الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

شكوى من عمليات احتيال قامت بها شركات العمرة على المعتمرين بغزة

نشر بتاريخ: 18/09/2011 ( آخر تحديث: 18/09/2011 الساعة: 20:59 )
غزة- تقرير خاص معا - "معالي وزير الأوقاف إننا على ثقة عالية وعلى يقين راسخ أن هذه المهاترات والانتهاكات التي فتت قلوبنا وانتهشت جوارحنا ومشاعرنا في تلك البلاد الطاهرة وفي هذا الموسم الروحاني لن تمر مرور الكرام عليك".

هكذا ذيّل معتمرون غزيون أنهوا مشاعرهم الإيمانية في الأراضي المقدسة رسالتهم لوزير الأوقاف بقطاع غزة د. صالح الرقب مناشدين إياه بالوقوف بشكل حازم أمام بعض شركات الحج والعمرة التي اتهموها باتباع سبل النصب والاحتيال عليهم وسلبهم أموالهم وإساءة تقديم الخدمات الروحانية لهم في شهر رمضان المبارك لا سيما العشر الأواخر منه.

الوزير ومن معه بالوزارة لم ينتظروا كثيرا وبادروا بشكل عاجل لمعالجة بعض المشكلات التي وصلتهم مؤكدين أن العقوبة ستكون مادية ومعنوية وستضطرهم لوقف بعض المكاتب عن العمل بقدر ما ارتكبت من أخطاء بحق المعتمرين.

وبالعودة إلى المشكلات فقد اشتكى مواطنون لوكالة "معا" من سوء الخدمات التي قدمتها بعض شركات ومكاتب الحج والعمرة لهم في موسم العمرة برمضان، منوهين أن الوقوف ضد هذه الممارسات سيعفي الحجاج في موسم الحج القادم من تكرارها ومن تكبد خسائر لا يعلمها إلا الله.

"معا" من جانبها تقصت شكاوي المواطنين ورد الوزارة على هذه الشكاوي التي تراوح بين الاختلاس المالي وسوء تنظيم البرنامج للمعتمر وعدم دقة المواعيد والذي بدوره كلف الكثير من المعتمرين إجازات طويلة من أعمالهم لم يعودوا لها بالوقت المحدد.

يقول المهندس محمود القطاطي من مدينة غزة أنه فوجئ بكم من النصب والاحتيال في الشركة التي سجل عبرها للعمرة بدأت مشكلاته مع موعد السفر الذي لم يبلغ به حتى أنه ذهب لمعبر رفح مجازفة منه ولولا ذهابه في ذلك اليوم بساعة مبكرة لكان خسر كل أمواله التي دفعها له ولزوجته ولابنته.

ويضيف القطاطي أنه دفع لإحدى الشركات بغزة التي أكدت له ولكافة المسجلين لديها أنه سترسل لهم رسالة قصيرة بموعد السفر ولكن هذه الرسالة لم تصل ولم ينبأ أحد بموعد السفر فما كان من القطاطي إلا التوجه للمكان الذي كان مقرراً في يوم السفر وهناك لم يجد أحدا فجازف وذهب بسيارته إلى معبر رفح ففوجئ بالشركة وقد أخذت بعض المعتمرين وبدأت بإجراءات سفرهم.

أما المشكلة الثانية التي واجهها المعتمرون بغزة حسب حديثهم لمعا فقد كانت سفرهم دون علمهم بموعد العودة للقطاع وكما يقول القطاطي وعدد من الصحفيين أنهم لم يعلموا بموعد العودة إلا بعد استلام جوازات السفر فكانت التواريخ بعيدة كثيرا عن موعدهم الذي كان مخصصا لهم.

بعض المعتمرين ذهب بالأيام العشر الأواخر على أن يعود بعد العيد إلا أنه قضى مرغماً في الأراضي الحجازية وقتاً يتجاوز موسم الحج، تراوح بين شهر وشهر ونصف.

