الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في اول مقابلة تلفزيونية بعد تركه لرئاسة الوزراء - قريع :ليس المهم شكل الحكومة بل احترام قواعد تداول السلطة

نشر بتاريخ: 03/11/2006 ( آخر تحديث: 03/11/2006 الساعة: 14:22 )
ابو ديس - معا - في اول مقابلة تلفزيونية حصرية على شبكة معا التلفزيونية بعد تركه لرئاسة الحكومة اجرت شبكة معا التلفزيونية لقاء مع السيد احمد قريع رئيس الحكومة السابقة ستبثه قريبا على شاشاتها مقابلة خاصة عقب خلالها على الجهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

فقال : اعتقد ان هناك جهود تبذل تستند الى كل الجهود المبذولة سابقاً سواء في الاطار الفلسطيني او الاطار العربي او حتى من جهات دولية ، لكنها الان مقتصرة على الاطار الفلسطيني ولا اريد ان اعطي جرعة كبيرة من الامل تنتكس او جرعة من التشاؤم لتزيد الاحباط احباطا اكبر ، لكن هناك جهود جدية صادقة تجري مباشرة بين حركتي فتح و حماس وبقية الفصائل الفلسطينية الاخرى لمحاولة الوصول لحكومة تحترم كل شيء وتكون قادرة على فك الحصار عن شعبنا الفلسطيني ، وربما تكون الايام القادمة هي التي تحدد مدى نجاح هذه الجهود .

وفي اللقاء الذي اجراه الصحافي محمد عبد النبي اللحام اضاف قريع : القضية الاساسية ان تكون حكومة فلسطينية تحترم قانون وقاعدة اولويات تداول السلطة ، لوجود التزامات وتعهدات لدى السلطة يجب ان تحترم ، وانا لا اتحدث عن شكل الحكومة ، ولكن ان ارادت هذه الحكومة ان تستمر فيجب عليها الالتزام بالتعهدات في اطار تداول السلطة , واستطيع القول بان الحكومة ليست لحزب او فصيل واحد وهي حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية وبالتالي الحكومة التي تقر بذلك وتعمل وفق هذا الاطار هي الحكومة المطلوبة في هذه المرحلة والتي اسأل الله ان تكون حكومة وحدة وطنية تلقى الدعم من الجميع ، لا تلقى الدعم من جهة وتحاربها جهة اخرى ، نريد حكومة يلتقي حولها الجميع ويدعمها الجميع ، لكن ما يزال هناك بعض المشاكل حولها ، وبنظري اعتقد وبوعي ومسؤولية من الجميع نستطيع ان نتغلب على كافة الصعوبات .

س : لماذا تصر فتح على تقديم المبادرة العربية ضمن برنامج الحكومة القادم رغم رفض اسرائيل لتلك المبادرة وتحفظ الولايات المتحدة عليها ، فما الحكمة وانت خبير في العلاقات الدولية من الاصرار على هذه المبادرة ؟

ج : الحكومات الفلسطينية السابقة ومنظمة التحرير هي جزء من مبادرة السلام العربية اعترفت بها وتعاملت بها ، لا تستطيع اية حكومة ان تأتي بمواقف جديدة لتبدأ التاريخ من جديد ، فاية حكومة هي التي يجب ان تعترف بالشرعية العربية التي نحن جزء منها والشرعية الدولية التي بذل فيها الجهد والنضال حتى اصبحنا على سلم اولوياتها والشرعية الفلسطينية التي تتمثل في التزامات منظمة التحرير والحكومات السابقة وبالتالي حينما نقول ذلك ، لاننا نريد حكومة تكون قادرة ومؤهلة لتكون قادرة على فك الحصار عن شعبنا ويتعامل معها المجتمع الدولي كله .

س : قرار الامم المتحدة 194 الذي يضمن حق العودة للشعب الفلسطيني مرفوض اسرائيلياً ومع ذلك يتم تضمينها ضمن البرامج المختلفة لمنظمة التحرير الفلسطينية او للحكومات المتعاقبة ؟

ج : قرار 194 هو قرار من قرارات الشرعية الدولية تطالب بها منظمة التحرير الفلسطينية وتطالب بها السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومات المتعاقبة ، والمنظمات والحركات الفلسطينية والفصائل جميعا وبالتالي هو احد القضايا المكونة للحل الدائم والنهائي الذي نأمل بالوصول اليه .

