الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الشعبية تدعو الى تجديد المشروع الوطني المقاوم عبر النقد الذاتي

نشر بتاريخ: 10/12/2006 ( آخر تحديث: 10/12/2006 الساعة: 13:06 )
بيت لحم معا - دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تجديد المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم عبر إجراء وقفة مراجعة نقدية عميقة وجاده لمجمل مسير الحركة الوطنية خلال العقد الأخير، وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة بناء وإصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية عبر شراكة حقيقية بعيده عن المحاصصة والكوتا والمنافع الفئوية ..

جاء ذلك في كلمة الجبهة المركزية التي ألقتها النائبة خالدة جرار خلال المهرجان الجماهيري الذي نظمته الجبهة الشعبية في محافظة بيت لحم في قاعة الفينيق لمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والثلاثون لإنطلاقتها، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الجبهة ونواب وأعضاء مجلس وطني ورؤساء وأعضاء بلديات وشخصيات وممثلي القوى والفصائل الوطنية والإسلامية وعدد كبير من ممثلي المؤسسات والهيئات والفعاليات الوطنية الشعبية والرسمية، وأهالي الأسرى والشهداء ومئات المواطنين من مختلف أنحاء المحافظة .

وأكدت جرار على أهمية إعادة صياغة العلاقة الداخلية الفلسطينية على أرضية القواسم الوطنية المشتركة التي تتقاطع عندها برامج القوى والأحزاب السياسية كخوة لا بديل عنها نحو إعادة توحيد جهد المجموع الوطني على طريق مواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية في الحرية والإستقلال والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .. وقالت أن الجبهة الشعبية تطلق " اليوم " دعوة لتجديد المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم، وإجراء مراجعة نقدية شاملة لمسيرة الحركة الوطنية، وأخرى لتكثيف النضال الجاد من أجل بلورة التيار الوطني الديمقراطي الذي من شأنه أنه يسهم في إعادة التوازن الى المجتمع الذي دخل الى مرحلة الإستعصاء والإستقطاب الثنائي الحاد، ودعت الكل الوطني وكل فيصل على حدى لتحمل المسؤولية الوطنية إتجاه عدم تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها الشعب الفلسطيني عبر مسيرة كفاحه الطويلة حتى الآن ..

وناشدت حركة فتح المناضلة العمل من أجل إعادة صياغة مشروعها الوطني المقاوم والخروج من الواقع المؤلم الذي لم نعتاد أن نرى حركة نتج عليه، ودعت حركة حماس الى عدم الخلط بين دورها السياسي وبين إدعاء الأحقية بالتمثيل إستناداً الى العقيدة الدينية وأشادت بالمقاومة اللبنانية ووقفة العز والكرامة التي وقفها المناضلون في حزب الله في مواجهة العدوان والغزو الإسرائيلي على لبنان، وبالمقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكي، وبإنتصارات شعوب أمريكا اللاتينية والقوى المناهضة للإمبريالية على السياسة الإستعمارية للولايات المتحدة، وحيث الرئيس الفنزويلي هوغوتشامينز على مواقفه المؤيده للقضية الفلسطينية والقضايا العربية والتحررية .

رحبت جرار بإسم الجبهة والمشاركين في المهرجان الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، والرفيق عبدالرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والرفيق المؤسس جورج حبش، وأشادت بتضحيات ونضالات الحركة الأسيرة ودعت الى إطلاق سراح الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي .. وألقى النائب عيسى قراقع كلمة بإسم الأسرى وأهالي الشهداء قال فيها :" تسعة وثلاثون عاماً ولازالوا على الجدار شبحاً أو ظلالاً أو صورة أو صدى للتراب .. تسعة وثلاثون عاماً وهم ينتظرون قراراً كي يحميهم السلام أو تعترف بهم الحرب والنصوص والمبادىء وحوار الأمم .. تسعة وثلاثون عاماً وهم يروضون الأمل .. يزرعون أجسادهم بالضوء كما يزرعون صحراء سجن النقب بالكلمات والمواويل والشهداء " ..

وأشاد قراقع بنضالات ودور الجبهة الشعبية وقياداتها في النضال الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والإستقلال والعودة، وفي تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، وفي الحفاظ والتمسك برؤية برنامج منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقائده نضالها الوطني نحو التحرر والإستقلال والعودة ..

وألقى ماهر الوحش عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم كلمة بإسم القوى الوطنية والإسلامية أشاد فيها بدور الجبهة الشعبية في قيادة سير الشعب الفلسطيني وفي تشكيلها مع سائر القوى صمام أمان وحماية للهوية والقضية الفلسطينية .. وقال أننا نستقبل هذه المناسبة في ظروف غاية في التعقيد، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي ويرتكب جرائم الإبادة الجماعية، ويواصل بناء جدار الفصل العنصري وسياساته الإستيطانية، وتهويد القدس وعزلها وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، فيما يتواصل الحصار الإسرائيلي والدولي ضد الشعب الفلسطيني، ما يتطلب الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية .. وحدة تقوم على أساس الشراكة الحقيقية وتستند في برنامجها السياسي لوثيقة الوفاق الوطني، بإعتبار ذلك المدخل الأفضل لمعالجة سائر القضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية، ويستنهض الدعم الإقليمي والدولي، وصولاً لحلول سياسية تضمن حق شعبنا في تقدير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين إلى ديارهم ..

وقال إن فشل الجهود الهادفة الى تشكيل حكومة إئتلاف وطني يعود أساساً إلى صيغة الحوار الثنائي والمحاصصة التي جرى إعتمادها مع ما ينطوي ذلك من تهميش وتفريط بالشراكة الوطنية والتعددية السياسية .. وفي نهاية كلمته وجه الوحش بإسم القوى الوطنية والإسلامية تحية الى الرفيق سعدات وملوح والبرغوثي وقيادات الحركة الأسيرة وجميع الأسرى في سجون الإحتلال، وعاهد الشهداء، أبوعلي مصطفى وأبوعمار والقاسم وكنفاني وجميع شهداء فلسطين على مواصلة النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والإستقلال والعودة .

وخلال المهرجان قدم الشاعر الفلسطيني آمان الله عايش قصيدة شعرية بهذه المناسبة، وقدمت فرقة حنظلة وفرقة ناجي العلي عروضاً فنية من الرقص الشعبي .