الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أطفال قطاع غزة يلجأون الى الاختراعات البسيطة لتوفير الطاقة والاضاءة في بيوتهم

نشر بتاريخ: 09/10/2006 ( آخر تحديث: 09/10/2006 الساعة: 10:26 )
غزة- معا- ينتظر أطفال قطاع غزة موسم الشتاء القادم بفارغ صبر, متمنين أن يتمكن التجار من إدخال عدد كبير من الشموع عبر المعابر الإسرائيلية المتحكمة بالوقود والغذاء والدواء.

وقبل ان يدخل الموسم البارد أيامه الأولى والتي بدأ الطرق لها بالتلاعب بأمواج البحر القريب، يستغل الأطفال مواهبهم المتعددة في كيفية صنع شموع بديلة وابتكارات يدوية تضمن لهم براءة الاختراع, وتشعرهم بقليل من الفخر في ظل ارتفاع أسعار بعض الشمع التي قام بعض التجار باحتكارها ورفع أثمانها نظراً لقلة العرض عليها في ظل إغلاق المعابر، وزيادة الطلب في ظل ضرب محطة توليد الطاقة "الكهرباء" الوحيدة في قطاع غزة, واضطرار الأسر الغزية للتسحر والإفطار وتعليم الأطفال وأداء الواجب المنزلي تحت أضواء الشموع.

ابتكارات طفولية..
بعض أطفال منطقة الكرامة شمالي مدينة غزة أقدموا على اختراع صغير يديم فترة بقاء إنارة الشمعة رغم محدودية الإضاءة، فيقول الطفل بلال إنشاصي ( 13 عاما):" اختراعي يقوم على وضع كمية من زيت القلي في طبق صغير مجوف، وربط فتيلة قصيرة من خيوط الحياكة بقطعة فلين التي يتم لفّها بقليل من ورق السلفان وملء الطبق بقليل من الماء حيث يطفو الزيت على السطح ووضع قطعة الفلين على سطح الزيت وممن ثم إشعال الفتيل الذي يظل مشتعلاً طوال الليل".

ويحرص إنشاصي مع عدد من أطفال المنطقة على الاستفادة بشكل شبه يومي من مخلفات الألعاب والبطاريات التي يتم نفادها, وابتكار آليات جديدة للموسيقى والإضاءة وغيرها من الصناعات البسيطة لملء أوقات الفراغ لديهم.

صلاة تراويح تحت الشموع..
وفي غزة كأول ظاهرة في العالم الإسلامي يضطر المصلون إلى تأدية الصلاة في القرن الحادي والعشرين دون كهرباء ودون أضواء، فيما تزودت بعض المساجد ببعض مولدات الكهرباء الصغيرة التي تزودها وزارة الأوقاف أو المصلين بالسولار وبعضها يضطر إلى إغلاق الأبواب والانتقال إلى مساجد أوسع تتوفر فيها الإنارة في ظل تزاحم المصلين واشتداد الحر في بعض الليالي.

تخوفات قبل موسم الشتاء..
وتشعر ربات المنازل في قطاع غزة بتخوف في ظل قرب حلول موسم الشتاء نظراً للانقطاع الدائم والمستمر للتيار الكهربائي وحاجة المنازل للتدفئة التي يعتمد فيها على الكهرباء.

فيما تزداد القصة صعوبة عندما يتبادر إلى آذان الأمهات أنباء حول قطع إمداد القطاع بالوقود والغاز بين الفينة والأخرى وتخوفات النساء من الاضطرار للعودة للطرق البدائية للطبخ وإعداد الخبز والتحضير لوجبات الإفطار.