سمارة: إسقاط إتفاقية أوسلو أولى من إنهاء الإنقسام
نشر بتاريخ: 15/03/2011 ( آخر تحديث: 15/03/2011 الساعة: 16:59 )
بيت لحم- معا- قال المحلل السياسي والإقتصادي د. عادل سمارة إن الإنقسام بين فتح وحماس إمتد للأسف إلى المجتمع والجغرافيا ولم يعد إنقساما سياسيا, وهو إحدى ولادات أوسلو, فلو لم تكن هناك أوسلو لما كان هناك إنقسام. التحرك الذي يحدث اليوم تحرك مهم ولكن يجب أن يبقى متواصلا حتى إنهاء أوسلو.
جاء ذلك خلال البرنامج الاذاعي "إسمعونا" الذي يبث عبر اثير شبكة "معا" الاذاعية وتقدمه الاعلامية ناهد أبو طعيمة، ضمن الحلقة التي خصصت لتغطية الحراك الشبابي في المدن الفلسطينية للمطالبة بإنهاء الإنقسام، وإستضاف البرنامج كلا الدكتور عادل سمارة ومراسلة صحيفة "القدس" في غزة ماجدة البلبيسي بالإضافة إلى شبكة مراسلي "معا" في كل من بيت لحم ورام الله وغزة.
وحول شعار الشعب يريد إنهاء الإنقسام الذي يرفعه المتظاهرون قال سمارة "إن إنهاء الإنقسام شعار مهم جدا ولكنني أعتقد أن الشعار الذي يجب أن يرفع هو شعار الوحدة الوطنية التي تنهي الإقسام وتنهي أوسلو . إذا كان لا بد من شعار فيجب أن يكون شعار الوحدة الوطنية".
وعن تأثير الإنقسام على مناحي الحياة الفلسطينية وصورة الفلسطينيين، قال د. عادل سمارة أن الإنقسام أدى إلى ضرب المشاريع الإنتاجية وبالتالي التأثير على المنتجين والمستهلكين مما أدى إلى أوضاع إقتصادية متردية, وذلك بالإضافة إلى التاثير الإجتماعي على تواصل الناس مع بعضها وأيضا أثر الإنقسام تأثيرا ثقافيا عميقا وأثر كذلك على صورة الفلسطيني في الخارج خصوصا في ظل الظرف الخاص الذي يحياه الفلسطيني تحت الإحتلال فأثر على صورة المقاوم لدى القوى والبلدان المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني.
وحول ممارسات حماس في غزة اليوم وسعيها لإجهاض التظاهرات المطالبة بإنهاء الإنقسام قال سمارة أن الحالة الفئوية لا زالت موجودة ومسيطرة على الشارع الفلسطيني, وإذا ثبت أن حركة حماس قامت بذلك بالفعل فإنها تكون قد إرتكبت خطأ جسيما.
وردا على سؤال حول إمكانية التعويل على هذا الحراك الشبابي لإنهاء الإنقسام قال سمارة أن حراك الشباب يمكن أن يثمر بحالة واحدة فقط وهي إستمراره بعيدا عن الحركات والأحزاب السياسية والفئوية وأن يبقى حراكا بإتجاه الوحدة فقط وأن يرفع خلاله الشباب شعارات الوحدة ولكنه تسائل إذا ما كان حراك الشباب سيرتفع إلى هذا المستوى وقال نأمل ذلك.
وعن الدور الذي يجب على القوى السياسية أن تلعبه في تعزيز الحراك بإتجاه إنهاء الإنقسام قال سمارة "المطلوب منهم هو لعب دور أكبر فهذا واجب عليهم وليس تبرعا يمنون به على الشعب الفلسطيني والأمر ليس مقتصرا على القوى السياسية فقط ولكنه مطلوب أيضا من النقابات المهنية والجمعيات النسائية والمؤسسات المختلفة والقطاعات الشعبية المطالبة اليوم ببلورة موقفا موحدا وترفع شعار الوحدة فلو تبلور هذا الموقف منذ فترة لحصل تغيير كبير في الوضع".
وأضاف سمارة "إن القوى والحركات السياسية فشلت في السابق لأن الحركة الوطنية إعتادت الإعتماد على الدعم الخارجي المتمثل بالدعم والمساعدات المالية وهو ما إنحرف بها بإتجاه المصالح الضيقة إضافة إلى تدني مستوى النضال والكفاح الوطني".
وإحتتم سمارة حديثه بالقول أن الخلفيات الأيدولوجية هي التي أثرت في تكريس الإنقسام وتأثيره على الحياة الإجتماعية والإقتصادية الفلسطينية, وشدد سمارة على ضرورة إستمرار الحراك الشبابي بعيدا عن الحركات والتنظيمات السياسية والفئوية قائلا "إذا لم يحدث ذلك ستبقى التظاهرات دون جدوى".
وخلال حديثها مع مراسلة صحيفة "القدس" في غزة، قالت ماجد البلبيسي "اليوم هو يوم عرس للفلسطينيين جميعا ولكن الشعارات قد تغيرت حيث ارتفعت الأعلام الفلسطينية وارتفعت أعلام أخرى لحركة حماس مما أدى الى انقسام المسيرة الى قسمين لحماس ولفتح فعلى ما يبدو انه كان لدى حماس هدف مسبق لإجهاض هذه التظاهرات".
وأضافت ماجدة "نعم حماس تقول للناس انها حركة تدعو للوحدة ولكن للآسف هم من الامس وهم يضعون السماعات والمعدات ولكنهم خلال المسيرة حاولوا السيطرة على مسيرة اليوم وللآسف فان علم فلسطين لم يوحدنا فكيف يمكن لنا ان نتوحد ونتفق على القضايا الكبيرة فحماس رفعت شعارات تنادي بعودة اللاجئين والحدود الآمر الذي ادى إلى انقسام المسيرة".
وأضافت "الشباب أنهوا عملهم بالامس ولكن على ما يبدو أن هناك أطراف لاتريد الوحدة للشعب الفلسطيني وهناك أطراف ايضا معنية ومستفيدة من حالة الانقسام والتشرذم الحاصلة في الصف الفلسطيني فحماس أقحمت شعارات لها في المسيرة".
يذكر أن برنامج "إسمعونا" يبث على الهواء مباشرة على شبكة معا الإذاعية كل أحد من كل أسبوع في تمام الساعة الثانية عشرة والربع ويعاد الجمعة في ذات التوقيت.