الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مضيق هرمز هل سيشعل فتيل الحرب على ايران؟

نشر بتاريخ: 17/01/2012 ( آخر تحديث: 17/01/2012 الساعة: 16:30 )
بيت لحم- معا- يعتبر مضيق هرمز من أهم المعابر البحرية في العالم وخلال الايام الماضية أصبح هذا المضيق لا يفارق وسائل الاعلام، خاصة في ظل التساؤلات التي تدور في ذهن الدول الغربية "هل حقيقية سوف تقدم ايران على تنفيذ تهديدها باغلاق المضيق؟، وكذلك السؤال الكبير الذي يدور داخل دائرة اتخاذ القرار الايراني ، هل سترد الولايات المتحدة عسكريا على اغلاق المضيق ؟.

هذه التساؤلات مرشحة لمزيد من التساؤلات الاخرى والخطوات التي قد لا تكون محسوبة والتي ستقود حتما الى تدهور الوضع في المنطقة ، وبهذا العنوان اخذت صحيفة "معاريف" اليوم الثلاثاء على صفحتها الاولى في محاولة منها لاستكشاف ما قد يحدث في المنطقة ، وهل سيقود مضيق هرمز الى اشعال فتيل الحرب في المنطقة ؟، أم سيساهم في تثبيت قواعد جديدة قد تعبر من خلالها ايران لتصبح قوة اقليمية معترف بها في الشرق الاوسط.

مضيق هرمز يصل بين المحيط الهندي وبحر العرب ، وتبلغ اقصر مسافة في المضيق 34 كيلو متر ، ولكن ليس هذا ما يعطي المضيق الاهمية الكبيرة ، وانما كونه الشريان الاساسي للنفط العالمي ، حيث يمر عبر هذا المضيق يوميا ما يقارب 17 مليون برميل نفط ، أي ما يعادل 20% من الاحتياج العالمي للنفط ، وما يشكل 40% من النفط الذي يمر عبر الوسائل البحرية في العالم، وايران تدرك تماما مدى اهمية هذا المضيق لكافة دول العالم ، وكذلك الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية بالاضافة لدول الخليج العربي.
|161739|
البداية والتي انطلقت منذ سنوات "المشروع النووي الايراني" والموقف الاسرائيلي وكذلك الامريكي بمنع امتلاك ايران للسلاح النووي ، والذي فرض عقوبات اقتصادية على ايران ويجري كل عام بحث تطوير هذه العقوبات ، ولكن الشهر الماضي شهد بداية جديدة تنظر بخطر قادم ، عندما بدأت اسرائيل منذ شهور تسريب انباء عن قرب توجيه ضربة عسكرية لايران لاقترابها من التفجير النووي ، وهذا ما دفع الولايات المتحدة لبحث الموضوع داخليا ومع العديد من الدول وكذلك مع اسرائيل ، والتي انتهت بضرورة فرض عقوبات اقتصادية شاملة على ايران "البنك المركزي ، النفط ، الخ.. من القضايا الاقتصادية الاساسية".

ومع التهديد الاوروبي بامكانية الاستغناء عن النفط الايراني بدأ الرد الايراني بالضرب تحت الحزام وفي المناطق التي قد توجع ليس دول الخليج العربي وانما العام أجمع ، فبدأ البرلمان الايراني الحديث عن مضيق هرمز تبعه قائد سلاح البحرية واخيرا وزير الدفاع الايراني ، وكلهم اجمعوا على "اغلاق مضيق هرمز بالنسبة لايران مثل احتساء كوب من الشاي" ، وكذلك ذلك جاء مترافقا مع مناورات عسكرية بحرية ايرانية واسعة تم من خلالها اطلاق صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى ، كذلك تهديد البوارج الحربية الامريكية التي تبحر ليس بعيدا عن المضيق ، واخر هذه التهديدات لدول الخليج ومنظمة "اوبيك" بعدم رفع انتجها النفطي لسد النقص حال تنفيذ الدول الغربية بمقاطعة النفط الايراني.

وفي المقابل فأن الادارة الامريكية اعتبرت في رسائل واضحة بأن اغلاق مضيق هرمز وامتلاك ايران السلاح النووي خطا احمرا لن تسمح به ، وهذا ما يفسر تحرك قطع بحرية امريكية نحو منطقة الخليج بالاضافة الى القطع الموجودة اصلا ، كذلك العديد من اللقاءات التي اجرتها الادارة الامريكية مؤخرا مع قادة اسرائيل أو مع حلفائها الاوروبين ، وسيصل بعد غد رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي الى اسرائيل لبحث هذا الموضوع مع قادة اسرائيل العسكريين والامنيين والسياسيين ، والتي قد تعطي دلاله واشارة الى أين تتجه المنطقة في القريب .