الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

في اعقاب زيارتهم لسورية ولقاء الاسد: حملة تحريض واسعة والمستشار القضائي يقرر فتح تحقيق مع نواب التجمع

نشر بتاريخ: 14/09/2006 ( آخر تحديث: 14/09/2006 الساعة: 15:17 )
الخط الاخضر - معا - قال النائب الدكتور عزمي بشارة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، في أعقاب حملة التحريض الواسعة على التجمع والقوى الوطنية في اعقاب زيارة وفد من نواب عرب الداخل لسورية، إنه "لا يمكن القيام بتضامن عربي من دون دفع ثمن، ونحن مستعدون لدفع الثمن، وليست هناك مشكلة لدى اسرائيل بالمجيء الى سورية، بل المشكلة هي من اي منطلق، ومشكلتهم في انني اذهب الى دمشق من منطلق عربي - فلسطيني".

وكان المستشار القضائي للحكومة، مني مزوز، قد قرر فتح تحقيق جنائي ضد نواب التجمع الوطني الديمقراطي، د.عزمي بشارة ود.جمال زحالقة وواصل طه، في أعقاب زيارتهم إلى سورية هذا الاسبوع، بعد حملة تحريض واسعة على التجمع الوطني والقوى الوطنية في الداخل، أبرزها تصريحات وزير الداخلية، روني بار أون، الذي طالب بسحب الجوازات الدبلوماسية لنواب التجمع، فيما أنضم وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، ورئيس حزب المفدال زفولون أورليف، والوزير أوفير بينيس، إلى التحريض والمطالبة بتقديم أعضاء الوفد إلى المحاكمة.

وأرسل الوزير بار أون رسالة الى المستشار القضائي أشار فيها إلى أن نواب التجمع خرجوا من البلاد بشكل غير قانوني ويخالف أنظمة الطوارئ التي تمنع السفر إلى دول عدو من دون مصادقة وزارة الداخلية أو رئيس الحكومة.

وتعتبر هذه أول زيارة يقوم بها وفد عن التجمع والقوى الوطنية إلى سوريا، منذ خمس سنوات، أي منذ عام 2001 عندما سن قانون يمنع النواب من زيارة "دولة عدو" وذلك لمنع زيارة النائب د.عزمي بشارة الى دمشق، وتعتبر زيارة تحدٍ وكسر للطوق، عدا عن كونها زيارة تأكيد على السلام العادل وعلى التواصل القومي.

وقد وصل الوفد الى العاصمة السورية دمشق يوم الخميس الماضي وضم كل من النواب د. عزمي بشارة، د. جمال زحالقة وواصل طه والنائبان السابقان محمد كنعان والمحامي محمد ميعاري (رئيس لجنة التضامن مع سوريا). وتهدف الزيارة إلى تبادل الآراء والتقييمات حول الأوضاع الراهنة في المنطقة في أعقاب الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان، والتهديد الإسرائيلي - الأمريكي بالعدوان على سوريا.

النائب جمال زحالقة من دمشق: "التحريض الحالي هو ملاحقة سياسية وليس متابعة أو تطبيقا للقانون"

من ناحيته قال النائب د. جمال زحالقة عضو الوفد ان الزيارة تهدف للتعبير عن التواصل مع سورية، موكداً: "لا نقبل أن يحدد أمثال اورليف وإيتام طبيعة علاقاتنا مع العالم العربي، وزياراتنا لسورية هي ممارسة لحقنا في العمل السياسي في إطار الحصانة البرلمانية الجوهرية، وهي أقوى قانونياً من منع الزيارة".

وأضاف النائب زحالقة: "قبل اسبوعين قام الصحافي الاسرائيلي رون بن يشاي بزيارة إلى بيروت وعاد إلى البلاد دون ان يُسأل وقيل إنه كان يؤدي مهمته الصحافية. في رأينا أن العمل السياسي ليس أقل أهمية من العمل الصحافي، فلا يعقل المطالبة بالتحقيق مع الوفد الذي يزور دمشق والتغاضي تماماً عن زيارة الصحافي الاسرائيلي رون بن يشاي إلى بيروت رغم انه من الناحية القانونية لا فرق بينهما".

واكد النائب زحالقة من دمشق: "نحن نعتقد ان هذا التحريض لم يبدأ بالزيارة إلى دمشق. ففي الشهرين الاخيرين شهدنا حملة تحريض ضد النواب العرب وممثلي المجتمع العربي في الداخل. فالتحريض الحالي هو ملاحقة سياسية وليس متابعة أو تطبيقا للقانون".

