السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

دحلان في حديث خاص لـ معا :القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير, وحماس فشلت في كل شيء وتتحمل مسؤولية الوضع الراهن

نشر بتاريخ: 11/10/2006 ( آخر تحديث: 11/10/2006 الساعة: 17:20 )
خان يونس-خاص معا- أكد محمد دحلان عضو المجلس التشريعي وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير وحرج ، قد يؤثر على مستقبل الشعب الفلسطيني في كافة المجالات ، نتيجة لتشدد حماس في مواقفها الحزبية مما يعيق سرعة فك الحصار والعزلة التي فرضت من دول العالم على الشعب الفلسطيني ، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني هو الذي سوف يدفع الثمن باهظا من مستقبله.

وبين دحلان، في حديث خاص لوكالة " معا " أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة فراغ قيادي وعدم رؤية وانسجام في العمل السياسي، على الرغم من وجود مؤسسة رئاسة وحكومة، مما يهدد المستقبل الوطني بأكمله "لأنه لا يعقل أن نعمل وفق أجندات فئوية وحزبية ضيقة".

ودعا دحلان, حكومة حماس إلى تقديم إجابات واضحة للشعب الفلسطيني، حول البرنامج الذي وعدوا فيه الناخب، ومعالجة قضية الرواتب، وحماية المقاومة، وتحسين الأداء الصحي والتعليمي، وتحسين الاقتصاد المتدهور، مشيراً إلى أن الشعارات العريضة لا تلبي احتياجات وطموحات الشعب، وأن الخطب في يوم الجمعة لا يمكن لها أن تصرف رواتب الموظفين !!

وطالب دحلان الرئيس محمود عباس باتخاذ الإجراءات التي تتلاءم مع الشعب الفلسطيني، وتضمن له سبل العيش الكريم ،وإعادة القضية الفلسطينية على وضعها الطبيعي والاهتمام الدولي والعربي ، بعد فشل الجهود التي بذلها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في التوصل لصيغة اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، من شانها رغم الحصار عن الشعب الفلسطيني .

وحمل دحلان الرئيس عباس ، والحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ،مشيرا إلى أن الرئيس هو رئيس منتخب من الشعب الفلسطيني، وعليه ان يقوده نحو مستقبل أفضل ، وعليه اتخاذ قرارات تتماشى مع مصالح المواطنين، ورفع الحصار والإغلاق عنهم بأي طريقة كانت لأنهم انتخبوه وراوا فيه الحل للخروج من الأزمات التي مروا بها ، وبناءاً على ذلك يتوجب عليه اتخاذ قراراته وفق ذلك ".

..........................................
رفض المبادرة القطرية
وحمل دحلان،حركة حماس مسؤولية افشال المبادرة القطرية, مؤكدا ان حماس غير معنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية على الرغم من العلاقات الوطيدة التي تربطها بحكومة قطر ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وبين دحلان ، أن المبادرة تضمنت 6 نقاط واضحة ومحددة ، ومن شان الجميع التفاهم على بنودها ، ولكن ؛ عندما ذهب وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الى دمشق تقيدت المبادرة وجاء إلى غزة فتقلصت المبادرة وانكمشت إلى أن اختفت ،لان حماس غير معنية في الوقت الحالي بتشكيل حكومة وحدة وطنية لان لها أجندتها الخاصة وهي تعيش أزمة حكم .

واوضح أن الشعب الفلسطيني عندما انتخب حماس أراد منها أن تقدم له ما عجزت عن تقديمه الحكومات السابقة ؛ ولكنها جرتنا إلى وضع لم يكن يتخيله احد من إحباط وضغط نفسي وعمليات قتل واغتيالات ميدانية وانفلات امني مذهل ورهيب واتهامات باطلة وتوتير الشارع الفلسطيني! وما وعدت به الشعب الفلسطيني أثناء الحملة الانتخابية تبخر".

........................................
مقترحات الخروج من الأزمة .

واوضح دحلان, بأنه إذا أردنا أن نخرج بحل من الأزمة التي تعصف بالشعب الفلسطيني، يتوجب أولا على حماس الخروج من إطار العقدة ! بأنه إذا تم تشكيل حكومة جديدة يقال إننا فشلنا ؟.

