الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الملتقى التنموي الفلسطيني "نماء" يعقد ورشة عمل حول "الإعلام الألماني وتناوله للقضية الفلسطينية"

نشر بتاريخ: 06/09/2006 ( آخر تحديث: 06/09/2006 الساعة: 15:48 )
غزة - معا - عقد الملتقى التنموي الفلسطيني "نماء"، اليوم الاربعاء، ورشة عمل حول "الإعلام الألماني وتناوله للقضية الفلسطينية"، بحضور عدد من الإعلاميين العاملين في الصحف والإذاعات المحلية.

وتحدث مدير مكتب مؤسسة (فريدرك ابرت) الألمانية عن الصحافة الألمانية وموقفها من القضية الفلسطينية, لافتا إلى تراجع عدد الصحف المستقلة بذاتها في ألمانيا وذلك في منتصف الخمسينات حيث تمكنت دور النشر القيادية اقتصاديا وتقنيا من إزاحة منافسيها ففي قطاع الصحافة اليومية تأتي في المقاوم الأول دار النشر "اكسل شبرنغر" المساهمة والتي تحظى بنصيب 25% من سوق الصحف ومن بعدها يأتي دور النشر "فيست دوتشيه" ومجموعة "زود دوتشيه".

وبدوره استعرض د. أسامة عنتر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأقصى، أهم الصحف في ألمانيا قائلا: تحتل صحيفة "بيلد" المرتبة الأولى من حيث التوزيع اليومي فهي توزع 4 مليون نسخة وتتبع لمؤسسة" شبرنغر"، وتليها صحيفة "دي فيلت" المحافظة وصحيفة " دي تسايت" ويتبعان أيضا لمؤسسة شبرنغر حيث أن كتاباتهما إلى حد كبير لصالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين، وهناك مجلات إخبارية أسبوعية ذات تأثير واضح على الرأي العام في ألمانيا حيث تأتي في المقاوم الأول مجلة "دير شبيغل" و"شتيرن" حيث أن هذه المجلات تختلف في توجهاتها ما بين محايدة ومتحيزة لإسرائيل.

وتطرق عنتر إلى عرض وجهة نظر الصحف والمجلات السياسية اتجاه القضية الفلسطينية قائلا: إن دار النشر "شبرنغر" التي تمتلك النصيب الأكبر في سوق الصحف الألمانية، ووسائل الاتصال الجماهيري تنشر عبر قنواتها مواد وبرامج إعلامية معادية للعرب بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، مؤكدا أن غالبية أسهم هذه الدار تابعة لليهود من ذوي الجنسية الألمانية ويدعمون المصلحة السياسية الإسرائيلية, مضيفا ان ميثاق هذه الدار يجبر القائمين عليها والكتاب الصحفيين لعدم الخروج عن الدعم لإسرائيل.

وعرج د. عنتر على موقف الحكومة الألمانية اتجاه القضية الفلسطينية موضحا لقد اختلف موقف الحكومة الألمانية عن مثيلاتها من الدول الغربية ولسنوات طويلة بالنسبة للقضية الفلسطينية ويعود السبب إلى عقدة الذنب لما حدث أبان الفترة النازية وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية من هجرة اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، مشيرا إلى أن ابرز حدث في بداية الثمانينات للقرن الماضي هو موافقة ودعم الحكومة الألمانية لإعلان البندقية الصادر من قبل الاتحاد الأوروبي والذي بدوره أعطى الحق للفلسطينيين ولأول مرة في تقرير المصير على الرغم من عدم رضا إسرائيل من الموقف الأوروبي، إلا أن ألمانيا دافعت عن موقفها هذا باعتبار أن الشعب الفلسطيني هو شعب له حقوق سياسية ومدنية التي تكفلها له اتفاقية جنيف الرابعة علاوة على اعتبارها القضية الفلسطينية ليست بمثابة قضية تحتاج إلى المساعدة الإنسانية وإنما هي بمثابة قضية قومية ذات أبعاد سياسية وهنا بدا التحول في الموقف الألماني لصالح القضية الفلسطينية.

وعن نظرة الإعلام الألماني للقضية الفلسطينية أكد عنتر أنه منذ زيارة الرئيس ياسر عرفات إلى ألمانيا عام 1993 والتي امتدت لثلاثة أيام، كان لها تأثير قوي لم يشهد له مثيل في السابق ليس فقط على الصعيد الرسمي ولكن على الصعيد الإعلامي والمجتمعي في ألمانيا، فمنذ تلك الفترة بدا الانفتاح على القضية الفلسطينية من قبل الإعلام، وأصبحت التغطية الإعلامية قوية جدا وفي أحيان كثيرة لصالح الفلسطينيين.

وبين عنتر أنه في السابق كان الإعلام الألماني معاديا وبشكل كبير للقضية الفلسطينية وكان التصاق واضح لربط مصطلح فلسطيني مع مصطلح إرهاب أو مع أحداث الدورة الاولمبية في ميونخ 1972 التي انتهت بقتل غالبية الطاقم الرياضي الإسرائيلي على يد كوماندز فلسطيني.

وقال عنتر أنه بالنسبة لصورة الرئيس الراحل ياسر عرفات في الإعلام الألماني فيعلق بدوره: لقد تميزت كل محطة بخصوصية معينة ولعل من أهم النقاط التي مرت بها شخصية الرئيس عرفات هو التكريم السياسي والإعلامي في حصوله على جائزة نوبل للسلام في نهاية 1994 وعلى أثرها تم تكريمه من قبل الإعلاميين الألمان بمنحه جائزة الإعلام في عام 1995 وعلى ضوء هذه التكريم تم تقلده جائزة نوبل للسلام، ومن هنا سارعت الصحف الألمانية لتمجيد عرفات كشخصية كرازماتية على صعيد السلام الدولي حتى أن دار النشر "شبرنغر" التي تدعم إسرائيل إلى ما لا نهاية لم تستطع الخروج من هذه الوتيرة الإعلامية.

ونوه عنتر إلى التحول الذي شهدته فترة 2002 في الصحافة الألمانية والتي بدأت باتهام الرئيس عرفات بأنه يمول العلميات الإرهابية بأموال الاتحاد الأوروبي وبخاصة دار نشر "شبرنغر" الصهيونية وهذا ما دفع الاتحاد الأوروبي لتشكيل لجنة تحقيق وقدِمت لفلسطين حيث خرج التقرير بان الأموال التي ترسل لفلسطين تصرف على المعاهدات المتفق عليها بين الطرفين، ولكن هذا التقرير لم يخرج للنور ليدحض التقارير الملفقة فقد كانت هذه التقارير مرسلة من قبل المخابرات الإسرائيلية لصحفيين أوروبيين وعلى الرغم من ذلك فان الحكومة الألمانية لم تأبه واستمرت في مواصلة الدعم خلال فترة الانتفاضة، مضيفا: رغم عدم تفهم المجتمع الألماني للعمليات الاستشهادية فان صورة ياسر عرفات بشكل شخصي بعد الضغط الذي مارسته الإدارة الأمريكية تأثرت بشكل مباشر، ولكن عادت الصحافة الألمانية واهتمت بمرض الرئيس عرفات ومن ثم وفاته.