اسرائيل تعترف لاول مرة: صفقة تبادل تشمل 800 اسير واسرائيل تحاول ان تكون الصفقة من دون البرغوثي والقنطار

بيت لحم- معا- اكدت مصادر سياسية وامنية اسرائيلية لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية الصادرة اليوم الاحد الانباء التي تحدثت عن وجود صفقة لتبادل اسرى, يتقايض فيها آسرو الجندي جلعاد شليط, اطلاق سراحه مقابل افراج اسرائيل عن اقل من عُشر الاسرى الفلسطينيين الذين تزدحم بهم سجونها.

وبحسب المصادر الاسرائيلية فأن الوساطة المصرية هي الفاعلة في هذا المجال, وان الصفقة ستتم على ثلاث مراحل متتالية قد تستمر فترة اسابيع وليس اشهر كما كانت تطلب حكومة اولمرت.

فقد كانت اسرائيل اقترحت صفقة "مائعة" لتبادل الاسرى, تستند بالاساس على حسن نية اسرائيل, لكن المقاومة في غزة رفضت حسن النية الاسرائيلية باعتبارها شيكاً من دون رصيد.

ورغم ان رئيس وزراء اسرائيل قال اكثر من مرة, وعلى البث المباشر للتلفزيون الاسرائيلي, انه لن يطلق سراح اسرى فلسطينيين ابداً ابداً, الا ان حكومته شرعت فعلا في التفاوض لاسترجاع شليط الذي يحتجز في سجن المقاومة بغزة منذ اكثر من شهرين والمسؤول الاسرائيلي عن ملف التبادل والمفاوضات هو عوفر ديكل والذي يتنقل بين القاهرة وبرلين لاتمام الصفقة.

نوعام شليط والد جلعاد شليط, قال للصحيفة انه يأمل ان تكون هذه المفاوضات حقيقية وان تثمر عن عودة نجله سالماً, وبحسب ما تسرب عن الخطة فأن الافراج عن 800 اسير فلسطيني سيجري على مراحل:

المرحلة الاولى: تفرج اسرائيل عن 300 اسير فتقوم المقاومة بعد عدة ايام بالافراج عن الجندي جلعاد شليط.

المرحلة الثانية: وبعد مرور عدة اشهر غير واضحة المدة, تفرج اسرائيل عن 300 اسير آخر.

المرحلة الثالثة: والتي ستكون في نهاية السنة تفرج اسرائيل عن 200 اسير فلسطيني حيث ترفض اسرائيل حتى الآن ان تشمل الدفعة الثالثة الاسير مروان البرغوثي والاسير اللبناني سمير قنطار.

وقالت الصحيفة ان وفوداً امنية اسرائيلية زارت القاهرة في شهر آب واجرت محادثات مطولة مع وزير المخابرات المصري عمرو سليمان الذي يتوسط لاتمام الصفقة, وتقول الصحيفة ان زيارات اولمرت عوفر ديكل تأخذ طابعاً سريا حتى الآن.

يشار الى ان الفلسطينيين لا ينظرون الى عدد الاسرى الذين ستشملهم الصفقة بقدر ما ينظرون الى نوعية الصفقة وقيمتها السياسية والمعنوية.

فهناك اكثر من نصف الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حوالي خمسة الاف اسير, من المفترض ان يفرج عنهم في غضون السنوات الثلاث القادمة لانتهاء فترة محكومياتهم, اما الاسرى الذين يرى الفلسطينيون قيمة في الافرج عنهم فهم من صنفيين:

الاول: الاسيرات والاطفال والمرضى.
الثاني: الذين امضوا عشرات السنين, او سيمضون عشرات السنين في زنازين الاحتلال.

الى جانب رموز نضالية وسياسية, دخلت في وعي الجمهور واخذت بعداً انسانياً وللمثال لا للحصر النائب حسام خضر ومروان البرغوثي والامناء العامين مثل احمد سعدات وراكاد سالم وعبد الرحيم ملوح وقادة بارزون من حماس وفتح والجهاد الاسلامي.

وتبقى الاشارة الى الخلفية السياسية لاية صفقة, والتي اذا كانت "تصالحية "فأنها ستعمل على تهدئة المنطقة اما اذا كانت "تآمرية" فأنها لن تجلب سوى المزيد من الويلات على المنطقة.

حماس تنفي:
..................
نفى اسامة المزيني القيادي في حركة حماس تلقي الحركة أي عرض حول صفقة إسرائيلية وبجهود مصرية لتبادل الجندي الأسير جلعاد شاليط مع 800 اسير فلسطيني.

وقال المزيني في اتصال بـ "معا": "لم نتلق أي عرض في حركة حماس بهذا الخصوص وما ورد بالصحيفة هو مجرد كلام إعلامي, وعندما اتصلنا بالأخوة المصريين قالوا ان لا علم لديهم بذلك ايضاً ولم يتلقوا عرض بهذا الخصوص".

وفيما إذا قدّم لحماس عرضاً بهذا الخصوص فإنها- حسب المزيني- ستقوم بدراسته إذا قدّم بشكل رسمي وستقدم فيما بعد رؤيتها حول ذلك.

وعن شروط المقاومة قال:" لن نقبل بأقل من الشروط التي وضعتها الأجنحة العسكرية الثلاثة".

شدد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية "أبو مجاهد" على أن الفصائل الفلسطينية الثلاثة التي اختطفت الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط هي فقط من سيقرر قبول أو رفض اية مبادرة او صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال.

ابو مجاهد الفصائل الثلاثة هي من يقرر القبول او الرفض:
.........................................................................

وقال ابو مجاهد في اتصال بـ "معا":" الاجنحة العسكرية الثلاثة التي نفذت عملية الوهم المتبدد هي فقط من يقر بقبول أو عدم قبول أي مبادرة إذا لم تلبي طموح الشعب الفلسطيني والتضحيات التي قدمها هذا الشعب وتستجيب لمطالب المقاومة الفلسطينية بمبدأ التبادلية والتزامن".

وأكد على وجوب القبول بأن الأذرع الثلاثة أنها من سيحدد المعايير والشخصيات التي ستطالب بإطلاق سراحها من سجون الاحتلال.

وحول الصفقة الإسرائيلية التي أعلنت عنها صحيفة يديعوت أحرنوت قال:" حتى هذه اللحظة لم تعرض الصفقة ولا تفاصيلها على الاجنحة العسكرية الثلاثة".