الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمال نزال: أمريكا لا تبحث عن سلام في فلسطين و"الرفضويون" أشرعة قواربها

نشر بتاريخ: 09/10/2006 ( آخر تحديث: 09/10/2006 الساعة: 07:00 )
رام الله- معا استنكر الدكتور جمال نزال الناطق بلسان فتح بالضفة الغربية تصريحات النائب عن «حماس» في المجلس التشريعي يحيى موسى الذي قال الأحد الماضي ان الناطقين باسم «فتح» وبعض قادتها «يدخلون في شراكه حرب الإرهاب التي تقودها أمريكا» وأنهم «اصبحوا الآن مع محور الشر الامريكي ضد محور الخير في إطار هذه المنطقة وضد روح المقاومة والممانعة في المنطقة العربية».

واعتبر المتحدث باسم فتح أن هذه المداخلة "مفرطة في القسوة وتأتي متعامية عن حقائق الميدان ومنها أن فتح تدير رحى المقاومة وتتحدث عن السلام بينما يلتزم منافسوها بالتهدئة غير المشروطة ويطبلون لحرب لا يشتركون بها إلا كلاما".

وقال د . نزال "إنه لا يجوز لأحد أن يصنف حركة جماهيرية بتاريخ فتح وحجمها الجماهيري كجزء من محور الشر ما لم يضمر لها بنفسه ما هو رديف للشر والعداء".

ودعا المتحدث جماهير الشعب إلى "تفسير حقيقة أن معظم ضحايا العنف الحكومي والحمساوي هم من فتح على ضوء هذه التصريحات التي تعتبر فتح وأبناءها من أهل الشر الواجب محاربتهم". وطالب البيان كتلة الإصلاح والتغيير بالابتعاد عن هذه اللغة ومحاسبة النائب يحيى موسى على إساءته البالغة للحركة التي صاغت تاريخ نضال الشعب الفلسطيني قبل أن يلتحق آخرون بحرب التحرير بربع قرن.

وقال أن فتح تعتبر لغة التخوين من قبيل الفجور الذي لا يغتفر من قبل "من تتقاطع مواقفه الإستراتيجية مع كل ما هو مرفوض إسرائيليا من قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة ووثيقة الإستقلال ومظلة م.ت.ف ومكانتها التمثيلية المكتسبة بالقتال من أجل فلسطين".

وقال أن "إسرائيل ليست في وارد السلام في حين أن حكومة حماس لا تسعى هي الأخرى لأي نوع من السلام ولا تملك تعريفا منطقيا للسلام وكيفية الوصول إليه وذلك في الوقت الذي تفتقر فيه أيما افتقار لخطة مقاومة فاعلة ولهذا فإن برنامج حكومة حماس ليس في حالة تصادم استراتيجي أو سياسي مع حكومة العدو المعنية بأطراف فلسطينية ترفض كل ما هو مرفوض من جانب الدولة الصهيونية من تصورات للحل السلمي وأشكال المقاومة المسلحة الكفيلة بتحريكه".

وأضاف البيان أن تحالف بعض الفضائيات العملاقة مع الطرح الإخونجي للأشياء قد أسدل الستار على حقيقة أن أغلب الجرحى والشهداء والمعتقلين هم من فتح وتفرغ لتغطية المهرجانات الخطابية والندوات الفقهية لأدعياء البطولة من الساعين لتكفير كل من لم تحويه صفوفهم من أنام".

وطالب البيان المثقفين من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني "بتبصير المواطنين الأقل وعيا بالحقائق كما تجري بالفعل لا كما يصورها الإعلام الذي يملك أجندات سياسية لا تشكل فلسطين منها الأساس". وقال أن رؤية إسرائيل تصطدم مع كل ما تطالب به فتح "من كفاح يتلازم مع السعي للحل السلمي والمطالبة بدولة فلسطينية(ترفضها بعض الدول العربية والإسلامية) وتطبيق خارطة الطريق بينما تفضل إسرائيل حكومة فلسطينية تدعو لهدنة طويلة الأمد من دون أي مطالب سياسية ومن دون الدعوة للمفاوضات ومن دون اشتراط قيام دولة فلسطينية فتكون حكومة تبقي لإسرائيل على دور الضحية من خلال مناداتها بإبادة إسرائيل وتنكرها لهدف قيام دولة فلسطينية في حدود 1967!".

وختم البيان بمناشدة المعارضة الفلسطينية على مختلف أطيافها أن تقف في صف حرية التعبير وأن لا تخشى في مراقبة الحكومة لومة لائم وأن تحافظ على الموضوعية في نقدها للحكومة التي تري في النقد الديمقراطي تحريضا وفي المعارضة خيانة".

وتمنى نزال على الحكومة أن تجعل من الإحتياجات اليومية للفرد الفلسطيني والأسرة ومتطلبات تطويرها وحمايتها منطلقا لإعادة النظر في سياساتها وبرامجها بدل أن تتخذ من الطلاسم الجامدة والشعارات الحركية الرومانسية عوائق في مسيرة الحياة كما يرتجيها أرباب الأسر الذين لم يحسبوا حساب الحصار عندما صوتوا لحماس أو لغيرها من ضحايا الحصار المظلومين".