واضاف : نحن مع حماس وجميع القوى والفصائل في الانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية ، المركب الذي يحمل الجميع واذا خرق هذا المركب يغرق . وبانضمام الجميع للمنظمة نكون شركاء حقيقيين نتقاسم القرار ونتشارك في المسؤولية بدل ان تكون صورتنا عند الاخرين سمة التراشق الاعلامي نتهجم على هذا وغير ذلك و اذا توصلنا لاتفاق حول الحكومة فالخطوة التالية هي العمل على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بناء على اتفاق القاهرة ؟

وردا على سؤال حول الاموال والخزينة والازمات المالية قال : لا حل جذري لهذه المشكلة الا بحكومة قادرة ومقبولة لتفك الحصار عن الشعب الفلسطيني ، للانفتاح على المجتمع الدولي لكي يتعامل معها ، ما قيل عن اموال جمعتها حماس واموال حجزتها فتح لا اريد الخوض في تفاصيليها لانني لا املك معلومات دقيقة عنها.

س: كيف تنظر الى تحويل رواتب الموظفين من قبل الاتحاد الاوروبي للبنوك مباشرة , الا يعتبر ذلك تجاوزا للحكومة الفلسطينية والسلطة ؟

ج : يعني انا لا اتمنى بان يتم تحويل الرواتب للموظفين لانها تشكل وصاية ، واتمنى بان نجلس بمسؤولية ونتفاهم بسؤولية وتكون هناك حكومة هي التي تتلقى وتدير المال لاحتياجات الموظفين وشعبنا ، بدل التعامل معنا " بالقطّاعي " الان قطاع الصحة لدولة وغدا تأخذ دولة اخرى قطاع التعليم وتأخذ دولة اخرى قطاع اخر وعندها تصبح الحكومة عبارة عن شيء هلامي لا يوجد لديها اية مسؤولية جدية ، حتى تصبح تطبق وتنفذ تعليمات خارجية سواء اردنا ذلك ام لم نرد ، انا اريد ان تكون هناك سلطة وحكومة منفتحة على العالم ويتعامل معها العالم لتدير شؤون شعبنا ومؤسساتنا .

س : كان لك زيارة لسوريا قابلت فيها الرئيس بشار الاسد مع بعض ممثلي لفصائل الفلسطينية في دمشق ، باعتقادك ماذا تريد سوريا من ورقة حماس خاصة والورقة الفلسطينية عامة ؟

ج : هذه ليست الزيارة الاولى لسوريا ، وليست المرة الاولى التي التقي فيها بالرئيس الاسد فكان لي العديد من الزيارات لسوريا .
سوريا وكما ذكر لي الرئيس بشار الاسد وذكر لي الاخ فاروق الشرع - وكنا في حينها قد توصلنا الى اتفاق ثنائي بين فتح وحماس على المحددات للبرنامج السياسي -قال كلاهما : ما دمتم قد توصلتم الى اتفاق وآلية تنفيذه هي حكومة وحدة وطنية فلكم منا كل الدعم ، وسوريا بلا شك لاعب رئيسي في المنطقة ،ولا اقول بانها تلعب في الورقة الفلسطينية لكن لها كغيرها رغبات وسياسات معروفة .

س: فيما يتعلق بالحراك التنظيمي داخل حركة فتح ، الرئيس ابو مازن يسعى للخروج من الاجتماعات القادمة المركزية والمجلس الثوري المقررة في 11/11/ 2006 ، اكثر قوة ومسلح بقرارات حازمة مثل الذهاب لاستفتاء ، فهل فتح جاهزة لانتخابات مبكرة وهي صاحبة الاداء الذي اوصلها لفشل ذريع في انتخابات المجلس التشريعي السابقة ؟

ج : اية خيارات مطروحة في حال فشل تشكيل حكومة من قيادات وكفاءات ابناء شعبنا اي خيار غير ذلك يلقى الدعم من فتح ، لكن نامل الوصول الى اتفاق وتوافق على تشكيل حكومة تحظى بدعم من المجتمع الدولي وتحظى بدعم من جميع القوى والفصائل الوطنية ، لانها اذا لم تتلق الدعم الداخلي ستواجه مشكلة واذا لم تأخذ دعما خارجيا ستواجه مشكلة ، وبالتالي اذا نجحنا في ذلك فخيارنا سليم واذا لم ننجح في ذلك فستكون خياراتنا صعبة ولكن عندها لا بد من الخيار .