واضاف " أنا أقولها بصراحة أنهم فشلوا منذ أول يوم شكلوا الحكومة لوحدهم ، دون وجود برنامج سياسي مقبول ، ودونما مراعاة للمتغيرات الدولية ، وهنا علينا أن نتجرد من حزبيتنا ومن حساباتنا الشخصية خاصة في مثل هذه اللحظات التاريخية والخطرة، ونفكر بشكل عميق ما هي خياراتنا المستقبلية للمرحلة القادمة, هل يبقى الوضع الراهن يعيش أزمة وشلل وتدمير؟، ام نذهب نحو حكومة وحدة على أساس برنامج حماس ، أو أن نذهب نحو برنامج يكون مقبول دوليا وعربيا ( باستثناء اعتراف بإسرائيل ) لنستطيع أن نتحرك لفك الحصار والعزلة التي فرضت علينا؟ ام هل نتجه نحو حكومة من الكفاءات ؟

وأشار إلى انه من الممكن والمفيد تشكيل قيادة إنقاذ وطني من قيادة المنظمة والأمناء العامون للفصائل ،ومن شخصيات فلسطينية مشهود لها، تقوم بوضع السياسيات والاستراتجيات لإدارة أمور الشعب بالكامل ، مع ضرورة إصلاح المنظمة ، او أن نذهب الى تشكيل حكومة فلسطينية من شخصيات مستقلة ، تكون مهمتها تأمين مقومات الحياة لشعبنا ؟.
...............................................
رفض الانتخابات المبكرة

واعرب القيادي الفتحاوي البارز عن رفضه التام لفكرة أجراء انتخابات مبكرة, قائلا" ، ابو مازن لديه صلاحيات قبل الانتخابات يستطيع أن يعمل حكومة طوارئ ، أو تكنوقراط ، أو إقالة الحكومة, ولكن ان نذهب بالشعب الى انتخابات جديدة فهذا خطوة غير قانونية ، وغير أخلاقية ، وغير دستورية والدستور لا يخول أبو مازن باجراء انتخابات مبكرة ".

وأضاف " حل الأزمة الراهنة بيد أبو مازن ومصير شعبنا ملقى على طاولة أبو مازن وحكومة حركة حماس والتي تتحمل كل ذلك ".

..........................................
العلاقات الخارجية والعزلة

وأشار دحلان إلى أن علاقة الشعب الفلسطيني مع الدول العربية لم تتأثر لان تلك الدول تريد مساعدته بكل الوسائل ،" ولكن اذا استمر الحديث للعرب من قبل حكومتنا ، أن مبادرتكم غير مقبولة وطنيا ، بمعنى أنها مبادرة خيانة ، ثم تأتي بعد ذلك وتقول لهم نريد مساعدتكم هذا الكلام غير لائق وغير مقبول ، ولا يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ولا يساعد على الإطلاق في رفع الحصار" .

وقال " أن الشعب الفلسطيني يعيش عزلة حقيقة،وهو في خطر ، ودليل على ذلك في الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية الأمريكية ( كوندليزا رايس ) مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ، لمناقشة الوضع العربي و على وجه الخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، لم يكن الطرف الفلسطيني حاضراً سواء رئاسة أو حكومة أليس هذا كارثة وخطراً سياسيا حقيقياً، خاصة وان هذا الأمر لم يحدث من قبل".

..................................
أحداث الأحد الأسود

وتطرق دحلان في حديثه لوكالة " معا" الى إحداث الأحد الأسود والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين، واصفاً إياها بعدوان مليشيات من حماس على أبناء شعبنا بقصد القتل والإرهاب من خلال تعليمات سابقة بان تقتل وتقمع.

وقال" أن هذا اتضح من خلال كلام وزير الداخلية ورئيس الوزراء الذي أثنى ومدح وهذا شيء عمل مخجل لكل فلسطيني، موضحا أن غالبية القتلى والمصابين هم من ألأطفال والمدنيين ولا يوجد الا عسكري واحد هو من حرس ابو مازن ، فكل ماحدث هو اعتداء من قبل مليشيات قاتلة ضد أبرياء ومدنيين عزل .

وأضاف : مع الأسف لم نجد في حماس شخصية واحدة تشجب هذه الأعمال آو حتى تقول أن وزير الداخلية تسرع واخطأ في إنزال مليشيا القتل إلى الشوارع لقمع شعبنا.
على عكس ماكان يحدث في الحكومات السابقة وفي عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات ".

....................................
تصريحات حماس

واستنكر دحلان تصريحات بعض قادة حماس الذين قاموا بوصف المتظاهرين بأبشع الألفاظ والعبارات الغريبة عن المجتمع الفلسطيني والوطني ، قائلا" باي حق يتهم المتظاهرون بأنهم جواسيس،وعملاء ؟ وهل من المعقول أن يكون لهؤلاء الموظفين الذين يطالبون برواتبهم ،أجندة مرتبطة بإسرائيل وامريكيا ؟.

مشيرا ان حركة حماس على استعداد أن تدمر كل شيء حتى لا يقال أنها فشلت وهذا يظهر بوضوح من خلال تصرفاتها وأفعالها في الأونه الأخيرة .

