الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيش الاسرائيلي يستعد لترميم قدراته العسكرية بعد حرب لبنان

نشر بتاريخ: 03/10/2006 ( آخر تحديث: 03/10/2006 الساعة: 03:24 )
بيت لحم - معا- تقدم الجيش الاسرائيلي بطلب من الصناعة العسكرية لتزويده بكمية كبيرة من قذائف من عيار 155 مليمترا تبلغ قيمتها 20 مليون دولار، وهي الكمية الاكبر التي سيقوم المصنع العسكري بصنعها منذ تاسيسه.

وفور مصادقة اسرائيل على انسحاب اخر وحدة لها من الاراضي اللبنانية ، وفي ظل التوقعات الاسرائيلية بتجديد المواجهات مع حزب الله في غضون فترة لا تتعدى السنة، بدات الاجهزة الاستخباراتية والعسكرية المختلفة بالاستعداد والتدريب على جاهزيتها ومستوى تسلحها ونشاطها الاستخباراتي وامكانياتها الاستراتيجية، لاي طارئ.

واعدت خطة لرفع مستوى جاهزية الجيش بملء مخازن الطوارئ والوحدات العسكرية ذاتها . ولا يخلو الاستعداد بشكل واسع في سلاح الطيران حيث طالب بملء مخزون ذخيرته ،التي استخدمت في اثناء حرب لبنان مع تاكيده على ضرورة التجاوب مع طلبه بالحصول على ميزانية 250 مليون دولار لترميم نفسه بعد الحرب.

ويعمل الجيش على ضمان وسائل حديثه حتى السنة المقبلة تساعده في جمع المعلومات على طول الحدود وتنفيذ عمليات رصد تحركات مشبوهة.

وضمن استنتاجاته الاولية لاسباب الفشل في حرب تموز اعد الجيش خطة تدريب لقوات الاحتياط سيتم بموجبها تجنيد 75 في المائة من افرادها بشكل تدريجي لاجراء تدريبات مكثفة في غضون عامين. وسيجري التدريب وفق نموذج عمل يطابق ما واجهه الجيش في جنوب لبنان، ويشمل مناطق مزدحمة وخنادق وبيوت تحتوي على منصات لإطلاق صواريخ الكاتيوشا والصواريخ المضادة للدبابات.

وفي سياق استخلاصات الجيش للحرب فان المعارك امام مقاتلي حزب الله اتاحت له فرصة الوقوف على مدى قدرات حزب الله، والتركيز على الوسائل القتالية التي لم تكن معروفة له. وفي اولى خطواته قرر القائد العسكري الجديد لمنطقة الشمال تشكيل طاقم داخلي لمساعدته في فهم مشاكل المنطقة، بعد تاكيد قادة منطقة الشمال ان الحاجة لتغيير طرق عمل الجيش باتت ضرورية بعد ان نجح مقاتلو حزب الله في دراستها والاستعداد لها.

وضمن الرغبة الاميركية باعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي خصصت واشنطن ميزانية بقيمة 500 مليون دولار لتطوير منظومات متطورة تساعد الجيش الاسرائيلي على تدمير الصواريخ قصيرة المدى. بضمنها منظومة لا تزال قيد التطوير بهدف إسقاط الكاتيوشا بواسطة صاروخ بسيط. وبحسب الأجهزة الأمنية فمن الممكن أن يتم وضع منظومة من هذا النوع على الحدود الشمالية خلال سنتين.

الى ذلك ما زالت اصوات الجنود الاحتجاجية تنادي بتشكيل لجنة تحقيق رسمية واقالة القيادة والمسؤولين عن الفشل في الحرب . واستغلت قادة حركة احتجاج جنود الاحتياط التي نشطت في أعقاب الحرب ،يوم الغفران ، العيد الذي حل امس ويطالب فيه اليهود المغفرة عن الاخطاء ، للمغفرة عن خطاياهم .

وراوا الوسيلة الافضل برسالة تضمنت مغفرة من نوع اخر، لم يعتد عليها الاسرائيليون. فقد طالبوا الغفران والاعتذار لانهم اعتمدوا على القيادتين السياسية والعسكرية ، عديمتي المسؤولية، على حد وصفهم، واعطوهما فرصة الامساك بزمام الحكم .

واعترفوا في يوم غفرانهم بارتكابهم خطا فادحا لانهم ''لم يدخلوا بشكل كاف حياة هذه الدولة الصغيرة'' وقالوا ''نعتذر لأننا لم نعرف أن قلة التدخل ستكلفنا نزيفا من الدم. ونعترف امامكم اننا عدنا من الحرب مذهولين من الضعف في القدرات ومن قلة التنسيق ومن الإخفاقات العميقة.

كانت أحاسيسنا مخدرة. نعتذر لأننا لم نحتج ولم نتظاهر. ما كان يجب أن تسير الأمور بهذا الشكل، كان يجب أن نعود إلى البيت، إلى الحياة اليومية، إلى الحياة الرتيبة والبسيطة والاستمرار في العيش في هذا المكان بسرور، ولكن السرور اختفى. وذاب مع سقوط الصواريخ وتجاهل قيادة ''الدولة'' لسكانها الذين يقصفون''. وينهي الجنود طلب غفرانهم بالقول ''..

نصلي فربما في بيت رئيس الوزراء يقوم أحد ما بحساب مع النفس. شخص يعرف أنه مخطئ وعليه الآن أن يتحمل المسؤولية. شخص يفهم أن هناك قضايا أهم من مستقبله الشخصي والسياسي. شخص يفهم أن عدم رغبته في كشف الحقيقة للجمهور تطبع نهاية مصيرنا جميعا وبذلك أيضا مصيره''.

يشار الى ان حركة الجنود بدات بجمع شهادات من مئات الجنود وسكان الشمال الذين تعرضوا لصواريخ الكاتيوشا في اثناء الحرب . وفي سياق التعليق على الشهادات جاء ان جنود الحركة صدموا من فداحة الاخفاقات وقال احدهم'' تحدثت الشهادات عن جنود مصابين نزفوا لمدة اربع ساعات في بلدة دبل، ولم تصل إليهم قوات الإنقاذ، عن مدافع لم تطلق لان الذخيرة والتزويد لا يأتي، عن جنود يهذون من قلة في الماء، وعن وسائل قتالية قديمة ومخازن طوارئ فارغة''.