الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حاجز حواره ..هكذا يتلذذ جنود الاحتلال بتعذيب وإذلال المواطنين في موعد الإفطار

نشر بتاريخ: 19/10/2006 ( آخر تحديث: 19/10/2006 الساعة: 08:15 )
نابلس -معا- المرور بحاجز حواره لم يعد كابوسا مزعجا وحسب، أو رحلة عذاب تمتد لساعات، بل محاولة من قبل الجنود لقهر النفس الإنسانية، لم يسبق لأحد أن تجرأ على استخدامه أو الاقتراب منه، لأنه ليس فقط مناف للأعراف والشرائع والقوانين، بل ضد كل ما هو متعارف عليه عبر التاريخ.

هناك تفقد الإحساس والشعور بأنك تحيا وتعيش في عالم من البشر، أو حتى عالم من الحيوانات لأنها في المحصلة لها نظام خاص تعيش فيه، هناك حيث هذا الحاجز تشعر بالآم وأحاسيس غير مفهومة ، خاصة مع موعد الافطار، ففرحة الصائم تنقلب لنوع آخر مع وجود الجنود على الحاجز من كل حدب وصوب، يرمقون المواطنين بعيون فاقدة لانسانيتها، مصوبين بنادقهم نحو المواطنين.

طول الانتظار:

المواطن محمود حسن من قرى المشاريق جنوب نابلس، وصل الحاجز قبل آذان العصر، وبقي ينتظر على الحاجز حتى اقتراب موعد آذان الإفطار، وخالجه احساس بأنه قد يصل منزله ويفطر بين أولاده ، ولكن هيهات له ذلك، حيث أذن المغرب وأفطر الصائمون، وفقد معها فرحة الصائم عند إفطاره ونظر الى جنود الحاجز بعين الغضب والحنق الشديد ، وتمنى لو أنه لم يخرج ذلك اليوم ولم ير هؤلاء الجنود.

وبقي حسن ينتظر في الصف على الدور حتى جاء دوره بعد طول انتظار ، وتصيح مجندة اسرائيلية عليه "كاديما" ، أي تعال للتفتيش ، ويرفع عن بطنه وعن رجليه ويدور حول نفسه ، وتضع يدها على جيوبه ، وهي تستهزيء به وتضحك وتفحص هويته على الكمبيوتر الموجود بقربها ، وبعد ذلك تقول له "روخ"، أي روح على الدار، ليكتشف أنه لا يوجد مركبات فلسطينية تقوم بنقله الى منزله القريب من الحاجز اللعين.

الإفطار على الحاجز:

أما المواطن محمد من حواره فأنه لم يدع جنود الاحتلال يحرمونه فرحة الصائم بشكل كامل، فقام بتوزيع حبات من التفاح الطازج كان قد اشتراها من مدينة نابلس، على المواطنين المتواجدين على الحاجز، وأخبرهم بموعد ألآذان، وعندما سأله مراسلنا عن عدم غضبه وحنقه الشديد كبقية المواطنين، قال بأنه تعود على المرور عبر الحاجز وخبر ممارسات جنوده، وها أنذا أكسب أجر عظيم ومضاعف في اطعام المواطنين على الحاجز.

وقام عدد من المواطنين خاصة من طلبة جامعة النجاح بإشعال سيجارة وأفطروا عليها والغضب الشديد بائن على وجوههم، وجنود الحاجز يرمقونهم بنظرات كلها إجرام وفاقدة للإنسانية، ومتلذذة بتعذيب وذهاب فرحة الافطار.

للصبر حدود:

ولاحظ مراسلنا قيام مجموعة كبيرة من المواطنين خاصة الطلاب بالرجوع الى نابلس، معربين عن عدم قبولهم بذهاب فرحة الصائم وعدم قدرتهم على تحمل جنود القردة والخنازير في موعد الإفطار ، وأصروا على ممارسة الفرحة في سكناتهم وعند زملائهم من الطلاب الآخرين.

ويتعمد جنود الحاجز تفتيش المواطنين بشكل أسرع، خاصة بعد آذان الفطور، ويعم نوع من السكون والهدوء على الحاجز، هدوء ينذر بزوال كل هذا الكم من الاذلال والمهانة للكرامة الإنسانية، ولو بعد حين، أوليس الصبح بقريب.