الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أطفال خان يونس.. ضحك ولعب في مواجهة القهر والفقر

نشر بتاريخ: 09/09/2006 ( آخر تحديث: 09/09/2006 الساعة: 18:01 )
غزة -معا- احتفل المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات اليوم باختتام المرحلة الأولى من مشروع الطوارئ، المنفذ من قبل فرق حماية الطفولة، بإقامة مهرجان ترفيهي على شاطئ مدينة خان يونس يوم الجمعة.

وتخلل المهرجان فقرات غنائية وألعاب وسباحة شارك فيها قرابة "300" طفل من مدينة خان يونس والبلدات المحيطة بها.

تحت مظلة كبيرة ملونة شارك الأطفال في الغناء والرقص على أنغام الموسيقى وأغان قامت بتأديتها إحدى الفتيات المشاركات.

وعلى الرغم من تصاعد درجة الحرارة، زاد الأطفال من حرارة المهرجان بطلبهم إعادة بعض الأغنيات والرقصات.

وقد قامت فرقة دبكة من الأطفال تابعة للمركز بتقديم رقصات فلكلورية تجاوب معها الأطفال بتشكيل فرق الدبكة الخاصة بهم والتي ، وإن زادت من الزحام، أضفت على المهرجان مزيدا من المرح والضحك والفرح.

غادة شعث، 10 سنوات من مدينة خان يونس، وبينما كانت تستعد للسباحة، قالت، " أنا سعيدة جدا بالمجئ اليوم لعدم وجود مثل هذه الأنشطة في منطقتنا".

"أعجبتني فقرات الرقص والدبكة والغناء وأيضا الدمى"، أضافت غادة بسرعة قبل أن تنزل إلى شاطئ البحر مع الأطفال الآخرين.

وقال السيد إياد أبو حجير، منسق المشروع، أن هذا المهرجان أتى ليختتم المرحلة الأولى من مشروع الطوارئ الذي نفذ بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)."

و شملت المرحلة الأولى إقامة خمسين مهرجانا مماثلا في أنحاء قطاع غزة بالإضافة إلى عقد جلسات دعم نفسي لأكثر من عشرة آلاف طفل هدفت إلى تخفيف أثر الأحداث التي يمر بها قطاع غزة على نفسية الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك قامت فرق حماية الطفولة بتقديم خدمات توعية لقرابة 4000 أم من خلال جلسات توعية صممت خصيصا لتمنح الأمهات المعلومات والأساليب التي تساعدهن على حماية الأطفال من الخوف، الفزع والاضطرابات النفسية التي أصابت العديد من أطفال غزة في ظل الأعمال العسكرية الإسرائيلية التي تزايدت في الآونة الأخيرة.

محمد طومان، 14 عاما، من حي الأمل، قال بأن السبب الأساسي لمجيئه هو اللعب والسباحة.

و على الرغم من هدوئه إلا أن النشاط دب في جسمه الصغير عند الإعلان عن بدء فترة السباحة.

وبينما كان يبدل ملابسه، أضاف محمد،"لم أشارك منذ مدة برحلات مثل هذه و أنا سعيد بالمجئ بعد أن زال خوفي من البحر"، في إشارة إلى ما حل بالعديد من أطفال غزة بعد حادثة بيت لاهيا التي قتلت فيها عائلة غالية أثناء استجمامهم على الشاطئ.

"الوضع مأساوي لجميع أطفال غزة وليس فقط أطفالي"، قال محمد سعيد، سائق الباص الذي أقل الأطفال.

"منذ بدء الإجازة الصيفية لم يستمتع الأطفال بتاتا بسبب العنف المتصاعد و الاضطرابات الداخلية"، أضاف محمد بينما كان ينظر إلى الأطفال الذين يلعبون بمرح في مياه البحر.

وتم تمويل هذا المشروع من قبل مكتب الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية (ECHO) إبان تصاعد الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة والذي تسبب في ظهور أعراض نفسية عديدة على الأطفال مثل الكوابيس، الفزع والخوف وتبليل الفراش وغيرها.

"أين سيقام المهرجان القادم؟" أجابت غادة بسرعة عند سؤالها إن كانت ستشارك في أنشطة مماثلة في الشهور القادمة، مشيرة إلى حاجة أطفال غزة الماسة إلى مثل هذه الأنشطة التي تعيد إليهم ابتسامتهم و استمتاعهم بطفولتهم ولو لحين.