السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حمد متفائل بحل الاستعصاء الحكومي خلال ساعات وسياسيون يرون ان الازمة مرشحة للتصعيد ويحذرون من مخاطر حل الحكومة

نشر بتاريخ: 28/09/2006 ( آخر تحديث: 28/09/2006 الساعة: 22:22 )
بيت لحم- معا- قال المتحدث باسم الحكومة غازي حمد ان الساعات القادمة سوف تحمل بوادر التوصل الى اتفاق لحل الازمة بين الرئاسة والحكومة.

واضاف حمد في اتصال هاتفي لوكالة معا ان اجواء اللقاءات ايجابية حتى الان وهناك امكانية لتذليل العقبات , وتابع قائلا " المباحثات تسير بشكل ايجابي وسريع حبث انها بدات من حيث انتهت وليس العودة الى نقطة البداية .

والمح حمد الى وجود محاولات قطرية للوساطة لانجاح الاتصالات بين فتح وحماس لتشكيل حكومة الوحدة.

وحذر حمد من تداعيات ما وصفه بالقررارت المتسرعة لحل الحكومة "وهو ما من شانه ان يدخل الساحة الفلسطينية في ازمة جديدة خاصة وان الامور باتت لا تحتمل ازمات اخرى".

وحول المفاوضات الجارية لاطلاق سراح الجندي الاسير في غزة, قال حمد ان الوفد المصري لازال هو الطرف الاساسي في القضية والمفاوضات لازالت جارية على قدم وساق لحلها باسرع وقت , محملا اسرائيل مسؤولية اعاقة المباحثات".

من جهته اعرب المحلل السياسي هاني المصري عن تشاؤمه من امكانية التوصل الى حل للازمة الراهنة في ظل تغليب المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية.

وراى المصري ان حل الازمة يكمن في خيارين , اما تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الفصائل على اساس برنامج حل وسطي , او حكومة كفاءات وطنية لا تشترك فيها الفصائل ولا حماس التي ستراقبها من خلال التاثير عليها من المجلس التشريعي والتي تشكل اغلبية فيه فيكون لديها الصلاحية في تعيين او حجب الثقة عن اي وزير لا يبدي جدية في العلم.

واستبعد المصري ان يستخدم الرئيس عباس صلاحياته لحل الحكومة او التشرعي على اعتبار ان اي خيار لتشكيل حكومة سيصطدم بموافقة التشرعي عليه على اعتبار ان حماس تشكل الاغلبية فيه.

واضاف " الاحتمال الوحيد لاجراء انتخابات مبكرة هو ان يستقيل الرئيس وفي هذه الحالة نكون ملزمين باجراء انتخابات رئاسية ولكن لا نكون ملزمين على اجراء انتخابات تشريعية, فكل الحلول البديلة لحكومة توافق وطني لا تحظى باي فرصة للنهوض لانها ستكون الموافقة عليها بيد حماس التي تشكل اغلبية في التشريعي".

وراى المصري انه من المبكر الذهاب الى انتخابات مبكرة , واضاف" حتى لو جرت انتخابات فليس هناك ضمانة بامكانية نجاحها لانها مرهونة ايضا بموافقة اسرائيل والمجتمع الدولي".

وطالب المصري حكومة حماس بضرورة الاستعداد للقبول ببرنامج قادر على فك الحصار وتلبية الخدمات والاحتياجات المجتمعية ", واضاف قائلا" لا احد يوافق على ان تعترف حماس باسرائيل ولكن عليها ان تخلق برنامجا وسطا يلاقي قبولا فلسطينيا ودوليا .

ووصف المصري حماس في الوقت الحالي كسائق الباص الذي لا يملك رخصة قيادة, وكلما تقدم اكثر كلما تعرض لمخالفات اضافية فعليها ان تذهب الى مدرس السياقة لتستفيد اكثر وهذا ليس خطا,فعليها ان تخلق برنامجا قادرا على الاقلاع محليا ودوليا ".

وتابع قائلا" لا يجوز ان تتنصل حكومة حماس من الاتفاقات التي ابرمت لان القانون الدولي يحتم الالتزام بالاتفاقات التي وقعتها اي حكومات سابقة وعلى الحكومة الجديدة ان تلتزم بها في الوقت الذي لا تبدي اسرائيل في الوقت الحالي اي جدية لابرام اتفاقات سلام لان اهدافها واضحة وهي تهدد باجتياح غزة ".

من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل انه بالرغم من كل الخيارات فليس هنالك خيار الا حكومة الوحدة من خلال , وقف كل التصريحات والتحريض والتشكيك من كل الاطراف خاصة فتح وحماس , اضاف الى وضع الهم الفلسطيني قبل الفصائلية وقبل السياسيات والشروط الخارجية .

وطالب عوكل بتقوية الوضع الداخلي واعادة بنائه بطريقة صحيحة ليكون قادرا على كسر الحصار , " وهذه لا ياتي من خلال ادارة الظهر للازمة في ظل الانهيار الحاصل وانما يتمثل في وقف التصريحات والعودة الى الحوار بمشاركة الجميع فصائل ومجتمع مدني .

وراى عوكل في حديث خاص لوكالة " معا" ان النجاح يكمن في اعادة صياغة السياسة الفلسطينية على ضوء المستجدات والتي من ضمنها فشل عملية التسوية السابقة والحرب اللبنانية الاسرائيلية والتي لم تنتصر فيها اسرائيل فكلها مستجدات مطلوب من الفلسطينيين ان يفكروا بكيفية التاثير في الوضع الدولي .

واستبعد عوكل ان يستخدم الرئيس عباس صلاحياته لحل الحكومة لان ذلك سيعمق الازمة وسيقود الى حرب اهلية, واضاف " الخيارات المتاحة هي ان تبقى الحكومة الحالية كما هي والنتائج واضحة , واذا استخدم الرئيس هذه الصلاحية ليس مضمونا ان تجرى انتخابات وان يهيأ لها اجواء مناسبة كما تمت الانتخابات السابقة".

وقال عوكل ليس المشكلة في الاعتراف باسرائيل او بالاتفاقات وانما برامج واتجاهات واضحة " مع ذلك تعترف او لا تحترم فالسياسة فن الممكن".

واشار المحلل السياسي الى خطورة ما الت اليه الازمة الحالية والتي تمثلت في هجرة رؤوس الاموال الفلسطينية والتي كانت متاصلة في البلد الى الخارج , اضافة الى غياب القيادة القادرة على الارتقاء الى المستوى الوطني .