الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياستنا الرياضية إلى أين ؟؟!!!

نشر بتاريخ: 12/12/2011 ( آخر تحديث: 12/12/2011 الساعة: 18:36 )
بقلم : شادي صافي

عندما نقرا ونسمع مايقوله المسؤولون وأصحاب القرار في الحركة الرياضية الفلسطينية منذ زمن عن الشباب, وعن الرياضة, والاستراتجيات, والإنجازات, والمرافق, والإمكانيات, والاعلام الرياضي عامة ورابطة الصحفيين الرياضيين خاصة, وعن الاحتراف وعن المستوى الفني, وعن رياضة النخبة, نشعر كأننا نتحدث عن وطن غير فلسطين ؟؟!! , أو أننا نعيش في كوكب أخر, أو في زمن مغاير, بسبب الفرق الشاسع بين ما يقال وما يحدث على ارض الواقع في مجال الرياضة والاهتمام بشؤون الشباب الفلسطيني, وبين مايقوله المسؤولون لوسائل الأعلام وما يقال في الخفاء, من أننا لا نملك سياسة وطنية للرياضة, ولا نعرف ماذا نريد وماذا نفعل, وكيف السبيل إلى رسم خريطة طريق للوصول برياضتنا الفلسطينية إلى المستوى المنشود, وكيف نتألق ونتصالح مع أنفسنا وأبنائنا ومع الممارسة الرياضية.

عندما نتحدث عن السياسة الرياضية يفترض وجودها لكي نناقشها وننتقدها أو نشجعها, ولكن الحقيقة أنها منعدمة تماما, أو غير واضحة المعالم, وان وجدت فان الرياضيين الفلسطينيين بمختلف أطيافهم لا يعرفون عنها شيئا, كما أن بعض المسئولين عنها لا يعرفون تطبيقها وتسويقها لأنهم بعيدون عن الواقع أصلا, ولا يعرفون أين الخلل وما العمل.

أما إذا اقر و أصر البعض على وجود سياسة رياضية فإنني أتساءل مثل غيري..... أين هي ؟؟ وأين نحن منها ؟؟؟ وهل يعلم بها الرياضيين والمشرفين والإداريين في أندية ومراكز ومؤسسات الوطن ؟؟؟ وما مفعولها ومقوماتها ونتائجها ؟؟؟

وماهي استراتجياتنا وسياستنا في مجال ممارسة الجماهير ؟؟؟ وهل هي موجودة فعلا وتعتبر ثقافة يومية عند أبنائنا ؟؟؟ وهل نشجعها عبر الأعلام وتنظيم الدورات والندوات, آم أننا نتذكرها في الاستحقاقات الوطنية فقط ؟؟!!! .

ماهي سياستنا مع الرياضة المدرسية والجامعية, والمدارس والأكاديميات الرياضية ؟ وما عدد المرافق الصالحة في المدارس والجامعات ؟ وهل ألرياضة ممارسة إجبارية للتلاميذ والطلبة ؟ وهل قيمنا تجربة رياضة الماضي التي كنا نطبل لها ؟ وهل تخرج منها بطل واحد في الرياضات الفردية مثلا ؟

أين هي رياضة النخبة في منظومة الرياضة الفلسطينية ؟ وأين هم الرياضيون الواعدون في الملاكمة والسباحة ورياضة السيارات وألعاب القوى ؟ وهل من الممكن! تحقيق ميدالية ذهبية في هذه الألعاب(( لفلسطين)) في ألدوره العربية في قطر.

أين هو التأسيس والتأهيل للمشرفين والمسئولين الرياضيين ؟ وماذا تفعل المعاهد الرياضية إذا كانت كرة القدم مثلا تعاني من نقص كبير من المدربين ؟.

أين هي المرافق الرياضية الحديثة والجديدة ؟ ومن الذي يديرها ويشرف عليها ؟ وأين هي مراكز تحضير المنتخبات الوطنية والملاعب التي من المفترض أنه تم إنجازها؟!! نحن نطمح ونتمى يااخوان أن يكون لدينا مدينه او قريه رياضيه كاملة متكاملة لكل الألعاب الفردية والجماعية !!! نحن ننشد لمسبح اولمبي أو على اقل تقدير نصف اولمبي لسباحينا الذين أعلنوها منذ أسابيع بالقول لقد هرمنا من التهميش المتواصل ؟؟!!! أين مضمار ألعاب القوى المعدوم بكل فلسطين

وأين حلبات ألملاكمه والمصارعة أين... وأين؟؟!!!