ودعا حماس الى اخذ الدروس والعبر من هذه الإحداث وان تقلع عن هذه التصرفات والى الأبد وان تكون استفادت من هذه التجربة المؤلمة والمخجلة, مؤكدا أن حركة فتح لن تقف مكتوفة الايدي أمام اغتيال أي من عناصرها والذي ستكون نتائجه غير ايجابية .
..............................
فتح ملفات الفساد

وحول التهديدات الأخيرة للبرلمانيين والوزراء من حركة حماس بفتح ملفات الفساد للحكومات السابقة قال دحلان :" أن حركة حماس لم تقدم حتى الان على اي خطوة ايجابية لمحاربة الفساد رغم وجود كل الملفات تحت يدها وبتصرفها.

واشار دحلان الى ان الحكومات السابقة التي تقول عنها حماس فاسدة !غادرت وتركت كل الملفات حسب القانون وعن قصد !! لأننا لا نخفي شيئ وعلى حماس "أن تشمر عن ساعديها و تتفضل وتحاسب حسب القانون وليس بسرقة الملفات وتسليمها لكتائب القسام ومواقع وصحف الحركة لنشرها بشكل مبتذل ومخالف للقانون موضحا أن هذا أسلوب عصابة وليس حكومة تلتزم بالقانون والنظام".

واوضح ان الرئيس عباس هو الوحيد الذي عمل وما زال يعمل في ملفات الفساد ورفع الغطاء عن كثير من القيادات من حركة فتح من اجل محاسبتها ، وتقديمهم للنائب العام .

وقال دحلان :" أتمنى من الله أن تفتح حركة حماس هذه الملفات ولكن ضمن الأصول وليس بشكل فوضوي غير مسئول لان محاربة الفساد يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني " .

قرارات لأبو مازن خلال أيام

وأكد دحلان أن حركة فتح تحتاج لإعادة هيكلة الإطار التنظيمي من خلال بذل جهود استثنائية من حيث الأفكار والمتابعة وتوقع دحلان خلال الأيام القادمة أن يتخذ أبو مازن قرارات باتجاه إعادة هيكلية حركة فتح وإعطاء فرص للكوادر الميدانيين ليكونوا جزء من صناعة القرار

.............................
الانقلاب
وحول الاتهامات الكثيرة التي توجها له حركة حماس والحكومة الفلسطينية من أنه يقف على رأس مجموعة ، هدفها الانقلاب على الشرعية الفلسطينية ، ومحاولة أظهار الحكومة بأنها غير قادرة على العمل , قال دحلان :" اى انقلاب الذي يتحدثون عنة ، هل يوجد حكومة لكي ننقلب عليها وهل توجد امتيازات من شأنها أن نفكر في الانقلاب، هذا الحديث بلغة الانقلاب والتمرد عيب ولا يجوز التلفظ فيه, كما أن حديث دخيل على القاموس السياسي والتنظيمي الفلسطيني ؛ نحن نؤمن بالديمقراطية والتغيير من خلال صناديق الاقتراع، وعلى قيادة حماس وناطقيها أن يتوقفوا عن التصريح بهذا الحديث الذي لا يخدمهم في شيء، والتفكير ملياً كيف يمكن لهم أن يلبوا مطالب الشعب الفلسطيني ؟ وكيف يمكن تحصيل الرواتب ؟ وتحسين الخدمات للمواطنين سواء في الجانب الصحى والتعليمي ؟
التهديدات
.................................
عمليات التشهير

وأكد دحلان أن عمليات التشهير التي تقوم بها حركة حماس، مدعمة بمواقعها الإعلامية على شبكة الانترنت، والصحف والنشرات التي توزع في المساجد ، والخطب اليومية، لا تؤثر عليه ، ولا يلقى لها بالاً ولا يوجد لها تفكير في عقله مهما كبرت وعظمت ، لأنها تنم عن عقلية حزبية هما الوحيد التشهير في العباد بدون وجه حق وبدون قران ودلائل ، من اجل التغطية على فشلهم !!

وقال دحلان :" على الرغم من وجود قيادات في حماس تمارس هذا الدور في عمليات التشهير والسب والشتم ، الآ انه يوجد العديد من قيادات حماس الطيبين تتشرف بالجلوس معهم ، والحديث معهم ، وعندهم مصالح الشعب المواطن في كل اعتبار ، وهذا ما نطمح ان تكون حماس عليه ".

ورداً على سؤاله إذا كان ما يخشى ردة فعل من مجموعات تقوم باستهدافه نتيجة عمليات التحريض المستمرة ضده في وسائل الإعلام قال دحلان "بنبرة الرجل الواثق والمتمكن ؛ أنا لا أخشى الآ الله عز وجل ولا يخيفني شيء على وجه الأرض ، ولن يخيفني الآ وجه الله الكريم ، على الرغم من وجود بعض العصابات والمجموعات التي قد تتأثر من جراء عمليات التحريض السافر" .