الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير الإعلام يشبه خطاب رئيس الوزراء في ملعب اليرموك بعبور السويس وإقتحام خط برليف عام 73

نشر بتاريخ: 07/10/2006 ( آخر تحديث: 07/10/2006 الساعة: 16:56 )
بيت لحم - معـــًا - شبه وزير الإعلام أ.د. يوسف رزقه خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية يوم الجمعة الرابع عشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر، بعبور الجيش المصري قناة السويس وإقتحام خط بارليف على وقع تكبير الجنود الصائمين ..

وقال رزقه في مقال بعنوان "الرئيس هنية في 6 أكتوبر 2006 يعبر حاجز الصمت" ، إن الرئيس هنية إقتحم حاجز التردد في مصارحة الشعب ببعض الحقيقة التي يختزنها في نفسه على مدى سبعة أشهر من المعاناة.

وفيما يلي النص الكامل لمقال وزير الإعلام :

في 6 أكتوبر 1973م العاشر من رمضان عبر الجيش المصري السويس وإقتحم خط بارليف على وقع تكبير الجنود الصائمين، واليوم في السادس من أكتوبر 2006م وفي النصف من رمضان إقتحم الرئيس هنية حاجز التردد في مصارحة الشعب ببعض الحقيقة التي يختزنها في نفسه على مدى سبعة أشهر من المعاناة ..

كان الجو حاراً وكانت الشمس ملتهبة على غير عادتها في مثل هذا الشهر من كل عام، وكان الجمهور المؤيد للمشروع الإسلامي والحكومة يملأ ساحات ملعب اليرموك ومدرجاته، وكان أضعاف هذا العدد يشاهدون الخطاب الشامل من على شاشة الجزيرة مباشر وقناة الجزيرة الإخبارية ..

كان الجو حاراً، وكانت المشاعر جياشة، وكانت الآلام والآمال ترتسم على جباه الحضور، وكانت العزائم أقوى من المعوقات، وكانت الأعصاب فولاذية، وكان التوكل على الله يظلل المكان، ويحتضن الأفراد، ويلون الهتافات ( الله غايتنا - هي لله هي لله لا للسلطة ولا للحياة) وكانت الحقائق تعلن عن نفسها وسط هذه الأجواء الحارة .. كان الخطاب شاملاً، ولم يكن الطلقة الأخيرة ، وإنما طلقة التحذير والتنبيه الى حق حماس في الحكم بمنطق الشرعيات الثلاثة (الجهادية، والانتخابية، والدستورية) وهنا يجدر إجراء سريع لعناوين الخطاب الشامل :

. رفض التدخلات الخارجية وغيرها .
. رفض سياسة المحاور .
. أكد على شرعية حكومة حماس.
. أكد على العمق العربي والإسلامي لقضية فلسطين .
. أكد على ثوابت الشعب الفلسطيني بحسب الرؤية الإسلامية وأهمها عدم الإعتراف بشرعية الإحتلال .
. أكد على أهمية الحلول السياسية لمشكلة الأسير والأسرى .
. طرح الهدنة مقابل الإنسحاب .

وعلى مستوى الجبهة الداخلية :

. دعا الى استئناف الحوار حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من النقطة التي انتهت اليها وعلى أساس وثيقة الوفاق الوطني .
. دعا الى مصالحة إجتماعية شاملة .
. دعا الى محاسبة مرتكبي جرائم الإغتيال .
. دعا الى ضبط الحالة الأمنية ومنع الجريمة والتمرد .
. دعا الى حوار بين فتح وحماس برعاية الحكومة .

على مستوى المعاناة المالية والإقتصادية :

. وصف الحصار بأنه لا أخلاقي ولا إنساني .
. ووصف الديمقراطية الأمريكية بالزيف وتعدد المكاييل .
. دعا الى جهد عربي لفك الحصار .
. دعا الحكام العرب لتحمل مسؤولياتهم .
. شكر العلماء والشعوب العربية والإسلامية .

وعقب على الإضراب المفتوح ووصفه بأنه سياسي وليس مهنياً وأنه استنفذ أغراضه وأنه أضر بمصالح المواطنين، وأنه يستمر تحت تهديد السلاح وليس بالإختيار وإستنكر بيانات التحريض والتجريح وحرق المؤسسات الحكومية، والخاصة والتابعة لحركة حماس، وعدد بعض إنجازات الحكومة على المستوى السياسي والإداري والمالي والإجتماعي ومحاربة الفساد وترشيد الاستهلاك، إن ماقاله أكثر مما أحصينا هنا، وماقاله أشمل وأوسع من هذه العناوين المختصرة، غير أن مالم يقله الرئيس هنية هو أكثر وأكبر مما قاله لأنه يؤمن بقواعد العمل الديمقراطي، وأخلاقيات العمل الدبلوماسي، ويوفر لها فرصاً لا يحترمها الإنقلابيون المتعجلون سقوط الحكومة ..

أنه لا مخرج من مأزق الحصار والحكم إلا بالحوار، والحوار المنتج من أجل النجاح ولا يكون ذلك إلا بجبهة داخلية قوية تستند بعد التوكل على الله ونقاء الضمير الى وثيقة الوفاق الوطني التي وقعتها جل الفصائل وأعلنت الحكومة والرئاسة عن أحترامها لها، وهذا يستدعي التوقف عن (البربوقندا) الإعلامية التي يمارسها الناطقون الإعلاميون الذين يديرون المعارك في الفضاء ويحسبون أنهم بمعاركهم هذه يبنون بلداً ويقيمون نصراً ويفكون حصاراً وأنهم على وشك إستعادة القدس، وإعادة اللاجئين وإزالة الإستيطان وهم عن كل هذه الأهداف بمعزل لأنهم شغلوا أنفسهم وغيرهم الصغائر الأمور ومناكفات غير مسؤولة ولا منتجة، وهم يحرضون على الحكومة، ويقدمون إغراءات إضافة للخارج ليستمر في حصار الحكومة الفلسطينية، بينما الرئيس كارتر يتحدث عن فشل سياسة التجويع والحصار ويطالب أميركا والغرب بمراجعة سياستهم الفاشلة .