الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تربويون وإعلاميون يدعون للاهتمام بإعلام الطفل والعمل على تخصيص إصدارات ومطبوعات دورية تهتم به

نشر بتاريخ: 12/11/2006 ( آخر تحديث: 12/11/2006 الساعة: 14:33 )
غزة- معا- دعا خبراء ومختصون تربويون إلى الاهتمام بإعلام الطفل والعمل على تخصيص إصدارات ومطبوعات دورية تهتم به وتعمل على إيصال المعلومة له عبر الصورة والرسم وعبر القصة الهادفة, خاصة في ظل ندرة الإصدارات في هذا المجال رغم الواقع المؤلم الذي يحياه الطفل الفلسطيني منذ ميلاده وحتى مغادرته مرحلة الطفولة التي تعد اهم المراحل العمرية في حياة الإنسان.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي عقدها قسم العلوم التربوية في كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية بالتعاون مع نادي صناع الحياة حول إصدار مجلة للطفولة بمشاركة عدد من التربويين والإعلاميين والمهتمين وممثلي المؤسسات والهيئات المهتمة بالطفولة في قطاع غزة.

نهتم بالطفل الفلسطيني:
وفي كلمة له خلال افتتاح الورشة أكد الدكتور يحيى السراج عميد الكلية على الأهمية البالغة التي توليها الكلية لموضوع الطفولة, مشيرا إلى ان هذا الاهتمام بدأ بإنشاء قسم متخصص بتربية الطفل وهو يعد من الاختصاصات الهامة في الكلية ومرورا بعقد المعرض السنوي للطفولة وليس انتهاء بعقد هذه الورشة التي يتوقع منها العمل على إصدار مجلة خاصة بالطفل الفلسطيني على حد تعبيره.

وأعرب السراج عن سعادته بعقد هذه الورشة التي تناقش موضوعا هاما يمس شريحة كبيرة من "أبنائنا وبناتنا" وأضاف قائلا:" نتذكر السنوات السابقة يوم كنا أطفالا حيث كان جيلنا لديه بعض الإمكانيات والمجلات أكثر مما هو متاح حاليا رغم انه من المفترض ان يكون العكس في ظل التطور والتقدم الذي حدث".

وأشار عميد الكلية الى الدور الذي تلعبه المجلة في تشكيل وعي الطفل وشخصيته وأخلاقه وحياته العملية حتى عندما يكبر.

وعبر السراج عن امله بان تشكل هذه الورشة انطلاقة نحو سد هذه الثغرة التي بادرت الكلية لها بالتعاون مع نادي صناع الحياة معربا عن امله بان تكون هذه الأمور بخطوات متسارعة وألا يمر وقت طويل حتى نرى هذه المجلة واقعا ملموسا بين يدي الطفل الفلسطيني، داعيا لان تواكب هذه المجلة روح العصر وان يكون لها موقعا الكترونيا على شبكة الانترنت.

مجلة تربوية:
وتحدث جمال بدر من نادي صناع الحياة مستعرضا نشأة فكرة المجلة وماهيتها ومبرراتها مشيرا الى ان قلة الاهتمام بشريحة الأطفال في المجتمع الفلسطيني، وضعف البرامج التي تعمل في مجال تنمية قدرات الطفل وصقل شخصياتهم, إضافة للضغوط النفسية المتواصلة والتي يرزح تحتها الطفل الفلسطيني جراء الأحداث المريرة اليومية هي اهم الدوافع للتفكير في إصدار هذه المجلة موضحا أن الفكرة تتلخص في إنتاج مجلة تربوية للأطفال تصدر بشكل دوري، يقوم على إعدادها مجموعة من الخبراء والمختصين في العلوم التربوية، إلى جانب عدد من الفنانين: الرسامين والأدبيين وكتاب القصص.

ثم استعرضت ربا أبو حطب منسقة مشروع المجلة من نادي صناع الحياة أهم المجلات العربية المتاحة للطفل والفوارق المطلوبة عند إصدار مجلة بأقلام فلسطينية تأخذ طبيعة الطفل الفلسطيني والواقع الذي يحياه.

تنمية الإبداع ورعاية المبتكرين:
واشار الدكتور هشام غراب رئيس قسم العلوم التربوية الى اهم اهداف المجلة التي يجب ان تعمل على تحقيقها واهمها العمل على تنمية روح الإبداع لدى الأطفال، وتنمية قدرته على النقد والتقويم، والعمل على غرس القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة في نفوس الأطفال، موضحا ان المجلة يجب ان تعمل ايضا على تنمية ثقافة وخيال ومواهب الطفل من خلال الامتاع والتسلية.

واجمع المشاركون على ضرورة ان تعمل المجلة على فتح آفاق جديدة أمام المبدعين من الشباب الفلسطيني المبتكرين والمتميزين في مجال فن الكارتون والكاريكاتير وغيرها من المجالات.

ومن ناحيته أشار الأستاذ ماهر بنات المحاضر في قسم العلوم التربوية إلى أهمية تحديد الفئة العمرية التي ستخاطبها المجلة، مؤكدا أن مرحلة الطفولة هي فترة عمرية كبيرة تنقسم إلى عدة مراحل وهذا أمر ينبغي مراعاته في مضمون المجلة وشكلها العام، واتفق في نهاية النقاش على أن تخاطب المجلة الأطفال في الفئة من عمر 7 سنوات وحتى عمر 12 سنة.

واكد المشاركون على ضرورة الاهتمام بالشكل العام للمجلة والألوان حيث انهما يمثلان الدور الاهم في قابليتها للطفل وحرصه على اقتنائها واوضحت الدكتورة نجوى صالح من قسم العلوم التربوية أن أكثر الألوان جاذبية للطفل هي اللون الأزرق والأصفر والأحمر ثم الألوان بأنواعها خاصة الزاهية منها مؤكدة ضرورة البعد عن الألوان القاتمة في تصميم المجلة اضافة للاهتمام بالحجم المناسب للطفل ونوعية الورق والطباعة الجيدة.

وفي ختام الورشة أوصى المشاركون بضرورة الاهتمام بالتوزيع وخلق نقاط توزيع تمكن كل طفل فلسطيني من الوصول للمجلة بسهولة واقتنائها في وقتها كما دعوا الى العمل بالسرعة الممكنة لانجاز هذا المشروع والبحث عن تمويل مناسب له حتى يصبح واقعا وعملا متميزا يساهم في رفع المعاناة اليومية التي يلقاها الطفل الفلسطيني.