الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اطفال بيت حانون: مشهد البلدة القاني بالدماء تشييع أخير بعد سنوات حياة قليلة

نشر بتاريخ: 09/11/2006 ( آخر تحديث: 09/11/2006 الساعة: 16:24 )
غزة- معا- حملوهم بين الأيدي، سابقت النساء بعضهن البعض، وبعضهم ودع بعض بالبكاء وصرخ هاتفاً لماذا مات الأطفال ولم يشاهدوا من الحياة سوى القليل.

تسعة اطفال دون 18 عاماً بينهم الطفلتان ميساء وملك العثامنة، ميساء عاماً واحداً وملك عامين, واربع نساء هن امهات الطفلتين والجدة الكبيرة فاطمة العثامنة ( 80 عاماً)، ومن بين شهداء العائلة في مجزرة اليوم الأسود امس الأحد رجلين من عائلة العثامنة كبيرهم الوالد مسعود العثامنة ( 55 عاماً) وابنه سمير العثامنة ( 23 عاماً) عدا عن ابنته الشهيدة فاطمة.

الشهداء حملوا على الأكتاف تبعهم آلاف المشيعين وفي صورة اولى من نوعها تسابقت نساء بيت حانون مع الرجال مرددات هتافات منددة بالمجزرة التي راح ضحيتها اطفال ونساء بيت حانون في قصف لمنزل آل العثامنة.

والشهداء الذين شيعت جثامينهم بالبلدة المنكوبة هم: صقر محمد عدوان، الشهيد سعدي ابو عمشه, الشهيد اياد نظير سويلم، الشهيد نمر ابو نادي، فاطمة احمد العثامنه، مسعود عبد العثامنه، صباح محمدالعثامنه، فاطمة مسعود العثامنه، سمير مسعود العثامنه، عرفات العثامنه، مهدي العثامنه، محمد العثامنه، محمود العثامنه، منال العثامنه، نعمه العثامنه، ميساءالعثامنه، ملك العثامنه، ميساء العثامنه، سعد العثامنه والشهيد محمد رمضان العثامنه.

الشهداء الرجال فتح لهم بيت عزاء في مؤسسة روضة البراعم في وسط بلدة حانون، وتبنت شهداء المجزرة حركة فتح مقيمة بيت عزاء كبير امّه قادة الفصائل وممثلون عن الحكومة والرئاسة الفلسطينية فيما ساهمت نساء البلدة في إحياء مراسم التشييع واستقبال المهنئات بالشهادة في منازل الشهيدات من العائلة.

بيت حانون قبل يوم المجزرة التي أيقظت القطاع من منامه فجر امس الأربعاء كانت قد أنامته على حصار للبلدة استمر لستة أيام خلف وراءه قرابة 60 شهيداً و250 جريحا بينهم 38 حالتهم خطرة يقبعون في غرف العناية المركزة في المشافي.

بلدة منكوبة بحق:
البلدة التي تتكون من قرابة 8 شوارع رئيسة لا يتعدى طول أكبرها عن ألف متر وعرض 32 متراً وهو الشارع العام حيث يتعارف على بدايته الأهالي هناك بعلامة الكف ونهايته إلى منطقة الموقف، أصبح صعب الاستعمال بعد ان تعرض لتسعة اجتياحات متتالية كان أشدها قسوة الاجتياح الأخير الذي بدا في الثاني من تشرين ثاني الساعة الثانية فجراً حيث لم تترك آليات ودبابات الاحتلال منطقة به إلا جرفتها ولا عمود كهرباء او هاتف او شجرة قائمة إلا اقتلعتها من الجذور وتركت المياه النازفة تختلط بدماء الجرحى، فيما عمدت آليات الاحتلال على تجريف المنازل ومحاصرتها وتفجير بواباتها وقطع الطرق بين أوصال البلدة.

إحدى الصحافيات القاطنة بالبلدة قالت لوكالة "معا" ان الأيام الستة إبان الاجتياح تلخصت في أربع كلمات لدى أهالي البلدة وهي "حصار وخوف ودمار وجوع".

وأشارت إلى ان أصعب ما مرت به البلدة هو المجزرة الاخيرة التي استهدفت منزل عائلة العثامنة بالقذائف المدفعية متعجبة من المسافة التي قطعتها القذائف لتصل إلى قلب المنازل وتقتل النائمين حيث تقع منازل العثامنة في وسط البلدة وفي أشد الشوارع ازحاماً وهو شارع حمد.

مستشفى بيت حانون:
خمسون يوما فقط مر على بنائها استقبلت إبانها مئات الجرحى وعشرات الشهداء استنزفت قدرة طاقمها الطبي وأقسامها الصغيرة وأسرتها القليلة التي لا تكاد تصل إلى 40 سريراً شغلت كلها، عدا عن حصارها من بواباتها الأربع لمنعها من استقبال الجرحى أو تحويل الحالات الحرجة منهم إلى مستشفيات القطاع الخرى.

د. جميل علي مدير المشفى قال لـ "معا" إنه حوصر برفقة الطاقم المتواجد لستة أيام متتالية استنزفت خلاله قواهم وقدرتهم فيما طلب منهم تسليم الجرحى واضطروا إلى القيام بالعمليات الطارئة حيث أنقذوا حياة ثماني مصابين كان مصيرهم الموت المحقق.