الشتاء الأخير للدواجن الفلسطينية في الضفة الغربية!
نشر بتاريخ: 03/10/2011 ( آخر تحديث: 04/10/2011 الساعة: 10:23 )
الخليل - تقرير معا - من المتوقع أن يشهد الشتاء القادم تناقص أعداد كبيرة من مزارع الدجاج وتغلق شركات تربية الدواجن أبوابها، وتصاب مفرخات الدواجن بعقم شديد، أمام ازدياد عمليات تهريب الدجاج من إسرائيل للضفة الغربية.
وعرف أن الشعب الفلسطيني، كان في السابق يستهلك لحوم الضأن، أكثر من لحوم العجول والدواجن لكن الظروف التي طرأت عليه حدت به إلى استهلاك الدواجن لسعرها المناسب وتوفرها باستمرار.
وقال نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل عبد الحليم شاور التميمي لمراسلنا بالخليل، انه وأمام عمليات تهريب الدواجن من إسرائيل لسوق الضفة الغربية، شبح البطالة والفقر، يتهدد نحو 25 ألف مواطن يعملون في قطاع الدواجن، والتهريب لا يقتصر على الدجاج اللاحم والذي نشكك في سلامته، ويباع للتاجر بسعر 5 شيكل للكيلو الواحد، فهناك عمليات تهريب منظمة للصوص عمر يوم واحد، حيث يباع هذه الصوص للمزارع بسعر شيكل واحد في حين تبلغ تكلفة إنتاج الصوص في المفرخات الفلسطينية 2.5 شيكل.
وأضاف التميمي ان هناك تخطيط ممنهج لضرب قطاع الدواجن الفلسطيني، فمنذ قدوم السلطة الفلسطينية ونحن –الشركات الفلسطينية العاملة في قطاع الدواجن- نعاني من عمليات التهريب التي لم تتمكن الحكومة الفلسطينية من الحد منها والقضاء عليها، كما قال، بسبب عدم سيطرتها على المعابر والحدود مع إسرائيل، وهناك محاولات للسيطرة على التهريب لكنها غير مجدية وفعالة.
واضاف نائب الغرفة التجارية ان السوق الفلسطيني مكب للدواجن والصيصان والبيض الزائد عن حاجة إسرائيل، وعوضاً عن إعدام الدجاج والبيض غير الصالح للاستهلاك الإسرائيلي، فيقوم بعض التجار ضعاف النفوس بشراء الدجاج اللاحم والصوص بأثمان بخسه وبيعه للمستهلك الفلسطيني دون رقابة.
وزير الزراعة إسماعيل دعيق –متوقف عن عمله حالياً- قال في تصريحات صحفية سابقة إن عملية تهريب الدواجن من إسرائيل ما زالت عالية، ونقدر الدواجن المهربة بأنها تغطي 20-30% من حجم الاستهلاك في السوق الفلسطينية، وهي بجودة منخفضة وأحيانا مريضة، الأمر الذي يحد من قدرة المزارعين الفلسطينيين على المنافسة.
وقدّر المدير العام لشركة دواجن فلسطين، عبد الحكيم فقهه، الخسائر التي تلحق بالشركة، بنحو 300 ألف دينار شهريا، موضحاً ان الخسارة الشهرية للفراخة التي تمتلكها الشركة تبلغ بـ200 ألف دينار أردني، أما عن خسائر المسلخ فتبلغ 100 ألف دينار أردني.
واضاف فقهه لدينا قرابة 250 موظف يعملون في الشركة وما يزيد عن 500 مزارع ونحو 50 سائق ومئات آخرون يستفيدون بشكل مباشر وغير مباشر من خدمات ومنتجات الشركة يعيشون على "كف عفريت".
في حين قدر التميمي الخسائر التي تلحق بشركته، بنحو 350 ألف شيكل، وانخفض إنتاج الشركة من 75% الى 25%، مضيفاً الشركة في طريقها للإغلاق.
جميل مخامرة مدير دائرة البيطرية في وزارة الزراعة قال في حديث لإذاعة المرح المحلية في الخليل إن هناك الكثير من الفلسطينيين لديهم ارتباطات مع الإسرائيليين في عملية تهريب الدجاج من إسرائيل إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفاً، بأن وزارة الزراعة ليس لديها القدرة على عمل جهاز رقابي لمراقبة عملية التهريب لان معظم عمليات التهريب تتم في المناطق غير الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال المخامرة :" انأ متأكد بأن التاجر الفلسطيني لا يربح في تجارة الدواجن لأنه لو كان يربح لما لجأ بعض التجار إلى تهريب الدواجن من إسرائيل".
وتشير أفضل التقديرات أن معدل استهلاك الفرد في الضفة الغربية من الدجاج هي 16 دجاجة لكل فرد سنويا، وفي قطاع غزة 12 دجاجة لكل فرد سنوياً، وعليه يكون استهلاك الضفة الغربية من الدجاج اللاحم سنوياً ما بين 36-40 مليون دجاجة، واستهلاك قطاع غزة 19 مليون دجاجة سنوياً.
إذا أخذ متوسط نسبة الوفيات في مزارع اللاحم بنسبة 10% سيكون هناك حاجة لإنتاج 40-44 مليون صوص لاحم سنوياً في الضفة الغربية و21 مليون صوص في قطاع غزة.
ويوجد في الضفة الغربية 17 فراخة تبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المفرخات 96 مليون بيضة تفريخ سنوياً، إلا أن الطاقة المستغلة للإنتاج سنوياً في هذه المفرخات، تتراوح ما بين 52-57%، وبالعودة الى إحصائية قطاع الدواجن الفلسطيني، فإننا نجد أن الطاقة الإنتاجية لمزارع أمهات الدجاج اللاحم في الضفة الغربية خلال العام 2011 من المتوقع أن تكون نحو 52 مليون دجاجة، وهذا يعني وجود فائض بنحو 10 مليون دجاجة سنوياً.
أمام هذا كله من المتوقع أن تتجه شركات الدواجن الفلسطينية الى إغلاق مفرخاتها وربما مسالخها، وتتحول لمسوق للدجاج والبيض الإسرائيلي، بدلاً من أن تقوم بعملية الإنتاج والتي ترافقها عمليات استيعاب الأيدي العاملة والحد من الفقر.