المشكلة التي واجهت القطاطي وبعض المسافرين معه من نفس الشركة كانت مطالبتهم بتقديم موعد السفر من 12 سبتمبر / أيلول إلى موعد أقرب من ذلك فما كان من صاحب الشركة ومندوبه إلا أن طلبوا من كل واحد منهم مائة دولار فدفع القطاطي مائتين عنه وعن زوجته باستثناء ابنته التي قال له صاحب الشركة أنها لن تتمكن من أداء العمرة لعدم وجود متسع لها دون أن يعيد المبلغ الذي دفعته للحجز وهو 740 دينارا أردنيا.

بالعودة إلى أرض الوطن لم يقم صاحب الشركة بإعادة الأموال للمعتمرين وتلقت الوزارة بغزة على إثر ذلك عدد من الشكاوى بدأها المعتمر المهندس القطاطي فكان الصلح وديا وتم إعادة مبلغ الحجز لابنته ومبلغ 140 دولار باقي تقديم موعد العودة أي أن تقديم الموعد على حجوزات شركات الطيران لم تكن تكلفتها سوى 60 دولار فلماذا لم يقم صاحب الشركة وأمثاله بإعادة باقي المبلغ للمعتمرين.

ويقول معتمر آخر أن بعض الشركات لا سيما الشركة التي سجلت له للعمرة كانت خدماتها سيئة للغاية من حجز مكان السكن حيث أنه نام في غرفة تعداد أسرتها 12 سريراً وكان ظنه أنه سيكون برفقة عائلته أو على أبعد تقدير برفقة عدد قليل من المعتمرين، واصفين المسكن الذي باتوا فيه بأنه " كحظائر الحيوانات".

واشتكى المعتمرون من بعد المسافة سواء في مكة أو المدينة وبأخذهم في ساعات متأخرة من الليل لأداء مشاعر العمرة والصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي بعد فراغ المعتمرين من أداء صلاتي العشاء والتراويح وفوجئوا في معظم الأيام بغلق أبواب المزارات المقدسة.

وكيل وزارة الأوقاف د. حسن الصيفي أكد على ضرورة أن يتمتع أصحاب الشركات بالمسئولية تجاه المواطنين وتقديم كافة الخدمات لهم خلال رحلات العمرة وترك أثر طيب في نفوس المعتمرين مشددا على أن الوزارة لن تتهاون في أي تقصير تمارسه أي شركة بحق المعتمرين.

أما رئيس دائرة الحج والعمرة بغزة الحاج سالم عبد العال فقد أكد لـ " معا" على أن الوزير قرر فوراً تلقي شكاوي المعتمرين وشكل لجنة لتدارس هذه الشكاوي كما خصص موقع الوزارة لتلقي هذه الشكاوي.

وتابع عبد العال:" تلقينا بعض الشكاوي وجاري التحقيق بها ولدينا مندوبون في الأراضي السعودية يرفدون الوزارة بتقارير عما جرى هناك ونحن نتعامل معها بكل جدية وسنعاقب ونحمل المسئولية لكل من يتخطى ويتجاوز حدوده أو يختلس أموالا من المعتمرين".

وأكد أن دور الوزارة في بداية الموسم يكون إشرافياً ولكنه حين يتلقى الشكاوى سيتحول ليكون فعالاً مشيراً إلى أن العقوبة ستكون على شقين الأول مادي حيث سيجبر صاحب الشركة على إعادة الأموال التي اختلسها والآخر معنوي متدرج من لفت نظر إلى إيقاف مؤقت عن العمل أو منع نهائي عن العمل بالسنوات القادمة.

وعن مبالغ تقديم الحجز على خطوط الطيران للعودة قال أن المبلغ يتراوح بين 127-300 ريال وليس أكثر.

وتعمل في قطاع غزة 73 شركة ومكتب حج وعمرة مرخصة فيما يتمتع بعقود العمل بالأراضي السعودية والقطاع ست شركات كبرى.

بعض الشركات الصغيرة التي ليس لها عقد تقوم بمنح مسجليها إلى الشركات الكبرى وهنا ترتكب بعض التجاوزات المادية والمعنوية، التي لم تعفي الشركة الكبرى على قول الحاج عبد العال.

ويتفاوت هامش الربح من شركة لأخرى حسب الخدمات التي تقدمها للمعتمرين والسكن والمدة التي يريد المعتمر أن يقضيها هناك.