الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

منهن من قضت نحبها واخريات على اسرة الشفاء: نساء بيت حانون يروين قصة فك الحصار عن المحاصرين في المسجد

نشر بتاريخ: 04/11/2006 ( آخر تحديث: 04/11/2006 الساعة: 15:17 )
غزة- معا- على أسرة "الشفاء" في مستشفى الشفاء، بعضهن ودعت شهيداً زوجاً أو أخاً أو ابناً أو قريباً، بعضهن لبين النداء فقط بدافع النار في القلوب لنجدة المحاصرين من المقاومين في مسجد النصر في بيت حانون.

اثنتان سقطتا شهيدتين أمام عدسات الكاميرا، تبعثرت الدماء وطار الحجاب بعيداً وافترشت الأرض وغطتها السماء، ام فلسطينية بكتها نساء غزة وأخرى التحقت بها متأثرة بالجراح.

امهات بيت حانون لبين نداء الله، سعين مدافعات عن الحرية والرجولة والمروءة العربية، إحداهن صرخت أين العرب، ثانية اقتربت من ضرب جندي إسرائيلي على الوجه وقد بانت على عينيها ملامح الغضب والخوف المتملكين لأعماقها.

سرن بحرية قلّما شعرن بها، أخذن يتراكضن امام دبابات الاحتلال ويضربن بالحجارة ويحاولن تشكيل حاجز بشري لتأمين خروج عشرات المقاومين المحاصرين في أحد مساجد بيت حانون لانقاذ حياتهم أمام قصف إسرائيلي متواصل للمسجد الذي تهاوى بعد ثوان قليلة لخروج المقاومين.

نساء جريئات وصفت احداهن وهي رضا سميح أبو هربيد من سكان بيت حانون بينما هي على سرير الشفاء ما جرى قائلة :" شاركت بالمسيرة النسائية كون زوجي كان محاصراً بالمسجد".

وأضافت:" تبرعت من نفسى وتوجهت للمسيرة انا واقاربى لان هناك زوجى واقاربى محاصرون في محاولة إخراجهم بسلام من هناك وذلك أول امس ولي أمس وهي المرة الأولى التي يحاصر بها المقاومون في المسجد".

وقالت وهي متهللة الوجه :" وبالفعل نجحنا واستطعنا بقدرة الله ان نخرج مجموعة من الشباب المحاصرين وسط اطلاق قنابل للغاز واطلاق رصاص فى الهواء وليس باتجاهنا, ولكن فى اليوم الثانى خرجنا الساعة الخامسة والنصف فجرا باتجاه المسجد ولكن هذه المرة وسط اطلاق كثيف من النيران من قبل قوات الاحتلال لأنهم ادركوا أن خرجونا بهدف فك الحصار عن المقاومين, أنا أصبت وأصيبت اخوات اخريات من اقاربى وبعض النساء قبل ان نصل إلى المسجد".

وتضيف:" بقيت انزف حوالي ساعتين دون وصول اى اسعاف ثم بعد ذلك تم نقلى من قبل الجيران إلى الشارع العام ثم نقلت بالإسعاف إلى المستشفى ، وإصابتي بالقدم اليمنى برصاصة فى الركبة قطعت الشريان".

وحول أساليب النساء في تأمين خروج المقاومين بسلام في المرة الأولى قالت" أن المحاصرين الذين خرجوا ارتدوا زى نسائى وخرجوا على مجموعتين وعلى دفعات وليس مرة اخرى".

ووجهت أبو هربيد رسالة لنساء فلسطين تطالبهن فيها أن يتحلين بالشجاعة والقوة والإيمان، معربة عن خيبتها من صمت العالم العربى المطبق.

أما السيدة مريم علوان من سكان جباليا البلد التي لبت نداءات انطلقت من المساجد فقالت لمعاً:" خرجت من تلقاء نفسى ولم أفكر كثيراً حين سمعت المساجد تنادى بالخروج لانقاذ افراد المقاومة وهناك عرفت ان عددا كبيرا من المقاومين المحاصرين ليس فقط فى المسجد بل كذلك فى الاراضى المحيطة والبساتين ولكنني أصبت قبل وصولى للمسجد بقليل حيث كان بينى وبين الدبابة حولى 3متر وتمت إصابتي بشظايا قذيفة فى الصدر".

وتضيف:" كان هناك حوالى 40 امرأة دخلن المسجد بعد وصولهن إلى المنطقة وسط اطلاق النار عليهن واصابة بعضهن حيث استطاعن اخراج مجموعة من المقاومة المحجوزين الذين ارتدوا زياً نسائياً فيما أقدم الجنود على الصراخ علينا بمكبرات الصوت لنرفع النقاب عن وجوهنا للتأكد منكوننا نساء".

وتضيف: "لست نادمة على خروجى رغم انني أصبت ولكنني أفتخر بذلك, وأتمنى ان ابقي هناك واستشهد".

أما السيدة غنيمة علوان التي حالفها الحظ ولم تصب في أرض المعركة فقالت :" أنا من سكان جباليا خرجت بنفسي من منزلي وتوجهت للمسيرة عندما سمعت النداء في المساجد لكنني لست نادمة على فعلى هذا ولو تكرر هذا الحدث ساقوم بالخروج فورا واحمل علم فلسطين امام اليهود حتى لو كلفنى هذا الفعل روحى فهى رخيصة على تر اب فلسطين".