الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحداث 11 سبتمبر جرائم ضد البشرية أساءت للقضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 11/09/2006 ( آخر تحديث: 11/09/2006 الساعة: 22:21 )
بيت لحم -معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام - سألت نفسي : هل بنت القاعدة في تاريخها مسجدا او مدرسة ؟ هل عبّدت شارعا ؟ هل مدت جسرا ؟ هل اعدت برنامجا للنهضة باي مؤسسة مدنية ؟
وحين سألني الزملاء في الاذاعات المحلية بغزة حول أحداث 11 سبتمبر، أجبت دون تردد (( أنها عمليات وضيعة ولا ترقى أبداً لمستوى الثورة، وإن شرف الثورة أعظم بكثير من خطف مدنيين وتحطيم عظامهم في الجو وبشكل هستيري )).
والحق يقال ان فصائل في الثورة الفلسطينية سبق وإستخدمت في بداية السبعينات أسلوب خطف الطائرات، لكنها وبأقصى درجاتها لم تكن تهدف الى قتل الرهائن جزافاً، وإنما حاولت مقايضتهم بأسرى لها في السجون وغالباً ما كانت تتدخل قيادة المنظمة لضمان حل سلمي والافراج عن الرهائن سالمين، وبعد أن إتضح الضرر الكبير الذي ألحقته هذه العمليات توقفت فصائل الثورة عنها، وسعت الى بلورة خطاب ثوري ناضج، يقود الى إحترام الشعوب الاخرى، وضمان مناصرتهم لقضية الثورة العادلة ..

وغداة تفجيرات 11 سبتمبر سارع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى مستشفى غزة للتبرع بالدم لضحايا التفجيرات، وهو إيحاء سياسي واضح على رفض الشعب الفلسطيني للأسلوب الهمجي وأفكار الإبادة، ولكن صحف مؤسسات الاعلام الإسرائيلية والغربية إستخفت بخطوته وحاولت تركيز الضوء على بائع حلوى يبتسم أو عامل فقير لا يتابع الافكار من أجل تحضير الساحة لحرب قادمة جرى شنها ضد الشعب الفلسطيني، وإعادة إحتلال الضفة الغربية وقتل القادة الفلسطينيين أو زجهم في الزنازين وتحطيم مؤسسات السلطة .

وبإختصار، تمكن أعداء الشعب الفلسطيني من تحميل القضية الفلسطينية نتائج سياسة ظالمة، وساعدهم بذلك حالة " الغضب " العارمة أوساط الفلسطينيين ضد الاحتلال وجرائمه وفيما تبث قنوات التلفزة العالمية، ذكرى أحداث 11 سبتمبر، لا يزال يلاحظ ان وسائل الاعلام العربية تفرض على نفسها واحد من إثنين ، إما ان تعيش الشعور بالذنب وكأننا مطالبون بالاعتذار لأحد عن هذه الجرائم، وإما أن تحاول مغازلة القاعدة ، وكأنها ملزمة بموقف من الاثنين .

وفي هذه الذكرى، يتضح تماماً أن على القاعدة وقيادة القاعدة ان تملك الجرأة للحديث عن هموم الشعوب، وان ترتقي بمستوى خطاباتها الى مستوى المسؤولية، وبدلاً من إرسال أشرطة مسجلة الى الفضائيات ، على القاعدة ان تحمل برنامجاً سياسياً إنسانياً شمولياً بديلا عن العالم الرأسمالي الحقير والاحتلال النيوكولينالي للشعوب المستضعفة ، وليس ان يبقوا مجرد مجموعة من المتدينين الغاضبين على العالم ..
وطالما ان أسامة بن لادن والظواهري وضعا نفسيهما في مكان الامراء ومخاطبة الشعوب، فعليهما ان يتعلما كيف يستمعان هما ايضاً الى الشعوب وعدم تحميل الشعوب افكار الكراهية لان افكار الكراهية لم تكن ابدا في اي نص ديني .

فشتم الحكام ليست استراتيجية، وتدمير العالم، وتفجير الطائرات الامريكية وتلغيم القطارات الاسبانية ونسف الانفاق البريطانية وقتل السياح في مصر وإضرام النار في رأس الشعب العراقي ليس خطاباً سياسياً .. كما أن المسؤولية، لا تقتصر على إحراق المدنيين وضرب المدن الكبرى في العالم، وإنما إظهار البديل السياسي الناجح الذي تقترحه القاعدة على البشرية.
كما أن مقارنة واحدة بين أداء وعمل الثورات وبين القاعدة سيحرجها ويضعها في مصاف " العصابة" التي تريد ان تنتقم من شعوب العالم، ويكفي أن نذكر بأن أسامة بن لادن كان هو شخصيا قد نفى بعد شهر سبتمبر 2001، أية علاقة له بأحداث نيويورك ؟؟
فهل كان يخجل من هذه الأعمال ؟ وهل لديه ولدى أستاذه الظواهري ما يقوله على صعيد ضرورة تحوّل القاعدة من منظمة مسكونة بالعنف الى ثورة مؤمنة بالحرية ؟ ..