وأشار النائب واصل طه إلى أن هذه الزيارة هي الثانية لسورية ضمن سلسلة من الزيارات بهدف التواصل مع سورية التي لها الفضل الكبير في فتح أبوابها للفلسطينيين في كل الأوقات والظروف.

وقال النائب السابق محمد حسن كنعان ان الهدف من الزيارة فى هذه الظروف التى تعيشها المنطقة هو للتعبير عن تقديرنا لجهود سورية في تعزيز الدور القومي العربي ووقوفها عمليا ضد الاحتلال والهيمنة التي تستهدف السيطرة على دول المنطقة. وأضاف: جئنا لنوطد العلاقة مع الإخوة السوريين ولنعلن تواصلنا مع سورية وشعبنا في لبنان ضد كل التحديات التي تواجهها المنطقة.

وأكد النائب السابق المحامي محمد ميعارى، رئيس لجنة التضامن مع سورية ولبنان فى الداخل، إلى أن سورية كانت دائما مركز الفكر العربي وقلب العروبة النابض من هنا كانت زيارتنا بهدف التواصل بين الفلسطينيين في الداخل وامتدادهم العربي والقومي لإيماننا بانتمائنا الوطني الفلسطيني والقومي العربي موضحا أن ارتباطنا بسورية ليس ارتباطا قوميا وفكريا فحسب وإنما ارتباط عائلي وقربى حيث احتضنت سورية مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم قبل أكثر من خمسين عاما.

الرئيس الأسد يستقبل الوفد:
استعرض الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء، مع وفد نواب التجمع الوطني الديمقراطي والقوى الوطنية آخر المستجدات في المنطقة، وتداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان والاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد الرئيس الأسد خلال اللقاء على أن الأمن والاستقرار في المنطقة لا يتحققان الا بتحقيق السلام العادل والشامل المستند الى قرارات الشرعية الدولية وعودة الحقوق الى أصحابها.

واستمع الرئيس السوري من الوفد الى شرح عن الاوضاع التي تمر بها الأراضي الفلسطينية المحتلة والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الداخل.

وأكد الوفد اعتزاز الفلسطينيين بعلاقتهم مع سورية وضرورة تعزيزها بما يخدم القضايا القومية العربية المحقة والعادلة.


محاضرتان في دمشق وحلب:
أكد الدكتور عزمي بشارة وقوف الشعب الفلسطيني مع سورية ضد كافة المخططات التآمرية التي تتعرض لها، لافتا إلى أن المنطقة العربية تتعرض لخطر يستهدف هويتها وتراثها الحضاري ونهب ثرواتها وتقسيمها للسيطرة عليها.

واستعرض د.بشارة في المحاضرة التى ألقاها مساء يوم الثلاثاء، في حلب بعنوان "الواقع العربي الراهن" الاوضاع في المنطقة العربية، والسياسة الأمريكية من مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، وانحياز الإدارة الأمريكية إلى إسرائيل على حساب الحق العربي المشروع.

وبين بشارة زيف الإدعاءات الأمريكية حول موضوع الديمقراطية، مشيرا إلى الإنتخابات التي جرت في الداخل الفلسطيني، وفوز حركة حماس فيها تحت إشراف دولي، وقال إن أمريكا وإسرائيل تحاولان تفريغ الديمقراطية الفلسطينية الحقيقية من مضمونها، لأنها لم تأت على الطريقة الأمريكية.

واكد ان المقاومة اللبنانية وحماس هما حركتان وطنيتان تعملان على أرض وطنية وتقاومان خصما محددا هو الاحتلال، وهذا وحده يبرئهما من تهمة الإرهاب التي تحاول امريكا ومن يدور في فلكها إلصاقها بهما، لافتا إلى أن المقاومة اللبنانية خلقت أنموذجا.

وحضر المحاضرة د. تامر الحجة، محافظ حلب، وأعضاء قيادة فرع الحزب (البعث)، وعدد من المحامين والكوادر الفلسطينية في المحافظة وجمهور غفير من المواطنين السوريين.

محاضرة في دمشق:
كما والقى د.عزمي بشارة ظهر يوم الإثنين، محاضرة في جامعة دمشق، أمام المئات من كوادر وأساتذة الجامعة. تحدث فيها عن بنية وسياسة الإدارة الأمريكية الحالية، وتأثير ذلك على الواقع العربي، تحت عنوان" الظروف السياسية العربية.. الواقع والطموح".

وأكد د.عزمي بشارة ان مسألة التواصل بين الفلسطينيين في الداخل وسورية مسألة مرتبطة بالهوية الوطنية والقومية رافضا التحكم بقرار التواصل أو عدمه مع أي من الاقطار العربية.