الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

زيارة رايس للاراضي الفلسطينية لم تحمل سوى الوعود القديمة والضغوط لمكافحة ما اسمته بالارهاب

نشر بتاريخ: 23/07/2005 ( آخر تحديث: 23/07/2005 الساعة: 21:05 )
جنين-معا-اجتمعت وزيرة الخاجية كوندليزا رايس مع القيادة الفلسطينية في مدينة رام الله مستهلة سلسلة اجتماعاتها مع رئيس الوزراء الفلسطيني ومجلس الوزراء لمدة نصف ساعة فقط ألحّت خلالها على ضرورة جمع الاسلحة من التنظيمات الفلسطينية، الامر الذي اثار استياء لدى ابو علاء ووزرائه اضافة لضيق وقت الاجتماع الذي خصص فيه ساعة لمحمد دحلان ونصر يوسف كل على انفراد ،فيما اجتمعت مع الرئيس ابو مازن حوالي الساعة والنصف .

ومهما كان فان لقاءات رايس لم تقدم اية ضمانات للفلسطينيين سوى تكرارا لمواقف الادارة الامريكية وخاصة في التزام بوش اقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة جغرافيا وموقف الادارة المعارض لقيام اسرائيل باية اجراءات تمس قضايا الوضع النهائي مثل الجدار والقدس والتوسع الاستيطاني ، الامر الذي اعتبرته القيادة الفلسطينية عبارة عن اقوال يجب ان تنفذ على الارض .

وزيرة الخارجية الامريكية فشلت في تقديم اية ضمانات للفلسطينيين ترد على تساؤلاتهم وايضاحاتهم حول آلية الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وماهيته وجدوله الزمني والوضع القانوني الذي سيؤول له القطاع بعد الانسحاب اضافة لحرية تنقل المواطنين من والى القطاع والممر الامن مع الضفة الغربية وقضية المطار والميناء والسيطرة على المعابر مع تخوف الفلسطينيين من ان يتحول القطاع الى سجن كبير ، كل ذلك لم تجب عليه رايس كونها لم تتمكن من الحصول على اجوبة من اسرائيل واكتفت بالقول خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعها مع الرئيس ابو مازن بأن على الطرفين التنسيق لانجاح الانسحاب وان هناك مفاوضات بينهم وعلى الجميع بذل الجهود لايضاح التساؤلات من قبل الطرفين ، فرد دحلال خلال مقابلة مع الصحفيين ان الفلسطينيين ليس عليهم الاجابة عن اية تساؤلات اسرائيلية لان لا توجد تساؤلات كونهم الطرف الواقع تحت الاحتلال وكون عملية الانسحاب هي من طرف اسرائيل بشكل انفرادي والتي عليها ان تجيب على تساؤلات الفلسطينيين، واضاف باننا طلبنا منها ايضاحات حول كل تساؤلاتنا فوعدت بالحصول عليها من قبل الاسرائيلين خلال اجتماعها معه مساء اليوم السبت 23 تموز او غدا صباحا .

ما شغل بال رايس هو الموضوع الامني وخاصة ما يتعلق بامن اسرائيل واشارت الى ذلك خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس عباس " بأن الانسحاب يجب ان يتم بدون اية عمليات اطلاق نار " والمحت الى الامر بقولها " اهنئ الرئيس عباس والحكومة الفلسطينية على الجهود التي بذلوها في مكافحة الارهاب وتعقب العابثين بالامن وعلينا وعلى المجتمع الدولي دعم السلطة حتى لا تتحول الاراضي التي تنسحب منها اسرائيل الى اراض للارهابيين " .

ابو مازن من طرفه اكد لها بأن السلطة لن تسمح لاي كان من التلاعب بالمصير الفلسطيني والشرعية الفلسطينية وان هناك سلطة واحدة فقط وسلاح شرعي واحد فقط ولن نسمح لاحد بان يتمرد على القانون الذي تمثله السلطة الوطنية . مؤكدا ايضا ومكررا ان ليس لديهم اية معلومات عن الانسحاب والقضايا الهامة المتعلقة به " واننا لن نسمح بأن يكون الانسحاب من قطاع غزة على حساب حقوقنا الوطنية الشرعية الثابتة وعلى اسرائيل ان ترد على ايضاحاتنا وان يكون الانسحاب جزء من خارطة الطريق وان لا يكون غزة اولا واخيرا " .

زيارة رايس استبقتها القوى الوطنية والاسلامية باعتبار ان زيارة رايس ما هي الا محاولة للضغط لصالح الموقف الاسرائيلي .
وحذر سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس "انه و باستمرار الموقف الامريكي داعم للموقف الاسرائيلي وهو منحاز ولذلك نحن نؤكد على تمسك شعبنا وحقه في الدفاع عن نفسه ، وعلى الادارة الامريكية ان توقف العدوان الاسرائيلي للحفاظ على الهدنة، شارون كان يقول ان نتساريم هي جزء من الوطن القومي الاسرائيلي ، لكن المقاومة الفلسطينية اذطرته لتركها والمقاومة مستمرة حتى طرد الاحتلال " .

وفي نفس الموقف عبر خضر حبيب احد قادة حركة الجهاد الاسلامي بالقول " يحاول الامريكيون تكريس الموقف الاسرائيلي حيث فرض خطوة الانسحاب من غزة كخطوة وحيدة مطروحة على المفاوضات رغم انها تأتي في نطاق مشروع اسرائيل الخاص بالعملية السلمية والقاضي بالانسحاب من قطاع غزة وبنفس الوقت ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية ، هذه عملية مقايضة بالغة الخطورة . واذا لم يكون هنالك مواجهة دولية جادة سنواجه بخطوات تلتهم فيها اسرائيل الارض الفلسطينية في الضفة الغربية " .

كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية قال " هذه الزيارة هي جزء من الجهد الامريكي المعلن بعد ان كلفت رايس بمهمة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والانسحاب من قطاع غزة . نحن لا نتوقع الكثير لانها عملت على الدوام لدعم الموقف الاسرائيلي . وربما سيكون هناك وعود شكلية للفلسطينيين في الوقت الذي سيكون فيه ضغط على السلطة الفلسطينية لمحاربة ما يسمونه بالارهاب . لذلك مطلوب منا ان نتنبه لهذه الضغوط ونستمر بالتمسك بحقوقنا حتى دحر الاحتلال " .

واخيرا لم تستطع رايس ان ترضي الفلسطينيين الغاضبين بوعود هشة تم تكرارها مرارا حول رؤية الرئيس بوش عن الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة جغرافيا لتترك الامور والقضايا الهامة عائمة دون اية ضمانات او اجابات .