الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

استنكار رسمي وشعبي للحادثتين: مجهولون يحرقون كنيسة في طولكرم.. واحباط محاولة احراق أخرى في طوباس

نشر بتاريخ: 17/09/2006 ( آخر تحديث: 17/09/2006 الساعة: 11:47 )
طولكرم- جنين- معا- احرق مجهولون فجر اليوم الاحد في طولكرم كنيسة للروم الارثوذكس تعتبر الكنيسة الوحيدة في المحافظة, التي لا يقطنها سوى عائلة مسيحية واحدة, كما تعرضت في الوقت ذاته الكنيسة الوحيدة في مدينة طوباس لمحاولة اعتداء تمكن المواطنون من افشالها.

وافاد مراسل "معا" في طولكرم أن اضرارا مادية كبيرة لحقت بداخل الكنيسة التي بنيت في العهد التركي قبل حوالي 150 عاما, وتتكون من "مذبح" وساحة مشجرة غير مسقوفة, وتقع في ميدان جمال عبد الناصر وسط مدينة طولكرم.

وأكد شهود عيان قيام مجهولين عند الساعة الرابعة فجرا بالدخول الى الكنيسة من بوابتها الرئيسية, ومن ثم الى ساحتها المشجرة, قبل أن يقوموا بكسر بوابة المذبح والقاء عدد كبير من الزجاجات الحارقة بداخله ويفروا من المكان.

واستنكرت العائلة المسيحية الوحيدة في طولكرم هذا الاعتداء وقال داؤود متري كبير العائلة الذي يعمل صائغا للذهب لـ "معا":" هذا عمل مستهجن, ونحن نعلم ان علاقاتنا باخوتنا المسلمين في طولكرم هي علاقة متينة جدا, ونحن نعيش بينهم منذ عشرات السنين وتربطنا بهم علاقات طيبة".

يشار الى ان العائلة المسيحية التي تسكن طولكرم منذ اكثر من خمسين عاما مكونة من ثلاثة اشقاء واسرهم, ويبلغ عددهم 15 نفرا.

وحذر متري من الانجرار وراء هذه الاعمال "التي تقود الى الفتنة" مستنكراً في الوقت نفسه كافة التصريحات التي تسيء للاديان " والتي كان آخرها تصريحات البابا".

من جانبه اعرب النائب بسام الصالحي عن استهجانه للاعتداء على الكنيسة, داعيا الى رفض هذه الحادثة السلبية والعمل على تقريب القلوب واجتثاث بذور الفتنة التي يقف وراءها الاحتلال واعوانه.

وشدد الصالحي على عمق الاخوة الاسلامية المسيحية في فلسطين, "والتي اثبتت مدار العقود انها الاقوى بين شعوب العالم".

وقد توافد عدد من وجهاء محافظة طولكرم وقادة الاحزاب والتنظيمات ومدراء الاجهزة الامنية على رأسهم محافظ طولكرم العميد طلال دويكات الى الكنيسة التي تعرضت للاعتداء, معربين عن استنكارهم وشجبهم لمثل تلك الاعمال الخارجة عن الصف الوطني.

واكد المحافظ انه سيعمل جاهداً بالتعاون مع الاجهزة الامنية لمتابعة وملاحقة الفعلة وتقديمهم الى العدالة, مبدياً سخطه وغضبه لمثل هذه الاعمال, قائلا:" لم نتوقع ان يحدث هذا, لقد فوجئنا جميعاً بذلك".

ودعا دويكات بابا الفاتيكان الى الاعتذار العلني والصريح لجموع المسلمين في العالم لما صدر عنه من تصريحات مسيئة للإسلام والنبي محمد- صلى الله عليه وسلم-.

ودانت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة طولكرم حرق الكنيسة, مؤكدة ان مثل هذه الاعمال لا تخدم الطرفين المسلم والمسيحي.

