الأربعاء: 11/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب امريكي ينتقد "وصفة" نتنياهو

نشر بتاريخ: 30/11/2011 ( آخر تحديث: 30/11/2011 الساعة: 20:33 )
بيت لحم- معا- انتقد الكاتب الأميركي توماس فريدمان ما اسماه "وصفة" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تفضل عدم الحراك إزاء ما يحدث من صحوة عربية، داعيا إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات تفضي إلى حل الدولتين.

وفي مستهل مقاله بصحيفة نيويورك تايمز قال "إن إسرائيل تواجه هذه الأيام أكبر عملية تآكل لبيئتها الإستراتيجية منذ تأسيسها".

فحليفتها تركيا منذ فترة طويلة نفرت منها، وإيران "عدوها الرئيس" يشتبه بتطويرها أسلحة نووية، وأقوى دولتين على حدودها (سوريا ومصر) تشهدان ثورات، وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة يهيمنان على مناطق في جوارها.

وكان ذلك كله دفع نتنياهو أمام الكنيست الأربعاء الماضي إلى القول بأن الصحوة العربية تذهب بالعالم العربي إلى الخلف، وتتحول إلى موجة إسلامية مناهضة للغرب وإسرائيل والليبرالية.

وأضاف نتنياهو أن التنازل عن أراض للفلسطينيين في الوقت الراهن ليس بالأمر الحكيم، وأضاف "لا نعرف من سيسيطر على الأرض التي سنتخلى عنها".

وكان نتنياهو أيضا قد حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة غربيين آخرين مما وصفه بدعم الانتفاضة ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

غير أن الكاتب يقول إن خلع الحكام العرب المستبدين لم يأت من الدعم الأميركي، بقدر ما جاء من قبل شعوبهم، مشيرا إلى أن مبارك أجرى أكبر عملية تزوير للانتخابات عام 2010.

ويبدي فريدمان تفهما لما يصفه بالمخاطر التي تواجهها إسرائيل، ولكنه يقول إن الخطأ يكمن في تشخيص نتنياهو كيفية حدوث ذلك، وفي وصفته التي تنص على عدم القيام بشيء حيال ذلك.

ونبه إلى أن ثمة صحوة عربية في الباحة الخلفية لإسرائيل، متمثلة في شخص رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض، واصفا إياه بأنه أكثر قادة العرب راديكالية.

فبدلا من أن تكافئه إسرائيل -يتابع فريدمان- على إنجازاته الرئيسية مثل تنظيمه قوات أمنية وبناء مؤسسات الدولة، عمدت إلى وقف عائدات الضرائب (100 مليون دولار) التي تجمعها نيابة عن الفلسطينيين.

لذا -والكلام للكاتب- فإن أفضل وسيلة دفاعية لإسرائيل هي تمكين "الفياضية" (نسبة إلى فياض) بما في ذلك منح أجهزة الأمن الفلسطينية المزيد من المسؤوليات لتعزيز شرعيتها والتأكيد على أنها لن تكون حارسا للاحتلال إلى الأبد.

ويشير فريدمان إلى أن ذلك لن يساعد في إرساء الاستقرار في الباحة الخلفية لإسرائيل وحسب -ويمنع نشوب انتفاضة أخرى قد تنتشر كالنار في الهشيم في ظل غياب حكام مستبدين يقمعونها- بل سيضع الأساس لحل الدولتين وتحسين العلاقات مع الشعوب العربية.

ويذكَر بأن الشعوب العربية ستحظى بصوت أقوى في كيفية حكمهم وفي الجهة التي يمكن أن يصنعوا معها السلام.

ويختم بأن هذه المرحلة حساسة، وتتطلب قيادة إسرائيلية حكيمة، مشيرا إلى أن الصحوة العربية تأتي بالتزامن مع الآمال الأخيرة بحل الدولتين.