمة.

وقال "اذا بدأت عملية ايجابية في لبنان بمساعدة القوة الدولية واستقر ذلك البلد وزال خطر الاصوليين من على الحدود الاسرائيلية، فإن ذلك سيوضح لإسرائيل أن المجتمع الدولي يمكن أن يكون فعالا وأوروبا كذلك"، مضيفا أن "مثل تلك العملية قد تثبت للاسرائيليين أنه يمكن ضمان أمنهم بشكل أفضل بالسياسة عن الحرب، ولكن المشكلة الرئيسية هي أنه في السياسة الاسرائيلية الامن والسلام أمرين مختلفين وفي بعض الاحيان متناقضين".

واضاف داليما "إننا بصدد ارسال جنودنا الى لبنان وتعريض حياتهم للخطر حبا في اسرائيل، فليس لدينا أي مصالح في لبنان.. فمن المفترض أن تكون هذه (العملية) خطوة لتحقيق السلام الذي يصب في مصلحة اسرائيل"، مشيرا الى إنه ليس من الواضح بعد ما اذا كانت بلاده سترأس قيادة قوة حفظ السلام الدولية /يونيفيل/بعد تعزيزها ، ولكن من المؤكد أنها ستكون مشاركا رئيسيا في القوة حيث سترسل ثلاثة آلاف جندي.