الخميس: 30/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر "أريج" الرابع ينطلق في عمان الجمعة على وقع الصحوة العربية‏

نشر بتاريخ: 29/11/2011 ( آخر تحديث: 29/11/2011 الساعة: 10:43 )
عمان- معا- تنطلق في عمان الجمعة المقبلة أعمال مؤتمر أريج السنوي الرابع للصحافيين الاستقصائيين العرب بمشاركة أكثر من 220 إعلامي وأكاديمي، للتباحث في سبل ترسيخ هذا النمط من الإعلام باتجاه كشف التجاوزات وتحقيق المساءلة والعدالة المجتمعية، التي تتصدر أولويات الشعوب في موجة التغيير العربي.

على مدى ثلاثة أيام، يناقش المؤتمرون من 22 دولة عربية وأجنبية في فندق "اللاند مارك" سلسلة عناوين تفاعلية تتمحور حول ثقافة الاستقصاء، التي ما تزال تحبو في غرف التحرير العربية لأسباب سياسية، قانونية، اجتماعية ومهنية.

كما يشارك الأريجيون وضيوفهم في ورشات عمل متقدمة من بينها أسس تعقب الفساد المالي والسياسي الذي أصبح سبره ممكنا في بعض دول التحول العربي، فضلا عن نقل خبرات وتجارب الرواد الأجانب إلى نظرائهم العرب ممن اختاروا رفع لواء هذا الضرب من الإعلام لتفعيل عمل السلطة الرابعة.

داود كتاب، رئيس مجلس إدارة الشبكة قال في هذه المناسبة إن "تحقيق الشفافية ومكافحة الفساد من أكثر الشعارات التي يرددها المحتجون في الدول العربية".

وأردف قائلا: "لا شيء أفضل من صحافة الاستقصاء لكشف أسرار الحكومات او محاولة ضرب ممارسات الفساد المتفشي بنسب متفاوتة في القطاع العام، الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني".

من جانبها أشادت رنا الصباغ المديرة التنفيذية لشبكة أريج بالجيل الجديد من "الإعلاميين العرب الشجعان الذين يسعون لتوثيق قضايا مهمة في مجتمعاتهم في مواجهة جبال من التحديات، في منطقة تشتهر بمحدودية حرية التعبير وحرية الإعلام ومناخ التعددية السياسية وغياب الدعم المهني".

ويشارك في المؤتمر ثلاثة متحدثين رئيسيين يشكلون مرجعيات إعلامية ونماذج قدوة للعديد من الصحافيين في العالم العربي والغربي: يسري فوده (مصر)، وأحمد بن شمسي (المغرب) وديفيد كابلان (الولايات المتحدة العربية). يشغل فوده نائب رئيس مجلس إدارة أريج، ومحرر/ مقدم البرنامج الحواري الاكثر مشاهدة "آخر كلام" عبر شاشة "أون تي في" بعد أن عمل سابقا كبير مراسلي التحقيقات الاستقصائية والمنتج التنفيذي لبرنامج "سري للغاية: عبر فضائية الجزيرة. الزميل بن شمسي استاذ زائر في جامعة ستانفورد وناشر/ مؤسس/ رئيس تحرير سابق لمجلتين أسبوعتين الأوسع شهرة في المغرب تيل كيل (بالفرنسية) ونيشان (بالعربية). أما الزميل كابلان فهو أحد رواد حركة الصحافة الاستقصائية في العالم ومستشار أعلامي.

ويساند المتحدثين الرئيسيين أكثر من 20 مدرب عربي وغربي متميزين في عالم الاستقصاء بمن فيهم الإعلامي البريطاني المخضرم تيم سباستيان، رئيس مجلس ادارة ومقدم برنامح مناظرات الدوحة ومحاور سابق لبرنامج Hard Talk (كلام قاس) على شاشة تلفزيون ال بي.بي.سي، د. مارك هنتر، استاذ إعلام في جامعة أنسياد والمؤلف الرئيسي لدليل أريج التدريبي "على درب الحقيقة"، نيلس هانسون، رئيس تحرير فريق الاستقصاء في برنامج التلفزيون السويدي المشهور "أوبدراغ غرانكنينغ"، والاعلامية البريطانية هيذر بروك التى كشفت فضيحة استغلال أعضاء مجلس النواب البريطاني لمياوماتهم قبل ثلاث سنوات.

وسيعرض الزملاء ممن عملوا تحت مظلة الشبكة في دول الانتشار التسع: الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، العراق، اليمن، تونس، البحرين، ومصر -- آليات عملهم في إنجاز تحقيقات استقصائية احترافية في العمق كشفت تجاوزات وهدر مال عام وساهمت في تشجيع المتسببين على إصلاح الأوضاع وتعزيز العدالة المجتمعية وحماية حقوق الانسان.

على هامش المؤتمر، يعقد المدربان الرئيسيان في مشروع تغطية الفساد والجريمة المنظمة بول رادو (رومانيا) و درو سوليفان (امريكا) ورش عمل على مدار يوم كامل لتدريب 20 صحافيا ومحررا عربيا متخصصين في تغطية عالم المال والأعمال على استخدام لوحة الكترونية للدخول الى مواقع عالمية تساعد في كشف الفساد المالي والسياسي.

تتوزع الجلسات بين ورشات عمل متخصصة حول استخدام الكمبيوتر في العمل الصحافي Computer Assisted Reporting (CAR)، وكيفية حماية الملفات واستخدام وسائط الاعلام المتعددة في نشر القصة، الى ضمان سلامة المنشآت النووية، كشف خفايا مجموعات مسلحة ومؤسسات سيادية مغلقة، سلامة الصحفي المتقصي، اختيار توقيت نشر التحقيق، أدوات عرض التحقيقات المتلفزة، متابعة عمليات النصب وغسيل الأموال، حشد المصادر البشرية وتجميعها لمساندة البحث الاستقصائي، وتقنيات طرح الأسئلة الحساسة. وسيخصّص المؤتمر جلسات حوارية حول الآفاق والتحدّيات التي تواجه الاعلام في دول التحول العربي صوب الديمقراطية.

يعقد المؤتمر بتمويل رئيسي من وكالة التعاون الدولي السويدية (SIDA)، والبرنامج الدولي لدعم الاعلام (IMS) ومقره كوبنهاغن ومؤسسات المجتمع المفتوح وممولين مساندين بما فيهم السفارت الهولندية، النرويجية، الأمريكية، البنك الاردني الكويتي، شركة زين وشركة أرامكس.

في ختام هذه الفعالية ، يرعى رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري للعام الرابع حفل توزيع جوائز عن أفضل تحقيقات نشرت في 2011، وتحمل هذا العام شعار جائزة "ربيع العرب".