الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

شوارع الشجاعية ومنازلها المتلاصقة مستباحة من الدبابات والرصاص الذي يفتك بالابرياء

نشر بتاريخ: 30/08/2006 ( آخر تحديث: 30/08/2006 الساعة: 16:38 )
غزة-معا- إلى الشرق من مدينة غزة، يقع الحي الأقدم في المدينة يكاد يقتصر على شوارع ثلاث، الخط الشرقي وهو اهم طريق رئيس يربط أوصال قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب واستعماله محفوف بالخطر .

على حدود مدينة غزة الشرقية تقف المدفعية الإسرائيلية اليومية التي تزود القطاع بعشرات قذائف المدفعية اليومية والتي يسقط بعضها على بيوت آمنة وسط مدينة غزة أو شمالها فيأتي على من فيها إما شهيداً أو جريحاً ويذهب المنزل وتحويشة العمر أدراج الرياح.

الشارع الثاني شارع الشعف متفرع من الخط الشرقي، مكتظ بالسكان الذين التصقت بيوتهم بعضها ببعض نظراً لضيق المساحة وخوفاً من التوسع شرقاً أو الاقتراب من الحد الفاصل بين الخط الأخضر وحدود قطاع غزة شرقاً.

شارع المنصورة هو الشارع الثالث يغذي العديد من المناطق والتجمعات السكنية المكتظة بالغزيين لا سيما منطقة الجديدة، القبة، الكوربة والطواحين وغيرها من التجمعات السكانية، وقد قاربت منطقة المنطار هناك على الاكتساء باللون الرمادي من كثرة المباني السكنية بعد استغناء الناس عن اللون الأخضر الذي كان يكسوها قبيل أعوام قليلة مضت.

ليس أول اجتياح إسرائيلي للشجاعية ذاك الذي بدأ مساء السبت وما زال حتى اليوم يحصد أرواح البشر ويحاصر المنازل ويقتل الأطفال ويترك الجريح نازفاً حتى الموت.

وليس اول اجتياح تختبره الشجاعية الذي يفتش المنازل بيتاً بيتاً بحثاً عن شيء مجهول، ليس الأول كذلك الذي يحاصر الطواقم الطبية ويطلق النيران باتجاه سيارات الإسعاف ويضرب العيادات الصحية الصغيرة بالمنطقة.

اليوم يبعث مواطنو الشجاعية استغاثات شتى علها تصل للمجتمع الدولي فيقول المواطنون أنهم لا يستطيعون وداع ابنائهم الشهداء الذين تصل لهم الطواقم الطبية بصعوبة، كما ان بيوت العزاء لم تفتح بعد، ومعبر المنطار "كارني" القريب يشبع المواطنون جوعاً وأعيرة نارية وقذئاف دبابات.

الحرب ليست متساوية وغير متكافئة، فمجرد ان تلمح الطائرات الحربية تجمعاً للمواطنين تقوم بإطلاق حممها الصيفية ويقع الصاروخ أحمر فيذيب لحوم البشر.

مساء أمس فقط أطقلت هذه الطائرات صاروخاً باتجاه تجمع للمواطنين فقتلت ثلاثة والعالم ما زال يتساءل من الجاني ومن الضحية؟.

حملة تفتيش للمنازل من بيت إلى بيت تترك الأمهات مروعات ومتخوفات على من تبقى من الرجال والذكور بالمكان ويبدأ الحصار لكل من في المنزل دون شربة ماء وبالطبع دون كهرباء كون غزة تفتقدها منذ زمن وأصبحت تعيش على ضوء الشموع.