ماذا عن ملعب الوطن والكبرياء والعزة ملعب القائد التاريخي ((أبو عمار )) في جنين هذا الملعب الذي أصبح مواقف لسيارات والشاحنات !!! ومكب لنفايات!! يا الله ..يا الله لماذا

!! والى متى!! و من المسئول ؟!

ماذا عن الرياضة النسوية والاعتناء ببناتنا وأخواتنا وتشجيعهن على الرياضة, وتطوير قدراتهن في مجال المنافسة والتأهيل والتكوين ؟ وإذا أراد أي رب أسرة أن تمارس ابنة الرياضة هل يدري كيف السبيل؟! وأين ومتى !؟

أين نحن من قانون التربية البد نية والرياضية الذي ينظم العلاقات بين الأندية والاتحادات لماذا لا نجد الود والتعاون والاحترام بين الأندية والاتحادات الرياضية, لماذا كل هذا الحقد والحسد والغيرة والإقصاء وتصفية الحسابات داخل أسرة يفترض أن تجتمع ولا تفرق, وتنجح ولا تفشل, وتزرع الحب وتحصد الخير ؟

أما الأعلام الرياضي ورابطة الصحفيين الرياضيين يا إخوان فحدث ولا حرج!! مجاملات, افتراء, فساد, كواليس , نعم يا ساده وأكثر من ذالك نحن نمتلك إعلام رياضي يتحدث عن كل شيء إلا عن الرياضة ورابطة شكلية فقط بمعنى أنها حبر على ورق!!! لا تمتلك لأي قرار يصب في مصلحة الأعلام الرياضي الفلسطيني , ولا تمتلك لجسم اعلام رياضي موحد ومتحد؟!!

والاهم أن إعلامنا الرياضي بدون استقلال!!! السؤال الذي هرمنا منه ؟ أين الندوات والدورات والتأسيس والبناء الإعلامي الرياضي لشباب الغد هذا الغد الذي كله ظلام !!!والسؤال الذي يطرح نفسه باستمرار متى سيعود أعضاء رابطة الصحفيين بدون استثناء إلى رشدهم ويشحنوا الهمم ببناء إعلام رياضي نظيف وشريف وقوي بعيد عن المصالح الشخصية والفئوية أين رجال الأعلام أصحاب الكفاءة الذين يستطيعون إرسال إعلامنا الرياضي الفلسطيني إلى العالمية.

أتمنى إثبات عكس ما أقول, ويشرح لنا بالدليل والبرهان, وليس بالكلام فقط, سياستنا الرياضية الحالية وحاجتنا المستقبلية وخططنا للاعتناء بأبنائنا وتوفير أحسن الظروف لتنمية قدراتهم الذهنية والجسدية والسماح لهم بتأكيد وجودهم وأتمنى من أي احد كان أن يعرض علينا المشروع الرياضي المناسب لمجتمعنا وواقعنا في ظل الخلافات الحاصله واللامبالاة وسياسة الهروب إلى الأمام التي يمارسها الكثير.

سياستنا الوحيدة التي نجحنا فيها هي تقسيم الأسرة الرياضية وإشعال نار الفتنة في أوساطها, وتضيع المواهب وإقصاء الكفاءات من اجل هذا وذاك..... لماذا كل هذا يا إخوان يا ساده !!! ومن المستفيد ؟؟!!!والى أي طريق سنصل!!! وماذا وكيف سيكون المستقبل القادم.....؟؟!!!

قد يقول القارئ بأن المصيبة شاملة ولا نملك استراتجيات وخططا وسياسات في مجالات وقطاعات عديدة, لكني أقول أن من يزرع الكذب والجهل والحقد يحصد الفشل والتذمر ولن يرحمه التاريخ, ودمتم دائما.