الخميس: 08/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

بانوراما: 72% من الفلسطينيين يعتقد بعدم استقلالية الحراكات الشبابية

نشر بتاريخ: 16/02/2012 ( آخر تحديث: 16/02/2012 الساعة: 16:25 )
رام الله -معا- نفذ المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع- بانوراما- استطلاعاً عاماً للرأي حول "الحراكات الفلسطينية الشبابية "، حيث هدَف الاستطلاع بالاساس الى قياس مدى معرفة المواطن الفلسطيني بوجود "الحراكات" القائمة من جهة ، وتقييمه للدور الذي تقوم به هذه الحراكات من جهة اخرى، الى جانب قياس موقف الشارع الفلسطيني من القضايا والاولويات التي يجب ان تتبناها هذه الحراكات، كما حاول الاستطلاع استكشاف العلاقة بين مدى انتشار شبكات التواصل الاجتماعي بين الفلسطينين ومدى نجاح مثل هذه الشبكات في تفعيل الحراكات الشبابية وتواصلها مع مختلف أفراد المجتمع.

واشتملت عينة الاستطلاع على ألف مستطلع/ة من مختلف محافظات الضفة الغربية،واستندت في توزيعها إلى نسب السكان في كل محافظة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث جرى توزيع الاستمارات على أربع مناطق داخل كل محافظة، بحيث تم انتقاء هذه المناطق مع مراعاة كونها على احتكاك مباشر مع الاحتلال الاسرائيلي و كانت قد شهدت مؤخراً حراكات سياسية و تضامنية مختلفة.

فقد أظهرت نتائج المستطلعة ارائهم ان النسبة الاكبر ممن يعرفون بوجود مثل هذه الحراكات الشبابية هم مستطلعي محافظة رام الله بنسبة وصلت الى (80%)، فيما لم تتجاوز نسبة المعرفة بمثل هذه الحراكات في المحافظات الاخرى كجنين و نابلس و الخليل و بيت لحم ال (50%) في كل موقع، مما يشير الى تمركز معظم الحراكات الحالية في مدينة رام الله تحديدا.

عند سؤال المبحوثين حول ما اذا كانت هذه الحراكات موجه أم مستقلة، أجاب (72%) منهم بعدم اعتقادهم باستقلالية مثل هذه الحراكات حيث اعتبر (34%) من المستطلعة آرائهم أن هذا الحراك موجه من خلال أطر سياسية معينة، وأفاد (21%) باعتقادهم بأنه يسعى لتحقيق أجندات شخصية و(17%) يرون أنه لمثل هذه الحراكات أهداف تمويلية، في حين كانت نسبة من يعتقد باستقلالية الحراكات (28%) فقط.

واظهرت نتائج الاستطلاع ان (40%) من المستطلعة ارائهم غير مستعدين للمشاركة في اي من الحراكات القائمة حيث اشارت النتائج الى ان الفئة الاقل رغبة للمشاركة كانت من الفئة العمرية ما بين (18-36) عام بنسبة بلغت (42%) وهذا يفسر الى حد ما ضعف المشاركة الجماهيرية في الحراكات القائمة على الساحة الفلسطينية و انحصارها بمجموعات معينة، وان نسبة مشاركة الشباب ووعيهم بمثل هذه الحراكات هي نسبة ضعيفة، حيث اظهر الاستطلاع أن الفئات العمرية الشبابيةما بين (18-27) عاماً لم تنخرط بهذا الحراك الشبابي بشكل إيجابي، إذ بينت النتائج أن (36%) لم يسمعوا ابدا بأي من الحراكات القائمة.

ويرى (60%) من المستطلعة آرائهم أن الحراك الحالي هو حراك موسمي ياتي استجابة لظروف ومتغيرات ميدانية مؤقتة حيث يعتقد (55%) انه حراك يفتقد الى الرؤية الواضحة والأهداف بعيدة الامد ، الامر الذي يؤدي بحسب اعتقادهم الى عدم تشكيل اي خطر على النظام السياسي القائم وفقا لما يعتقده (55%) من المستطلعة ارائهم، في حين ان (54%) يرون ان الخلل في الحراك القائم هو تمركزه في منطقة جغرافيه واحده مع عدم الاهتمام الكافي بالتوسع جغرافيا. الملفت للانتباه ان نسبة المستطلعين الاكبر ممن يعتقدون بموسمية و عشوائية الحراك و تمركزه الجغرافي في منطقة واحدة كانت بين مستطلعي محافظة رام الله.

وبين ان الشارع الفلسطيني يعتقد بضرورة الحاجة الى حراك حقيقي، وقد انعكست هذه الرغبة بنسبة المستطلعة ارائهم الذين عبروا عن حاجتهم لحراك (72%) بالرغم من انقسام آرائهم حول الأولويات التي يرون أن على مثل هذا الحراك أن يتبناها حيث تساوت نسبة من يعتقدون بضرورة توجيه الحراك لمواجهة الاحتلال والعمل على تعديل وتغير السياسة الفلسطينية الداخلية(35%) ،بينما يرى (30%) أن الأولوية يجب أن تكون في مواجهات مشاكل وأولويات اقتصادية واجتماعية يعايشها المواطن الفلسطيني.

أما اولئك الذين يعتقدون بعدم الحاجة لحراك فلسطيني في الوقت الحالي فقد شكلت نسبتهم (28%) من المستطلعة أرائهم، و تباينت أيضا أسباب عدم اقتناعهم بالحاجة إلى مثل هذا الحراك، حيث يرى (37%) منهم أن وجود الاحتلال يستدعي ايجاد وسائل نضالية مختلفة و ليس حراك، فالاحتلال يعتبر معيق امام نجاح اي حراك فلسطيني حسب اعتقادهم، (29%) منهم يرون أن مثل هذه الحراكات ليست واعية وناضجة بشكل كاف لتقود عمليات تغيير داخل المجتمع، ويشعر (24%) منهم بحالة إحباط عام إذ لا يشعرون أن مثل هذا الحراك قد يعطي أية نتائج ملموسة ، في حين يعتقد(9%) من المستطلعة ارائهم فقط أن عدم الحاجة لحراك تعزى الى اعتقادهم بأن عمل الفصائل كافي.

وأجاب (66%) من المستطلعة آرائهم بأنهم يمتلكون صفحات شخصية عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي،حيث اظهرت نتائج الاستطلاع ان (80% ) ممن يمتلكون هذه الصفحات الشخصية هم من فئة الشباب ( 18-27) عام، في حين أفاد (60%) ممن يمتلكون صفحات تواصل اجتماعي أن طبيعة مشاركتهم عبر هذه الشبكات كانت من خلال مجموعات التواصل المختلفة والتي حملت في الغالب الطابع الاجتماعي الترفيهي (57%) في حين انحصرت نسبة المشاركة السياسية عبرها بنسبة (36%) فقط . و عند السؤال حول دور شبكات التواصل الاجتماعي وحول ما اذا كان لهذه الشبكات أي أثر في عملية تفعيل دورالشباب في انجاح الحراكات ، فقد اظهرت النتائج بان (65%) من المستطلعه ارائهم لم يستيجبوا لدعوات لمثل هذه الحراكات بما يتعلق بالمشاركة بانشطة ميدانية كلاعتصامات و المسيرات وغيرها.