الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

احمد قريع يجتمع مع المبعوثين الامريكيين لعملية السلام

نشر بتاريخ: 21/07/2005 ( آخر تحديث: 21/07/2005 الساعة: 17:40 )
رام الله- معا- اجتمع أحمد قريع (أبو علاء) في مقرّ رئاسة الوزراء اليوم مع ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أليوت أبرامز نائب رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي بحضور جاكوب واليس القنصل الأمريكي العام في القدس.

وتركّزت المباحثات حول الأوضاع الراهنة والتحضيرات الفلسطينية الجارية للانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزّة وشمال الضفة الغربية بالإضافة إلى الأوضاع الداخلية والأحداث المؤسفة التي وقعت في قطاع غزّة والتي جرى تطويقها على أساس وحدوية السلطة وشرعيتها في ضبط الأوضاع الأمنية مع الحفاظ على التعددية السياسية.

وشدد رئيس الوزراء أن إضعاف السلطة الوطنية بعني إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية وحلم الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة، منوّهاً غلى أن هذا الموقف بالإضافة إلى شرعية السلطة الوطنية في ضبط الأوضاع الأمنية بات واضحاً ومفهوماً من قبل كافة الأطراف.

كما استعرض رئيس الوزراء نتائج الاجتماعات التي عقدها على كافة المستويات في قطاع غزّة ضمن التحضيرات لليوم التالي للانسحاب الإسرائيل من قطاع غزّة، واصفاً إياها بالإيجابية جداً، ومشيراً في هذا الصدد إلى تشكيل لجنة تهدف إلى تفعيل الدور والمشاركة الشعبية في إنجاح الانسحاب الإسرائيلي المزمع معرباً عن ثقته في جملة الاستعدادات الفلسطينية لتولي المسؤولية في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل.

وفي الإطار الأمني أبلغ رئيس الوزراء الوفد الأمريكي بالخطط والبرامج التي تعمل عليها السلطة الوطنية ومن ضمنها تشكيل قوة من خمسة آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية لتدعيم أية مواقع في حال الحاجة إلى ذلك مؤكداً افتتاح مخيمين تدريبيين لهذا الغرض.

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة التدخل الأمريكي لدى الجانب الإسرائيلي بهدف تسهيل مهمة السلطة الوطنية، مندداً بتصعيد العدوان الإسرائيلي ضدّ أبناء شعبنا في كافة المحافظات مما يزيد من معاناة شعبنا ويعرقل جهود السلطة الهادفة إلى إنجاح الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة وشمال الضفة الغربية وضبط الأمور وبسط سيادة القانون.

وأشار (أبوعلاء) إلى ضرورة تزويد السلطة الفلسطينية بالمعلومات والخرائط اللازمة للمناطق التي ستنسحب منها قوات الاحتلال وكذلك ضرورة التنسيق مع الجانب الفلسطيني حول جدول الانسحاب المزمع وآليات تنفيذه حتّى يكون بالإمكان إنجاحه.

كما طالب قريع الوفد الأمريكي بالتدخّل لدى الحكومة الإسرائيلية من أجل تغيير الوضع القانوني لشمال الضفة الغربية بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع ليصبح ضمن نطاق المنطقة (أ) مما سيعطي الأمل للمناطق الأخرى بأن الأمور تسير بالتدريج نحو نهاية الاحتلال الإسرائيلي ومما سيسمح للسلطة الوطنية بتطوير المنطقة وتوفير حياة أفضل لأبناء شعبنا القاطنين فيها على طريق بناء الدولة المستقلّة والسيادية.

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة ربط الضفة الغربية بقطاع غزّة، مشيداً بالجهود التي يبذلها مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السيد جيمس ولفنسن في إطار تنسيق خطة الانسحاب. ونوّه رئيس الوزراء في هذا الإطار إلى مشروع مقترح من السيد ولفنسن يقضي بربط الضفة الغربية مع قطاع غزّة عبر إنشاء طريق خاص يشمل عدة مسارات للسيارات ومسرب للقطار بالإضافة إلى تمديدات البنية التحتية ما بين شقي الوطن، طالباً الدعم الأمريكي في هذا الإطار.

وأشار رئيس الوزراء إلى عدد من القضايا العالقة والتي تحتاج إلى تنسيق مباشر مع الجانب الإسرائيلي مثل الحدود والحركة التجارية من وإلى القطاع ومعبر رفح الحدودي بالإضافة إلى الميناء والمطار، منوهاً إلى أن خطط الميناء جاهزة للتنفيذ بتكلفة تتجاوز التسعين مليون دولار، مطالباً بالتدخل لدى الجانب الإسرائيلي من أجل البدء بإعادة بناء وترميم المطار.

كما أشار رئيس الوزراء إلى جملة القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء والهادفة إلى البدء بتطوير المعابر الحدودية التي تقع على الخط الأخضر في الضفة الغربية من الجانب الفلسطيني مثل معبر جنين ورفح وبيت حانون وترقوميا.

وحول الأملاك والبيوت الخضراء في المستوطنات الإسرائيلية شدد رئيس الوزراء على قرارات مجلس الوزراء بهذا الخصوص والتي تنصّ على استعداد السلطة لإدارة هذه المشاريع والأملاك في حال قرر الجانب الإسرائيلي تركها دون هدمها، مشيراً إلى قبول الجانب الفلسطيني لوجود طرف ثالث لإدارتها خلال فترة انتقالية تبدأ منذ اليوم التالي للانسحاب الإسرائيلي وحتّى استكمال القدرة الفلسطينية على تولي المسؤولية عنها، على أن تحال إدارتها بما يشمل الإنتاج والتسويق والتصدير إلى صندوق الاستثمار الفلسطيني. وأشار أبو علاء إلى أن مجلس الوزراء أقر اعتبار هذه المناطق كمناطق زراعية مؤهلّة في حال بقيت على حالها وأعرب رئيس الوزراء في هذا الإطار عن رفض مجلس الوزراء أي شكل من أشكال التعويض للمستوطنين وغيرهم عن هذه الممتلكات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

من جانبه شدد الوفد الأمريكي على موقف واشنطن حول ضرورة إنجاح الانسحاب الإسرائيلي المزمع بطريقة سلمية وهادئة ومنظمة وعلى توفير الدعم المالي اللازم للسلطة الوطنية من أجل النهوض بالأوضاع الاقتصادية بعد الانسحاب والبدء بعملية إعادة البناء، معرباً عن استعداد الإدارة الأمريكية المساعدة في كافة القضايا التي طرحت وخاصة تلك المتعلقة بالحدود والمعابر والربط ما بين الضفة الغربية وقطاع غزّة.

كما أعرب الوفد الأمريكي عن تقدير الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لموقف السلطة الوطنية إزاء الأحداث التي جرت في قطاع غزّة مشدداً على الإجماع الدولي حول وحدانية السلطة الوطنية.