س : هناك اتهام بتحنط تنظيمي داخل حركة فتح فآخر مؤتمر حركي عقد قبل 17 سنة وهذا ادى الى وجود الكثير من السلبيات ، فهل لدى فتح النية لاجراء حراك مثل عقد المؤتمر الحركي الذي حدد له اكثر من موعد ولم يعقد ؟

ج : هناك جدية اكثر من اي وقت مضى وهناك حاجة لعقد المؤتمر الحركي ، ليس بحسب رغبة فلان او فلان ، بل ان عقد المؤتمر الحركي هو استحقاق منذ مدة طويلة ويجب تنفيذه واتخذت اللجنة المركزية حينما اجتمعت في عمان وحددت موعد للانتهاء آليات عقد المؤتمر ومن ثم تجتمع اللجنة المركزية لتحدد مكان عقد المؤتمر وتاريخه .
هذه قضية لم يعد بالامكان تجاهلها او تأجيلها ، لانها تعطي الشرعية للقيادة الجديدة من الموجودين او من يضاف اليهم ،لانها الصيغة الوحيدة التي تعطي الشرعية لتستطيع التحليق في هذه المرحلة الصعبة ، وهذه القضية يعمل عليها الان بجدية من كافة الاطر الحركية والمجلس الثوري القادم سيناقش هذه القضية بكل تفصيلاتها .

س : رافق الاجتماع الاخير للمركزية في عمان العديد من القصص التي قد تسيء لحركة فتح ، ونحن نعهد في الاخ ابو علاء الشفافية في هذا الجانب ، حقيقة الخلاف ما بين السيد الرئيس ابو مازن والسيد فاروق القدومي ما هي ؟

ج : بلا شك وجود خلافات دائمة في الحركة بعضها يمكن حله وبعضها يحتاج الى قرار معمق ، لكن لا يوجد خلاف خطير بينهما ، ونستطيع التغلب عليه في اطرنا الحركية .

س : الرهان على البرنامج الامركي يقال انه رهان خاسر ، فالولايات المتحدة الامريكية والحكومات الاسرائيلية خنقت فتح واهلت حماس للوصول الى سدة الحكم، والان لا يريدان حماس ، فاين الحل في هذا لموضوع ؟
ج : نحن نعيش ازمتين ، ازمة داخلية وازمة سياسية ، الازمة الداخلية نعمل على حلها واذا لم نستطع حلها فالثمن سيدفع من القضية الفلسطينية ، والازمة السياسية تتمثل في قيام اسرائيل بتهويد القدس وعزلها ، وتوسيع المستوطنات باستمرار وبناء جدار الفصل العنصري وتقوم بعمليات اجتياح يومي وقتل واعتقال في ظل الازمة الداخلية التي يجب الانتهاء منها وبسرعة اليوم وقبل غدا وغدا قبل بعد غد حتى نستطيع التغلب على القضية السياسية حتى تصبح قضيتنا انسانية .
اخشى ما اخشاه في ظل التنافس والصراع القائم حاليا وفي ظل التعصب التنظيمي الموجود حاليا ، ان يكون ثمن وسيكون الثمن باهظا هذه المرة من لحم القضية الفلسطينية ومن مستقبل الشعب الفلسطيني . هذه القضية التي يجب ان يجتمع عليها الجميع قادة وفصائل وقيادات من المجتمع المدني ليتم التركيز عليها ، لان اسرائيل ماضية الان في تنفيذ مخطط مشروع الحل الاحادي الجانب ، الذي نرفضه ، لكن اسرائيل تريد فرض الامر الواقع اذا ظللنا منشغلين ، يجب العودة الى القضية الفلسطينية السياسية لتكون البند الاول على جدول اعمالنا ويجب ان نتوحد والاتفاق كفلسطينيين على الخطاب السياسي الذي يكون مفهوما فلسطينيا وعربيا ودوليا حتى نلقى الدعم .

س : هل تتصور حكومة الكفاءات او الخبراء قادرة على اختراق الموقف الاسرائيلي والامريكي وخلق حالة التفاف اوروبية للموقف الفلسطيني ؟ من ترشح ان يكون على رأس هذه الحكومة ؟

ج : لا اعرف وليس من عملي ان اقول من هو مرشح ، لكن يجب ان تكون الحكومة مشكلة من الخبراء والكفاءات الفلسطينية من الوطنيين الفلسطينيين ، من غير الحزبيين مدعومين من الاحزاب حتى تستطيع النجاح ، فتشكيل حكومة من حماس تكون مدعومة من حماس وتشكيل حكومة من فتح تكون مدعومة من فتح محكوم عليها بالفشل مسبقا ، لنأخذ فلسطينيين قادة من المجتمع المدني من الكفاءات والخبرات ونعطيهم دعمنا فبدون ذلك لا يستطيعوا النجاح ، وبيدينا افشال اية حكومة او انجاح اي حكومة .

س : الرواتب مرهونة بالوضع السياسي الفلسطيني ، فهل انت متفائل في الايام القادمة ؟

اجل اذا تشكلت حكومة فلسطينية مدعومة من الجميع بوجوه مقبولة ومدعومة من شعبنا ، وبدأت تحركا جيدا اعتقد بان الامور ستحل ، ونسحب الذرائع من الاخرين .