مسلسل تلفزيوني انتجته شبكة "معا" يثير شهية النقاد واسئلة الصحافيين وفضول المشاهدين - يناقش قضايا مثل التجسس والبلطجة

بيت لحم -معا- من بين 27 اسما مقترحا للمسلسل اختار المخرج اسم "شو في ما في؟" ويبدو ان وجود سؤال في عنوان المسلسل جعل من الاسئلة تنهمر على المسلسل حتى قبل بثه للمشاهدين.

وفي فندق انتركونتيننتال بيت لحم, وفي قاعة قصر جاسر اقامت شبكة"معا" مؤتمرا صحافيا اطلقت من خلاله المسلسل واعلنت انتهاء تسجيله.

مدير عام شبكة "معا" المهندس رائد عثمان قال في كلمته: ان هذا المسلسل جرى تمويله من القنصلية البريطانية ومن مؤسسة "البحث عن ارضية مشتركة", واعتبر نجاح "معا" في انتاج حلقات المسلسل انجازا كبيرا يشابه تحقيق الحلم, واكد ان حياة الناس اصبحت مليئة بالاخبار في حين ان الدراما هي التي تعكس ثقافة الشعوب.

القنصل البريطاني العام جون جنكيز هنأ بنجاح الانتاج, واكد من خلال كلمة باللغة العربية الفصحى ان العمل مميز يناقش عدة مواضيع وظواهر مثل الفقر والبطالة والعنف وفوضى السلاح وصولا الى محطة السلام.

من جانبه السيد جون بيل مدير مؤسسة "البحث عن ارضية مشتركة" فتحدث ايضا باللغة العربية الفصحى وقال "انه من دواعي الفخر والسرور النجاح في انتاج مسلسل رمضاني اجتماعي وشكر دعم بريطانيا العظمى للمشروع".

علما ان مؤسسة "البحث عن ارضية مشتركة" تأسست عام 1982 ومقرها واشنطن وبروكسل ولها برامج في جميع انحاء العالم وبدأت تنشط مشاريعها في الشرق الاوسط عام 1991 وتتخصص بمشاريع حل النزاعات, ولكنها قررت مشاركة بريطانيا في دعم مشروع انتاج تلفزيوني.

وقال جون بيل: ان نجاح انتاج مسلسل "شو في ما في؟" يعكس ازدهار وتطور شبكة"معا" التي اصبحت رائدة فنيا ومهنيا رغم صعوبة الظروف ومن وجهة نظره فان الدراما يمكنها عرض المشاكل الاجتماعية دون مواربة.

ومن خلال النقاش واسئلة الصحافيين, وعرض مقاطع من المسلسل اتضح ان المسلسل استغرق اكثر من 6 اشهر من العمل اليومي المتواصل وعمل فيه اكثر من 120 ممثل وفني جميعهم من الكوادر الفلسطينية.

وقد بلغت تكلفة كل حلقة من المسلسل احد عشر الف دولار علما ان تكلفة نفس الحلقة في امريكا او اسرائيل تبلغ 100.000دولار.

هذا وقد اثارت كلمة القنصل وكلمة جون بيل شهية الصحافيين فسأل الصحافي حسن عبد الجواد من صحيفة الايام لماذا لا تقوم المؤسسات الدولية بانتاج افلام ومسلسلات لا عنف للمجتمع الاسرائيلي؟
ورد القنصل البريطاني ان حكومته مستعدة لذلك اذا طلبت مؤسسات اسرائيلية المساعدة ، وفي هذا الاطار اكد المسؤولون عن العمل رغبتهم في ترجمة المسلسل الى لغات اخرى.

مخرج المسلسل السيد رفعت عادي اجاب على سؤال احد الصحافيين ( كثرة الصراخ اثناء التمثيل) بان الحديث كان يدور على احداث عصبية وغضب وبالتالي فان حركات جسم الممثلين كانت تتماشى مع السيناريو وليس اكثر.