واتهمت القوى في بيان صادر عنها من قام بحرق الكنيسة, بانه يهدف الى بث بذور الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

وطالبت القوى الوطنية والاسلامية بابا الفاتيكان بالاعتذار عن اقواله المسيئة للمسلمين.

وقالت الفتاة السويسرية "ماناويلا" من تجمع الكنائس العالمي والتي كانت تزور الكنيسة لمراسل "معا":" أقف باستغراب وصدمة أمام ما حدث هنا, فانا رأيت العلاقة الجيدة بين المسلمين والمسيحيين في طولكرم, ولا بد ان من قام بهذا العمل شخص له اهداف أخرى".

وأضافت "ماناويلا":" منذ شهرين وانا متواجدة في طولكرم, لم المس سوى الحب والاحترام المتبادل, خاصة معنا نحن المسيحيين الاجانب من خارج فلسطين, لم اصدق ان هذا حدث ولا استطيع ان افهم لماذا".

واعربت "ماناويلا" عن اعتقادها بأن حديث البابا لم يكن حكيماً, "ومن المهم جداً ان يكون هناك اعتذار واضح وصريح عن اقواله".

وبينما لم تجد "ماناويلا" علاقة منطقية- حسب رأيها- بين تصريحات البابا ومهاجمة الكنائس, اعربت عن ارتياحها لتوافد المسؤولين والمواطنين الى الكنيسة للاعراب عن استنكارهم للحادثة وتضامنهم مع اصحاب الكنيسة.

ولم تتبن اي جهة المسؤولية عن احراق الكنيسة.

فشل محاولة احراق كنيسة طوباس
...............................................

وفي مدينة طوباس شمال الضفة الغربية حاول شخص مجهول الهوية اليوم الاحد إحراق كنيسة في المدينة لكن يقظة المواطنين حالت دون تنفيذ فعلته.

وأكد رئيس بلدية طوباس عقاب ضراغمة في حديث لـ "معا" أن شخصا حاول إحراق الكنيسة, عندما وضع زجاجة مملوءة بمادة مشتعلة على أحدى نوافذها, ثم حاول إشعال الزجاجة, لكن المواطنين الذين تنبهوا له لاحقوه وافشلوا محاولته لاحراق الكنيسة.

واستنكر ضراغمة محاولة إحراق الكنيسة, مؤكداً تضامن بلديته والمواطنين مع اخوانهم المسيحيين, ورفضهم كل محاولات المساس بالمقدسات.

وكان وفد من البلدية على رأس حشد من المواطنين في طوباس, قد زار الكنيسة للتعبير عن التضامن ورفض هذه الاشكال "المغلوطة" من ردود الفعل على تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للاسلام.

وقال ضراغمة:" هذا عمل من شخص إما انه مدسوس من قبل الاحتلال الإسرائيلي, أو انه جاهل, لان علاقة المسلمين والمسيحيين في مدينة طوباس علاقة أخوية متينة.

وأضاف ضراغمة أن تصريحات البابا ضد الإسلام, ليس من الضروري أن تعبر عما يجول في خاطر المسيحيين في العالم العربي والإسلامي وخاصة في فلسطين, التي تشهد خصوصية في العلاقة بين ابناء الديانتين السماويتين, والتي امتازت بالمتانة ووحدة المصير.

ووعد رئيس بلدية طوباس أن يبذل جهده بالتعاون مع كافة الجهات المختصة لالقاء القبض على الشخص الذي حاول الاعتداء على الكنيسة وتقديمه للعدالة, واعدا كذلك بتوفير الامن والحماية للكنيسة الوحيدة في المدينة.

يشار الى ان تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة لمشاعر المسلمين قوبلت ببعض ردود الفعل العنيفة في فلسطين, متمثلة بالاعتداء على بعض الكنائس في نابلس وغزة أمس, الامر الذي رفضته كافة الشخصيات الاسلامية وشددت على عمق العلاقة التي تربط مسلمي هذه الارض بمسيحييها.