الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصوراني يجتمع مع وزير الخارجية الإيرلندي

نشر بتاريخ: 28/01/2012 ( آخر تحديث: 28/01/2012 الساعة: 14:57 )
غزة -معا- اجتمع مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المحامي راجي الصوراني مع وزير خارجية إيرلندا إيمون غلمور والوفد المرافق له الذي ضم كلاً من: مدير العلاقات الدولية في الخارجية الإيرلندية، مدير دائرة شئون الشرق الأوسط في الخارجية، المستشار السياسي لوزير الخارجية، ممثل إيرلندا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وعدد من طاقم الممثلية، وذلك يوم أمس.

وشارك في اللقاء الذي عقد في إطار زيارة الوفد الإيرلندي الرسمية لقطاع غزة كلاً من: م. جودت الخضري، وم. علي أبو شهلا. وأعتذر د. إياد السراج عن المشاركة في اللقاء لوعكة صحية ألمت به .

وفي بداية اللقاء استعرض الصوراني العلاقات التاريخية التي تربط إيرلندا بفلسطين، حيث ثمن دور الرئيس الإيرلندي الداعم والمساند للفلسطينيين في نضالهم المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي مثنياً على موقف إيرلندا غير المساوم على المستويين السياسي والإنساني ودعمها لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وعلى نحو خاص، استحضر الصوراني موقف إيرلندا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في ديسمبر 2008، معرباً عن تقديره والمجتمع المدني الفلسطيني لهذا الموقف كونها كانت الدولة الأوربية الوحيدة التي صوتت مع تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

هذا وقد شدد الصوراني على ضرورة أن تلعب إيرلندا دوراً ريادياً فيما يتعلق بالجهود الرامية لرفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة خاصة وأن هذا الحصار لم يعد له حتى بمقاييس الاحتلال أية ذرائع أو مبررات بانتهاء ملف الجندي الإسرائيلي شاليط. وحث الصوراني إيرلندا على لعب دور فاعل على صعيد دعوة الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لعقد مؤتمرها على ضوء تواصل جرائم الحرب والانتهاكات الإسرائيلية واسعة النطاق في الأرض الفلسطينية المحتلة مشيراً إلى سياسات التطهير العرقي وتهويد القدس والنشاطات الاستيطانية المحمومة التي تفرض وقائعاً جديدة على الأرض بما جعل من الضفة الغربية والقدس نظاماً جديداً للأبارتهايد والفصل العنصري.

من ناحية ثانية، استعرض الصوراني أيضاً ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات مهينة ومذلة وحاطة بالكرامة بحق المعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 5 آلاف معتقل والتي توجت قبل أيام قليلة بإقدام قوات الاحتلال على اعتقال رئيس المجلس التشريعي المنتخب د. عزيز دويك ونواب آخرين ليصبح عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي 27 نائباً، في مقدمتهم النائبين مروان البرغوثي، وأحمد سعدات.

واعتبر الصوراني أن الهدف من وراء الاعتقال غير القانوني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني هو ضرب المصالحة الفلسطينية بما لا يقبل التأويل كونه يمثل رمزاً للشرعية الفلسطينية المنتخبة ديمقراطياً. كذلك، وتطرق للاعتداء الأخير الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحامها لمقر الهيئة الدولية للصليب الأحمر حيث انتهكت حصانته واتفاقية مقره، معتبراً هذه الخطوة تصعيداً نوعياً في سلسلة الانتهاكات التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها في مختلف انحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

إلى ذلك، تناول الصوراني خلال اللقاء المصالحة الفلسطينية حيث أكد على أنها حتمية وأن الإرادة السياسية الواعية المطلوبة لتحقيقها متوفرة لدى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ، ذلك أن الانقسام يشكل انتحاراً سياسياً واعياً وهو مأسسة للضعف الاستراتيجي الفلسطيني. وأعرب الصوراني عن تفاؤله وإيمانه بأن المرحلة القادمة ستشهد التجسيد العملي لوحدة الصف الفلسطيني، موجهاً الدعوة لإيرلندا للاعتراف بالشرعية السياسية الفلسطينية بكل أطيافها فالديمقراطية لا يمكن أن تكون انتقائية وهو ما يتطلب بالضرورة احترام الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه.

ودعا الصوراني إيرلندا لأن تكون رأس حربة في مواجهة الضغوطات الإسرائيلية والأمريكية والأوربية الساعية لإفشال جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وفي ختام حديثه، شكر الصوراني وزير الخارجية الإيرلندي والوفد المرافق له على دعم إيرلندا المستمر للشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً، فيما أكد الوزير الإيرلندي على تميز العلاقة التي تربط المجتمع المدني الإيرلندي والمجتمع المدني الفلسطيني عدا عن العلاقة الجيدة التي تربط الحكومة الإيرلندية بالمجتمع المدني الفلسطيني ومؤسساته وفي مقدمتها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تربطه ومنذ سنوات طويلة علاقات قوية وطيبة مع عدد من المؤسسات الإيرلندية وفي مقدمتها مؤسستي الخط الأمي للدفاع عن مدافعي حقوق الإنسان، وتروكير.

ومن الجدير ذكره بأن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير الخارجية الإيرلندي غيلمور الى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من خمس سنوات. وتهدف هذه الزيارة وفقاً للتصريحات الإيرلندية الرسمية بصددها إلى "رؤية الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحصار على سكان غزة".