الصحافي موسى الشاعر ابعد اكثر في عمق السياسة الاعلامية ,وتساءل اذا كانت الدول الغنية تسعى الى ترويض الشعب الفلسطيني بحجة نبذ العنف مقابل العنف المتواصل الذي تمارسه اسرائيل؟
ورد القنصل البريطاني ان العنف موجود حتى في المجتمع الانجليزي والبحث في القضايا الاجتماعية سيساهم في فهم اعمق ولوقف العنف.
كاتب القصة والسيناريو والحوار الكاتب سليم دبور, اجاب على اسئلة الصحافيين بشأن المسلسل واكد" انني انا اخترت المواضيع من نفسي وكتبتها من دون رقابة او تدخل من اية جهة اجنبية وكأنه اراد ان يؤكد ان تمويل اي مشروع لا يشترط ولاءه الفكري كما العكس ايضا .

واضاف الكاتب: انا اعيش في مخيم لاجئين - هو من مخيم الجلزون في رام الله - ولم يفرض عليّ احد ، او يملي على اية افكار وقمت باختيار مواضيع المسلسل بعد ان استوحيتها من الواقع.

واعطى دبور مثالا على ان احدى زميلاته في الجامعة كانت تحمل رتبة مدير في السلطة, وبالتالي كانت هذه احدى مواضيع حلقات المسلسل.

وعن سبب تسمية المسلسل"شو في ما في؟" قال انا اقترحت 27 اسما على ادارة الانتاج وهم بدورهم اختاروا اسما بعد التشاور مع لجنة التدقيق .

يشار الى ان العديد من اسئلة الحضور والصحافيين تناولت المسلسل من جانب سياسي, استنادا الى وجود الدعم البريطاني, لكن احدا لم يشاهد المسلسل بعد.

وهذه هي المرة الثانية التي تنتج فيها شبكة "معا" مسلسلا تلفزيونيا, ففي شهر رمضان الماضي جرى عرض المسلسل "مزح في جد" والذي اشتمل على 12 حلقة.

اما مسلسل "شو في ما في؟" فسيعرض في شهر رمضان 2006 على شاشات "معا" وكذلك تلفزيون فلسطين وعمل في المسلسل طاقما مكون من 120 فنانا ومهنيا كلهم فلسطينين فبالاضافة الى كاتب النص سليم دبور والمخرج رفعت عادي فقد كانت ايناس المظفر هي المنتج المنفذ وعمل نخبة من الممثلين الفلسطيين في هذا المسلسل منهم عميد الفنانين محمود عوض والفنان القدير حسين نخلة والفنانة القديرة منيرة زريقة ونخبة من الفنانين الشباب والوجوه الجديدة .
ويتكون المسلسل من 20 حلقة مدة كل حلقة 42 دقيقة مفعمة بالحيوية والكوميديا الساخرة تحت مظلة النقد البناء وتعالج مواضيع لم يسبق وان طرحتها دراما فلسطينية مثل التجسس والسرقة والزواج المختلط وفوضى السلاح والبلطجة.

رئيس تحرير وكالة معا ناصر اللحام عقّب بالقول : ان الحكم النهائي على المسلسل لا يمكن ان يكون عادلا او ناضجا قبل ان نشاهد حلقاته ، وحينها فقط يمكن ان نكتب عن مضامينه ، اما هذه اللحظات فنحن نتحدث عن الانتاج اساسا وعن انجاز العمل ، وانا شخصيا فخور بان لدينا هذه الطاقات واننا نجحنا في اكتشاف وجوه فنية جديدة ولم نبحث عن كتّاب عالميين او مخرجين كبار ، بل اثبتنا ان فلسطين ليست عاقر وان الجيل القادم قادر على سدّ الفراغ وامتلاك ناصية الابداع وتسطير المعجزات باقل الامكانيات ، فشبكة معا وبالاموال الضئيلة التي تملكها وبالاحلام الكبيرة في صدور اعضائها تنجح في صنع امبراطورية اعلامية كبيرة اساسها النجاح والتفوق وعدم الواسطة او المحسوبية وتنمية مستدامة للكفاءات انشاء الله .
وعن اية مفاجئات قادمة لشبكة معا في المستقبل القريب قال اللحام : لدينا مفاجئتين ( مشروعين جديدين ) يمكن ان يعمل فيهما عشرات الصحافيين والكتاب ونأمل ان يوفقنا الله فيهما .