الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بالصور- حياة لاجئ فلسطيني في لبنان أصعب من أن توصف

نشر بتاريخ: 30/01/2012 ( آخر تحديث: 30/01/2012 الساعة: 21:53 )
بيروت- معا- سلّطت منظمة ثابت لحق العودة الضوء على عائلة اللاجئ علي بورشلي من مدينة عكا، الذي هُجر مع عائلته في نكبة 1948 الى مدينة صيدا اللبنانية، وتحديدا بالقرب من مينائها الشهير، بقي الرجل مع افراد عائلته هناك حتى الاجتياح الاسرائيلي الى لبنان في العام 1982، بعد وفاة الاب تشتت افراد العائلة، منهم من سافر الى دول الغرب ومنهم من بقي في لبنان، وبسبب الفقر انتقل اثنين من افراد العائلة هما الاخوان محسن (63 سنة) طلق زوجته منذ اكثر من ثلاثين سنة وليس لديه ابناء، وجمال (51 سنة) لم يتزوج، ليستأجرا أحد الكراجات (المحال التجارية) في مدينة صيدا وتحديداً في منطقة "دوار القدس" ليعيشا في الكاراج مدة 18 سنة.

وتستمر الحكاية.... في العام 2002 وبسبب احتكاك كهربائي احترق (المنزل) وما فيه بالكامل لينتقل الأخوين للعيش في مكان آخر لا يبعد عن الأول سوى بضعة أمتار ليستقر بهم الحال في (منزل) هو أشبه بالمستودع أو المخزن أو القبو او مكب للنفايات...!، تفوح منه روائح غريبة بحيث يصعب على الزائر البقاء لأكثر من دقيقة واحدة، نعم دقيقة واحدة. منظمة "ثابت" زارت المكان والتقت بالأخوين محسن وجمال.

|163163|

على الرغم من البرد القارس، يستيقظ محسن في الصباح الباكر، يركب دراجته الهوائية، يتجول في أحياء المدينة ليجمع ما يلاقيه من التنك وبعض البلاستيك وادوات الخردة ليبيعها ولينفق عليه وعلى أخيه جمال الذي لا يستطيع الحركة بسبب وزنه الثقيل، جمال على هذه الحال منذ عشرة سنوات، يتمدد على أريكة هي مكان للنوم والجلوس، ويضع عليه بعض الاغطية اكل عليها الدهر وشرب، دخول وخروج الحمام عملية صعبة ومشقة لا توصف...، يقوم بعدها الاخ محسن بالتنظيف ... المكان خليط غير طبيعي من أكياس النايلون وادوات البلاستيك والكرتون والزجاج والقماش وبقايا طعام.. وجزء من باب مفتوح يشكل منفذاً دائماً لجرذان الليل والنهار. الاخوان مصنفان من قبل وكالة "الاونروا" من فئة العسر الشديد من اللاجئين الفلسطينيين يحملان رقم (33016997) وبالتالي يحصلان كل اربعة اشهر على مقدار من التموين العائلي ينتهي استهلاكه قبل انتهاء الشهر الاول، ومبلغ من المال (عشرة دولارات لكل واحد منها كل اربعة اشهر!!) .

|163165|

تقدم إحدى المؤسسات الخيرية "ربطتي خبز أسبوعياً، واحدة يوم الاثنين والأخرى يوم الخميس بعد أن كانت تقدمها يوميا" يقول محسن المصاب في رأسه منذ زمن بعيد وقد اجرى عملية الزائدة، وتعرض لاصابة في يده اليمنى افقدته سهولة الاستخدام والحركة، ثم يضيف جمال لـ "ثابت" " نحن بحاجة لان نعيش مثل الناس، نتنفس الهواء ونرى ماذا يدور حولنا مثل بقية الناس خاصة واننا اصبحنا كبار في السن والموت بانتظارنا في اي لحظة، نحن احياء نعيش في مقبرة للاموات منسيين، ولا نريد سوى من يهتم بنا، اخي اصبح كبير في السن ويعاني الامراض ولا يستطيع لوحده ان يتحمل المسؤولية، وانا لا استطيع الحركة، وهذا قدرنا وقد رضينا به والحمد لله، واذا تكرمت علينا احدى المؤسسات بعربة خاصة بالمعاقين نكون له من الشاكرين، لنا اخ ثالث اسمه حسن متزوج وله من الابناء ستة ويعيش في تجمع التعمير للاجئين الفلسطينيين، ويعمل سائق تاكسي وما يكسبه لا يكفي لسد احتياجاته وعائلته".

|163164|

وتقول منظمة ثابت... بطبيعة الحال ما يحتاجه الأخوين محسن وجمال بورشلي، اكثر من عربة خاصة، فهما بحاجة الى من يهتم بهما في وضعهما الخاص، من توفير الماكل والمشرب والملبس والنظافة الشخصية والاستشفاء واخراجهم من العزلة التي يعيشان فيها.

هي صرخة لاجئ فلسطيني منكوب، نضعها امام من يعنيه الامر لتحمل المسؤولية، من قسم الشؤون الاجتماعية في الاونروا او القوى الفلسطينية واللجان الشعبية والاهلية واهل الخير ومؤسسات المجتمع المدني المحلي والدولي، خاصة تلك المهتمة بالعمل الاغاثي والخيري والانساني وبذوي الاحتياجات الخاصة، والاعتناء بالمسنين.

|163162|